أعلن الرئيس السنغالي ماكي سال بدء العمل لإنشاء نصب غوري التذكاري اليوم السبت في داكار، وهو "مكان للتكريم والتأمل والتفكير" في تجارة الرقيق، حيث كانت جزيرة غوري الواقعة قبالة العاصمة لقرون مكان انطلاق العبيد الأفارقة نحو الأمريكتين.

أعلن ماكي سال خلال المراسم "يهدف النصب التذكاري لغوري إلى أن يكون مكانًا للتذكير بتاريخنا حتى لا يتكرر رعب الماضي مرة أخرى أبدًا" مضيفا "سيقول إنه ليس بعيدًا عن هنا، حدث ما لا يوصف؛ لقد تم جمع الرجال والنساء والأطفال من جميع الأعمار، وتقييدهم، وتعذيبهم، ونقلهم بالملايين، وتحويلهم بلا رحمة إلى العبودية، جيلاً بعد جيل".

وتابع قالا "من خلال الحفاظ على ذكرى ساعات العبودية المظلمة، نريد، في الوقت نفسه، العمل من أجل حاضر ومستقبل العدالة والمصالحة بين الشعوب".

وقال الرئيس الذي يتولى السلطة منذ 2012 والذي سيترك منصبه في نهاية الانتخابات الرئاسية 2024 "في هذا المعنى، فإن هذا النصب التذكاري يدعونا إلى المسامحة ولكن دون النسيان".

ويذكر أن نصب غوري التذكاري هو مشروع يعود تاريخه إلى أكثر من 30 عامًا، بدأه مثقفون وفنانون وكتاب من ذوي البشرة السوداء من جميع القارات، بالشراكة مع دولة السنغال. وسيقام على الساحل الغربي لمدينة داكار ببرج فولاذي يبلغ ارتفاعه 108 أمتار. المشروع هو من عمل المهندس المعماري الإيطالي أوتافيو دي بلاسي، الذي تم اختياره بعد مسابقة دولية أقامتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين وسيتضمن على الخصوص مركزا للدراسات حول الاتجار بالبشر، وفضاء للعرض، ومنطقة تجارية مخصصة للصناعات التقليدية المحلية، وقاعة استقبال وقاعة أخرى متعددة الأغراض مخصصة للسينما والمؤتمرات والعروض.