رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
في ليلة تكريم الشرنوبي.. تألق عاصي وراغب ووائل جسار
مها متبولى,
تابعت بكل الفخر والاعتزاز تكريم الموسيقار والملحن صلاح الشرنوبي في "موسم الرياض"، فقد جاء الحفل تتويجا لمسيرته الحافلة ، وزاد من سعادتي تكريم رفيق دربه الموزع الموسيقي طارق عاكف لما يملكه من احساس عال ومهارة وقدرة على بث الحيوية في الأغاني التي يقوم بتوزيعها الموسيقي، فيكسبها مذاقها الخاص ، ولونها المتميز .
كان راغب علامة وعاصي الحلاني موفقين في الحفل ، لأنهما فضلا ان يغنيا اغنياتهما ، والتي لحنها لهما الشرنوبي، ليظلا متألقين بكل ما لديهما من حضور وكاريزما وجمال الصوت، وروعة الاداء .
وأبدع وائل جسار في غناء أشهر أغاني الشرنوبي وأداها بمهارة وسلاسة، وتفاعل معه الجمهور وساعده على ذلك حسه الموسيقى العالي وشغفه الخاص بأغاني الموسيقار والتي لحنها لجورج وسوف.
بينما قدمت أصالة أكثر من أغنية بدون احساس ومن بينها أغنية "كرهتك" للفنانة لطيفة ، وكان أداؤها سريعا ومتعجلا ، وفي تقديمها لأغنية "بتونس بيك" للفنانة وردة ، جاء الأداء جامدا بلا دلع ولا دلال أنثوي، ولا روح رومانسية ، ودون مراعاة الحالة التى تطرحها كلمات الأغنية .
ويبدو أن اهتمام اصالة بشكلها قد جاء على حساب فنها، فلم يعد صوتها كما كان، وبدا عليها الاعياء من ارتفاع وتيرة الاداء.
اما الفنانة أسماء لمنور، فكان من الأفضل أن تتجنب الغناء للفنانة "ذكرى"، لأنها ذات نفس قصير ، واغاني" ذكرى" لا تتناسب مع امكاناتها الصوتية .
حتى نانسي عجرم رغم تميزها وذكائها ، وما تتمتع به من قبول ، لم تكن في أفضل حالاتها في الحفل ، وجاء أداؤها لاغنية "فين أيامك" متواضعا ، ولم تكن أغنية "حبيبي كده" مناسبة لطبقات صوتها.
وأيا كان الأمر فان الحفل له الفضل في التأكيد على أن صلاح الشرنوبي هو جزء من وجداننا الموسيقي والحضارى العربي، بل انه "صانع النغم" لجيل كامل هو جيل "التسعينيات"، وما بعدها حيث نقل الموسيقى نقلة نوعية، قدم خلالها أروع الجمل اللحنية ومن بينها اغنية "اطمن" لنجاة الصغيرة ، والتى كنا نود سماعها في الحفل علاوة على أغنية محمد الحلو "أهيم شوقا" .
ولكن جعلني الحفل أيضا أؤكد على أمر مهم وهو أن انه لا أحد يمكن أن يجيد أداء أغاني الشرنوبي إلا المطرب الذي صنعها هذا الملحن خصيصا له ، فهو مهندس ميكانيزم الألحان المصرية ولا يكسر هذه القاعدة إلا مطربون معدودون على الأصابع وبامكانات خاصة جدا.
وتتمثل عبقريته في فهم إمكانات الصوت الذي يلحن له، حيث يمنحه كل عناصر القوة والحضور والتميز ، حتى صارت ألحانه إضافة حقيقية تزيد من قدرات كل من يغنى له.
واخيرا لا يمكن أن نغض الطرف عن الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو اللامع تامر فيضي والذي نجح في تقديم لوحات موسيقية متنوعة ومنح بعض الآلات الموسيقية وعازفيها المتميزين دور اساسيا في الحفل.
وبدا للجمهور تفاعل أعضاء الفرقة
الموسيقية بما يؤدونه من ألحان واستمتاعنا معهم بالعزف ومهارة العازفين واكتمال وانسجام قدراتهم الفنية وتشكيلاتهم العددية .