أ.د. صبري أبو حسين
- كان لهيكل آثار فكرية بديعة فاعلة، فلم يتقوقع على نفسه في صومعة أو برج عاجي، بل عاش مشاغل الناس ومشاكلهم بلسانه وقلمه، وبرؤاه السياسية الثابتة والصارمة
- تولى هيكل رئاسة مجلس الشيوخ فى 1945، وظل يمارس رئاسته حتى 1950، قام خلال تلك الفترة بإرساء تقاليد دستورية أصيلة بمعاونة بعض أعضاء المجلس
- كان هيكل مؤمنًا إيمانًا حقيقيًا بالديمقراطية والحياة الحزبية التى جعلها قرينة للسياسة، حتى بدا كأن السياسة والحزبية قد توحدتا معًا في ممارسته لهما
لا ريب في أن مصرنا دولة مخضرمة في الحِراك النيابي والفعاليات الديمقراطية، فلها تاريخ حافل في هذا المجال السياسي الخطير والحيوي، ولا أدل على ذلك من أننا نحتفي، في شهرنا هذا من عامنا هذا، بمرور مائة عام على إنشاء مجلس النواب؛ إذ إنه قد أُسِّس البرلمان المصري، وفقًا لدستور 1923م، و تكوَّن من مجلسين، وكان للدكتور محمد حسين هيكل أثر بارز في هذا الدستور، ومن ثم نقف في هذه المقالة السِّيَرية مع شخصيته وجهوده وآثاره، عبر التركيز على الجانب السياسي والنيابي فيها. ومن يطالع كتب التراجم والسِّيَر لأعلامنا المصرية في القرن العشرين يجد حضورًا للدكتور هيكل في كثير منها؛ إذ ذكر المترجمون والمؤرخون أنه الدكتور محمد حسين سالم هيكل (1305 هـ / 1888 - 1376 هـ / 1956م)، وأنه أحد أعلام الحياة النيابية والثقافية في مصرنا المحروسة خلال عُمره المبارك، لا سيما في النصف الأول من القرن العشرين؛ إذ تدل سيرته الذاتية على أنه أديبٌ معروف، وناقد ثائر، ومؤرخ قدير، وصحافي مرموق، وسياسي مصري جهير، ونيابي مثير، ولد في رحاب أسرة ثرية في العشرين من شهر أغسطس سنة 1888م، الموافق الثاني عشر من شهر ذو الحجة سنة 1305هـ، في قرية كفر غنام في مدينة المنصورة، بمحافظة الدقهلية، بمصرنا. ولقد ظل يكتب ويعمل من أجل مصر والمصريين حتى تُوفِّي يوم السبت الخامس من شهر جمادى الأولى سنة1376هـ، الموافق الثامن من شهر ديسمبر 1956م، عن عمر يناهز ثمانية وستين عامًا. وتكاد تكون كلها جهادًا فكريًّا وعملاً حَرَكيًّا دؤوبًا فعَّالًا، من أجل استقلال مصر والإعلان عن تفردها الحضاري والقومي، وهي غاية نبيلة سامية لا يتغياها إلا الفضلاء الكُمَلاء العظماء في كل عصر ومَصر.
وقد تأهل الدكتور محمد حسين هيكل علميًّا وعمَليًّا واجتماعيًّا للعمل السياسي والنِّيابي:
فمِن مُؤَهِّلاته العِلْمية أنه توجَّه في صِغَره إلى الكتاب ليحفظ القرآن الكريم، ويتعلم أساسيات القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة الجمالية الابتدائية، ثم أكمل بعدها دراسته الثانوية بالمدرسة الخديوية، ثم درس القانون في مدرسة الحقوق الخديوية بالقاهرة وتخرج منها في عام 1909م، وفي هذه المرحلة التعليمية من حياته أكبَّ على قراءة الأدب العربي القديم، في أمهاته المعروفة كالبيان والتبيين للجاحظ (ت255هـ)، وموسوعة الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (ت356هـ)، وغيرهما، كما طالع عيون كتب الأدب الإنجليزي ثم اغتنم فرصة سفره إلى فرنسا، فالتحق بمدرسة العلوم الاجتماعية العالية، وحصل فيها على دراسات مختلفة، وواظب على الاستماع إلى محاضرات عديدة في الأدب الفرنسي، وأقبل على قراءة الأدب الفرنسي بعد أن أتقن الفرنسية وأصبح عسيرها ميسورًا له، هذا إلى جانب اهتمامه بزيارة المعارض، والمتاحف، والآثار. وظلَّ أديبنا الدكتور هيكل في باريس ثلاث سنوات حتى حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة السوربون في فرنسا سنة 1912م.
ومن مؤهلاته العمَلية أنه لدى رجوعه إلى مصر عمل في المحاماة عشر سنين، كما عمل بالصحافة حتى عام ١٩١٧م، ثم مارس بعدها التدريس الجامعي حتى عام ١٩٢٢م إلَّا أنه ضاق ذرعًا بالعمل الوظيفي، فقرر الاستقالة ليتفرغ للعمل السياسي...
ومن أدلة مؤهلاته الاجتماعية أنه اتصل بأحمد لطفي السيد (1872-1963م)-أستاذ الجيل وأبو الليبرالية المصرية، كما كانوا يلقبونه- وتأثر بأفكاره، والتزم بتوجيهاته، كما تأثر بالشيخ محمد عبده(1849-1905م)، وقاسم أمين(1863-1908م)، وغيرهما.
وقد أثمرت هذه المؤهلات جهودًا فاعلة في الحياة المصرية، وآثارًا فكرية بديعة فاعلة في مجالات حياتية مختلفة. فكان رجل فكر وحركة، لم يتقوقع على نفسه في صومعة أو برج عاجي، بل عاش مشاغل الناس ومشاكلهم بلسانه وقلمه، وبرؤاه السياسية الثابتة والصارمة.... فمن جهوده السياسية الفريدة التي تدل على دور حرَكي كبير في التاريخ السياسي المصري الحديث، أنه كان عضوا ًفي لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923م، وهو أول دستور صدر في مصر المستقلة وفقاً لتصريح 28 فبراير 1922م. كما اختير سنة 1941م نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943م، وظلَّ رئيساً له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952م. ولم ينقطع طوال عمله عن ممارسة العمل الصحفي، وكتابة المقالات السياسية والفصول الأدبية في جريدة الأهرام، و”الجريدة...وغيرهما. لقد كان الدكتور هيكل من النجوم اللامعين في حزب الأحرار الدستوريين، وظل على ولائه للأحرار الدستوريين طيلة حياته، وقاد حملات الحزب ضد “سعد زغلول باشا” والوفد، مما دفع به إلى المحكمة، ثم قاد أيضًا الحملة على حكومة أحمد زيور باشا(1864-1945م) والاتحاديين في الفترة بين عامي(1925- 1926م).
وللدكتور محمد حسين هيكل مشاركة فاعلة في العمل الحكومي؛ إذ اختير وزيرًا للمعارف في الوزارة التي شكلها محمد محمود عام 1938م، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلا أنه عاد وزيرًا للمعارف مرة ثانية سنة 1940م في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942م، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى في عام 1944م، وأُضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945م.
وفي مجال العمل النيابي نجده تولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945م، وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي حتى يونيو 1950م، قام خلالها بإرساء تقاليد دستورية أصيلة بمعاونة بعض أعضاء المجلس. وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي حتى يونيو 1950م، وكان الرئيس السادس والثلاثين له منذ إنشائه، وحين أصدرت حكومة الوفد المراسيم الشهيرة التي أدت إلى إخراج الدكتور محمد حسين هيكل وكثير من أعضاء المعارضة من المجلس؛ نتيجة الاستجوابات التي قُدِّمت في المجلس وناقشت اتهامات وجهت لكريم ثابت أحد مستشاري الملك فاروق، ترك الأستاذ محمد حسين هيكل العمل النيابي. ويقول متابعو حركته النيابية أنه ظل طيلة حياته عضوًا في حزب الأحرار الدستوريين حتى أصبح زعيمًا له، وأنه بقي حتى 23 يوليو 1952م، وهو زعيم لهذا الحزب، مما يدل على سمة الثبات والوفاء والصرامة في سلوكه السياسي، وأنه كان مؤمنًا إيمانًا حقيقيًا بالديمقراطية والحياة الحزبية، حتى إنه لم يجعل هذه الحياة وسيلة من وسائل السياسة، وإنما جعلها قرينة للسياسة، حتى بدا كأن السياسة والحزبية قد توحدتا معًا في ممارسته لهما. وهذا درس مهم ورسالة طيبة وهادية إلى المُتَلِّونين والمُتغيِّرين والمنافقين في كل آن، ومع كل نظام! ومع كل توجه! ويعد كتابه (السياسة المصرية والانقلاب الدستوري)، بالاشتراك مع إبراهيم وعبد الله عنان، معبرًا عن رؤيته للحالة السياسية والنيابية في عصره.
ومن أدلة حضوره السياسي والثقافي وعدم انعزاليته أو تَصَوْمُعه أو تَوَحُّده! أنه تولى تمثيل مصر في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945م، كما رأس وفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة. وقد انضم الدكتور هيكل إلى كثير من الهيئات العلمية الرصينة؛ فكان عضوًا في (الجمعية المصرية للقانون الدولي)، و(الجمعية المصرية للدراسات التاريخية)، كما اختير عضوًا في (مجمع اللغة العربية) سنة 1940م؛ فكان من الرعيل الأول لأعضاء المجمع، ويذكر له اقتراحه الأصيل على المجمع اللغوي بوضع “معجم خاص لألفاظ القرآن الكريم”، فوافق المجمع على اقتراحه، وكان من أعضاء اللجنة التي تألفت لوضع منهجه سنة 1943-1944م، مع الشيخ عبدالقادر المغربي(1867-1956م)، والشيخ أحمد إبراهيم(1874-1945م)، والأستاذ المستشرق هاملتون جب(1895-1971م). وقد صدر هذا المعجم الجميل، في طبعته الأولى بين أعوام 1953-1970م، في ستة أجزاء، ثم توالت طبعاته.
كما كان له حضور في الحياة الصحفية المصرية، فكانت الصحافة عشقه ووسيلته الأولى في التنوير والتثوير، ودليل ذلك أنه كان أصدر بنفسه وجهده الخاص مجلة (الفضيلة)، وكان يطبعها على (البالوظة) ويوزعها في قريته، وعندما أصدر الأستاذ أحمد لطفي السيد صحيفة (الجريدة) كان الدكتور محمد حسين هيكل من كُتَّابها، وهو لا يزال طالبًا بالحقوق، ومن الجدير بالذكر أن هذه الجريدة كانت مقدمة لتأسيس حزب الأمة عام 1907م، الذي تأسس بعدها... ولما أنشأ حزب الأحرار الدستوريين جريدة أسبوعية باسم (السياسة الأسبوعية) اختير الدكتور محمد حسين هيكل في رئاسة تحريرها سنة 1926م. وكانت هذه الجريدة ميدانًا لنشر البحوث الأدبية والتاريخية والسياسة، وتولى تحريرها والكتابة فيها نفر من كبار الكتاب وأئمة الأدب، مثل: طه حسين(ت1973م)، وتوفيق دياب(ت1967م)، ومحمود عزمي(ت1954م)، ومحمد عبد الله عنان(ت1986م)، والشيخ عبد العزيز البشري(ت1943م)، وشهدت صفحاتها معارك فكرية حامية، مثل معركة الشعر الجاهلي التي فجَّرها طه حسين، وعلى صفحاتها نشر الدكتور محمد حسين هيكل فصولاً من كتابه الفريد في مجال السيرة النبوية المتأدبة “حياة محمد”، صلى الله عليه وسلم.
وللدكتور محمد حسين هيكل سُهْمة طيبة في الإبداع الأدبي، والتأليف العلمي، تكاد تعبر عن رؤيته السياسية والنيابية الخاصة والصارمة؛ فمن إبداعاته الأدبية: ثلاث قضض هي (رواية زينب: مناظر وأخلاق ريفية) والتي تعد أول عمل روائي فني ناضج، في مصر والعالم العربي، عند كثير من مؤرخي الأدب العربي الحديث، والتي تحولت لأول فيلم صامت بمصر، ثم إلى فيلم ناطق سنة 1930م. وقصة (أبيس)، وقد نشرها في كتابه "في أوقات الفراغ" مع قصة "سميراميس"، وقصة(إيزيس)، وله قصة (راعية هاتور)، وقصة (أفروديت)،... وغيرها مما نشره في كتابه (ثورة الأدب)، تحت مسمَّى(محاولات في الأدب القومي) وواضح أنها تنتمي جميعًا إلى الأدب المصري الفرعوني، وقصة(هكذا خلقت)، وهي قصة طويلة طبعت سنة 1955م، وكتاب (قصص مصرية1969م)، وهو مجموع قصصي قصير، يتكون من اثنتي عشرة حكاية، ينسج فيه أديبنا من ملامح الواقع المصري صورًا وأقصوصات أدبية تنطق بلسان المجتمع المصري سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وعقديًّا في تلك الفترة، وجاءت النزعة المصرية المحضة في إهدائه الذي نصه: (إلى "مصر"، وإلى "مصرية" إليكما كان إهداء "زينب" في البدء، ولعل من الحق أن يكون إليكما إهداء هذه المجموعة في الختام). وله في فن الرسائل العلمية( في أوقات الفراغ)، وهي مجموعة رسائل أدبية تاريخية أخلاقية فلسفية، صدرت سنة ١٩٢٥م، وجاء في ثلاثة أجزاء: الأول في النقد الأدبي، والثاني في شؤون مصرية، والثالث خواطر في التاريخ والأدب. وله (تراجم مصرية وغربية)، وهو كتاب في فن السيرة الغيرية، صدر سنة ١٩٢٩م، وله كتاب (ولدي)، ويظهر من عنوانه أنه كتاب في فن الوصية، صدر سنة ١٩٣١م، وله في أدب الرحلات كتاب(شرق وغرب)، ويركز فيه على بيان الموقع السياسي والاجتماعي والثقافي للأمم، بما يدل على رؤية إنسانية وحضارية بَيِّنة، وقد تكون من ثلاثة أبواب: الأول بعنوان: رحلات بين الأدب والسياسة، والثاني عن رحلات إلى الأماكن المقدسة في الشرق الأوسط، والثالث بعنوان: وداعًا أوربا. وله في أدب الرحلات كذلك كتاب (عشرة أيام في السودان) الصادر سنة 1927م، وهو مجموعة ملاحظات ومعلومات جمعها أُثناء رحلته القصيرة بالسودان، ليس فيه سوى التسجيل والرصد دون التحقق والتثبت بسبب قصر الزمن! وله في فن النقد الأدبي كتاب (ثورة الأدب)، وقد صدر سنة ١٩٣٣م، ويهدف إلى إبراز الثورة العارمة التي حدثت في الأدب أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، وتوضيح الجهود المتوالية لأصحاب المدارس الفكرية التي أسهمت في إحياء الأدب العربي، والخروج به من حالة الركود إلى حالة الثورة، ويعد هذا الكتاب من أوائل الكتب التي كتبها أديبنا في المجال الأدبي، وقد تكون من إهداء وتقديم وسبع عشرة مقالة، وكأني به في هذا الكتاب يعبر عن محمد حسين هيكل السياسي والنيابي الثائر، والراغب في التمصير والقومية لكل مجالات الحياة بوطننا .
وقد قدم التاريخ الإسلامي من منظور جديد يجمع بين التحليل العميق، والأسلوب الشائق، وكان أديبًا بارعًا، وله فيه مجموعة تآليف بارعة ومؤثرة، هي(حياة محمد)-صلى الله عليه وسلم-، الصادر سنة 1935م، و(في منزل الوحي)، الصادر سنة1937م، و(الصديق أبو بكر)-رضي الله عنه-، الصادر سنة 1942م، و(الفاروق عمر)-رضي الله عنه- الصادر سنة 1944م، و(عثمان بن عفان: بين الخلافة والملك)، -رضي الله عنه- الصادر سنة 1964م. ومن تآليفه ذات الصلة بتوجهه الإسلامي كتابه (الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة) الصادر سنة 1960م، وكتابه(الإيمان والمعرفة والفلسفة) الصادر سنة 1964م...حقا إن فذلكة حياة الدكتور محمد حسين هيكل ومجمل جهوده وآثاره تدل على أننا أمام سيرة طيبة مُنتجة فاعلة، مُطوِّرة، وتدل على قائد وطني، وثائر ثورة مصرية حقة، لا تهدف إلى مصلحة دنيوية، ولا تعتمد على تعصب أو تشنج نحو أيديولوجية أو أجندة خاصة أو تيار خارجي! وكان يرى مصر وحدة تاريخية أزلية خالدة، وكان ينظر إلى تاريخنا على أنه تيار دافق متصل، وأن الحضارة في مصر متصلة كذلك فرعونية ومصرية وعربية وإسلامية...
فما أحوجنا في مصر القادمة والناهضة بجمهوريتها الثالثة-بتوفيق الله تعالى ثم جهود المخلصين والمخلصات-إلى مثل هذه القامات المصرية العالية عقليًّا وثقافيًّا وعلميًّا وأدبيًّا في حياتنا النيابية والبرلمانية والثقافية، وأن يُمكَّن لها ويُستَعان بها! ما أحوجنا إلى (نائب) عن الشعب وعن مصر كلها، وليس نائبًا عن نفسه وعن مصالحه الشخصية والتجارية فقط! ما أحوجنا إلى فقهاء دستوريين، وعلماء قانونيين، وأدباء مبدعين مثل الدكتور محمد حسين هيكل باشا، رحمه الله، بقدر حبه الصافي مصر ورغبته الصادقة في استقلالها وعُلوِّها وحضورها عقليًّا وسياسيًّا ونيابيًّا.