مع فيلم محمد إمام «أبو نسب».. الضحك له 100 سبب
أعاد فيلم "أبونسب" اكتشاف الفنان محمد أمام وإظهار طاقاته الكوميدية، حيث يجسد دور البطل بمهارة وحيوية وحضور لافت أمام الكاميرا.
ويبدو امام في معظم مشاهده بالفيلم أكثر نضجا ووعيا بمفردات الشخصية التى يجسدها، فهو فنان متمكن من أدواته كممثل، بل ويعرف كل أسرار الكاميرا ويوظفها لحسابه بذكاء شديد، وبطريقة أداء سلسة وناعمة وبحركات مرحة وعفوية .
واعتقد أن هذا العمل وضع محمد امام في المكانة الجدير بها وخاصة بعد أن تخلى عن نمط شخصية البطل مفتول العضلات، ليقدم شخصية استثنائية بسيطة ، لشاب مثالى يعيش صداما مع الحياة، وان كانت الفكرة العامة قد تم تناولها من قبل في أكثر من فيلم أهمها "عريس من جهة أمنية".
لكني أرى رغم ذلك أن البناء العام للعمل مختلف ويرجع تميزه الى مهارة المؤلف والسيناريست أيمن وتار فهو كاتب محترف في صناعة الكوميديا وانتزاع الضحكات من قلوب المشاهدين كما أنه يجيد شحن الأحداث بالمفارقات، بكل تناقضاتها.
ويحسب للمؤلف أيضا قدرته الكبيرة على التحكم في سير الأحداث بشكل سريع ومنطقى ومقنع ، علاوة على ادارة حوار مرح ولاذع ومعبر عن طبيعة الشخصيات.
لكن اهم ما في الفيلم أن المخرج رامي امام نجح في توظيف قدرات الممثلين في الموقف الكوميدي بشكل سينمائي ناجح يقوم على الحركة.
كما اعتمد المخرج أيضا على حساسيته الشديدة في توجيه الكاميرا ليرصد انفعالات الوجوه وردود أفعال الشخصيات.
واستغل المونتاج في توزيع الأدوار على الممثلين بدقة وحرفية ليظهر كل فنان في منطقته المضيئة ببصمة فنية مميزة بالاضافة الى صياغة العمل ككل في اطار متناغم بعيدا عن اى حشو او ترهل ليؤكد لنا ان "أبو نسب فن حقيقي مش تكسير قصب".