د. خالد بدوي
أصبح الشباب جزءاً مهماً بل وشريكاً استراتيجياً وضلعاً أساسياً من الحياة السياسية فى المرحلة الحالية والقادمة ويأتي هذا ضمن رؤية الدولة لتمكين الشباب فى جميع القطاعات.
منذ 35 عاماً لم نتمكن كشباب مصري من المشاركة في صنع قرار أو أن نكون في الصفوف الأولى؛ فطالبنا بتمكين الشباب وأن يكون الشباب جزءاً من المعادلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكانت هذه المطالبات لا تلقى استجابة ولا اهتماماً فى مراحل سابقة حتى جاءت الفرصة بعد ثورة 30 يونيو تحت قيادة الرئيس السيسى الذي أصرّ على تغيير الواقع تماماً والانضمام لجانب شباب بلاده؛ وآمن بهم حتى تغير الأمر تماماً وأصبحنا نرى الشباب فى مختلف المناصب والمواقع كجزء من إدارة المشهد العام فى مصر.
فلم يعتريني الشك أبداً في نظرة الدولة المصرية لشبابها؛ ولم يكن أبداً ليتزعزع إيماني بثقة القيادة السياسية في شباب مصر، الامر الذي جعل من الأحلام واقعاً ملموساً وخلق من العدم فرصاً إيجابية لتكون بارقة نور لأجيال لا تعرف المستحيل.
وبدون أدنى شك لقد أصبح الشباب جزءاً مهماً بل وشريكاً استراتيجياً وضلعاً أساسياً من الحياة السياسية فى المرحلة الحالية والقادمة ويأتي هذا ضمن رؤية الدولة لتمكين الشباب فى جميع القطاعات.
حيث تحرص الدولة المصرية على تمثيل الشباب فى البرلمان المصري الأمر الذي بات واضحاً فى دستور 2014م وتعديلاته 2019م الذى نصَّت فيه على تمثيل الشباب تمثيلاً ملائماً فى مجلس النواب، الأمر الذى انعكس فى قانون الانتخابات والذى نص على تخصيص عدد محدد من المقاعد للشباب فى القوائم الانتخابية، كما ظهر فى تصريح الرئيس السيسى خلال المناورة التعبوية «بدر 2014» وقوله: «أريد أن أرى الشباب أمامى خلال الانتخابات البرلمانية القادمة».
ويشهد البرلمان المصرى حالياً بغرفتيه «النواب والشيوخ»، تجربة سياسية غير مسبوقة ومهمة تتمثل فى وجود عدد كبير من الشباب بالغرفتين، ما انعكس بآثار واضحة على العملية التشريعية والرقابية وأثار داخل طرقات البرلمان حيوية ونشاط وثقافة سياسية راقية؛ تختلف تحت عبائتها الأحزاب والكيانات وتتفق الرؤى والأفكار لصالح الدولة والمواطن.
إن ارتفاع نسبة الشباب في البرلمان الحالي يدل على الحيوية وينبأ بإيقاع أفضل في عمله، كما أن نسبة الشباب داخل البرلمان هي نسبة غير مسبوقة فى تاريخ مصر، حيث أن هناك 60 نائبا منتخباً تحت سن الـ 35 سنة، و125 نائباً تتراوح أعمارهم بين 36 إلى 45 عاماً، ليصبح إجمالى عدد الشباب تحت قبة البرلمان 185 نائبا بنسبة 32.6% من إجمالى عدد النواب لتقترب من الثلث.
وتعد تجربة نواب تنسيقية الأحزاب بالبرلمان المصرى بغرفتيه «النواب والشيوخ»، هى الأبرز على الإطلاق، كتجربة شبابية رائدة استطاعت أن تجعل من شباب مصر نخبة سياسية مؤهلى على قيادة المشهد السياسي وشريكاً أساسياً في صنع وادارة القرار السياسي المصري؛ وقد ترجمت هذه التجربة بحصد 16 مقعداً بمجلس الشيوخ، و32 مقعداً بمجلس النواب.
نعم إن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين هي تجربة مختلفة أثبتت نجاحها رغم اختلاف أيديولوجياتنا الأمر الذي أظن أنه السبب الرئيسى فى نجاح هذه التجربة والدليل أن كل الأفكار والرؤى والمناقشات التى تعقدها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين قبل مناقشة أى مشروع قانون بالبرلمان تستهدف طرح العديد من الحلول التى تصب فى المقام الأول فى خدمة الوطن والمواطن.
ولا ننكر أبداً ان دعم القيادة السياسية للشباب كان بمثابة الوقود الذى تحول إلى طاقة من العمل والإنجاز بين نواب «التنسيقية» لإنتاج مشروعات وأفكار تليق بالجمهورية الجديدة.
وفى ظل دعم غير مسبوق من قبَل القيادة السياسية للتجربة الشبابية فى الحياة السياسية استطاعت «التنسيقية» تقديم تجربة مميزة، حيث دأبت على دعم حضور الشباب فى جميع المحافل، بل واستطاعت أن تخترق البرلمانات "الأفريقي والأورومتوسطي والدولي" كما استطاعت من خلال ممثليها تحت القبة الذين يمثلون ٢٥ حزباً سياسياً أن تقدم تجربة متفردة ورائدة سيذكرها التاريخ فى دعم دور ومكانة الشباب سياسياً واجتماعياً وأصبح لها دور واضح من خلال ممارسة العمل البرلمانى.
إن إدارة الدولة المصرية الحديثة في عهد الرئيس السيسي اعتمدت على شباب مصر الواعد الذي لم يجد تلك الفرصة إلا في هذه الحقبة التاريخية لتمكين الشباب؛ والذي آمن به الرئيس السيسي كونه الذي يمتلك فكرا مختلفًا من أجل التغيير وتقدم هذا الوطن.