أصدرت الباحثة رضا صالح راغب عبد الحكيم، كتابًا بعنوان « المتحدث الرسمي وإدارة الانطباع» عن دار العلا للنشر والتوزيع، والكتاب من تقديم الدكتورة أماني ألبرت أستاذ ورئيس قسم العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة بنى سويف، ويشارك في معرض الكتاب 2024.
يتناول الكتاب موضوع أداء المتحدث الرسمي في المؤسسات الحكومية وعلاقته بإدارة الانطباع عن هذه المؤسسات ويشتمل الكتاب على أربعة فصول رئيسية، الفصل الأول يتطرق لمفهوم ودور المتحدث الرسمي ومهامه ومهاراته وشروط ختياره ومعايير تقييم أدائه.
ويتناول الفصل الثاني أداء المتحدث الرسمي وإدارته للعلاقات الداخلية والخارجية. والفصل الثالث يبين مفهوم إدارة الانطباع وأهدافها وخصائصها وأنواعها ومكوناتها.
ويتطرق الفصل الرابع لاستراتيجيات ونماذج وتقنيات إدارة الانطباع ومراحلها، مع التركيز على دور الشبكات الاجتماعية في ذلك. وبالتالي فإن الكتاب يغطى أهم المحاور والمفاهيم المتعلقة بأداء المتحدث الرسمي وعلاقته بإدارة الانطباع عن المؤسسات الحكومية.
وقد قالت الدكتورة أماني ألبرت أن الإحصائيات والدراسات تشير إلى أن المؤسسات الناجحة تعتمد بالأساس على متحدث إعلامي لبناء الثقة والمصداقية نحو المنظمة وإزالة الحواجز النفسية بين الجهات المتضررة وبين المنظمة، والتحدث بوضوح واحترافية فيما يخص شئون المنظمة، والمتحدث الرسمي هو الوجه الذي يفكر فيه الجميع حينما يذكر اسم المنظمة. وهو مسئول عن إدارة الانطباع والصورة العامة للمنظمة، ويجسد المتحدث الرسمي هوية المنظمة. وهو المسئول عن التحدث عن أنشطتها، والرد على أسئلة الإعلاميين وعمل المؤتمرات الصحفية وإلقاء تصريحات تختص بملخص نتائج اجتماعات المنظمة أو أحداثها.
ولابد أن تكون لديه خبرة جيدة بأنسب الطرق لمخاطبة وسائل الإعلام والجمهور، ومهارات تسويقية تمكنه من الترويج لمنظمته، ولابد أن تكون لديه خبرة في كتابة الأخبار والبيانات الصحفية وإجراء المقابلات مع وسائل الإعلام.
ويعمل المتحدث الرسمي تحت ضغط طوال الوقت، فيمكن أن تتعرض المنظمة بشكل مفاجئ لأزمة تحتاج الرد والمعالجة السريعة. لذا فهو يحتاج إلى مهارات اتصالية عالية بالإضافة إلى ضرورة انتمائه لتخصص الإعلام. ولابد أن يكون المتحدث الرسمي لديه مصداقية، ولبق الحديث ولديه حرفية ومهنية عالية ليستطيع ترجمة القيم والمبادئ التي تتبناها المنظمة بشكل عملي. ومهارته تظهر أثناء المؤتمرات الصحفية، فكلمة واحدة خطأ من الممكن أن تضع المنظمة كلها في موقف صعب. لذا لابد ان يكون مُطلع بشكل جيد على موقف المنظمة، لأنه إذا ظهر وكأنه يعرف أمر ما ولكن يريد إخفائه، سيقلل هذا من مصداقيته. وكذلك يجب أن تكون لديه مهارة لتجنب الأسئلة التي لا يريد الإجابة عنها.
وكل هذا يصب نحو إدارة انطباع إيجابي عن المنظمة، وهو ما حاولت الباحثة المتميزة رضا صالح التعرف عليه عبر دراسة قيمة تم تأصيلها منهجياً ونظرياً بشكل دقيق وبالتالي يمكن تعميم نتائجها التي توصلت إليها، فقد قامت بالتعرف على دور المتحدث الرسمي بالمؤسسات الحكومية في إدارة الانطباع عنها.
ويتميز مجهود الباحثة رضا صالح، بالتنوع البحثي الغني في عرض كافة الآراء ووجهات النظر والرجوع إلى الأدبيات السابقة هذا بالإضافة إلى قدرتها على توظيف الاقتباسات في موضعها ومناقشتها بموضوعية، وقد برزت شخصيتها كباحثة في العديد من المواضع التي لم تكتف فيها بالاقتباس بل ناقشت وحللت وأضافت رأيها، وهو ما تميزت به هذه الدراسة خاصة في الجزء الميداني.