رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


عن اللؤلؤ والأرض للكاتبة سارة السهيل

22-1-2024 | 20:43


سارة السهيل

قراءة / علي القيسي

قصص الأطفال ليست كالقصص العادية التي يكتبها القاصون المبدعون في مجموعاتهم القصصية التقليدية،  بل أن هذه القصص التي تخاطب عقول الأطفال وتحاكي خيالاتهم، تختلف كثيرا عن القصص الأخرى العادية الموجهة للكبار، من نواح كثيرة، منها أن قصة الطفل لا تحتمل اللغة العالية والتي بحاحة إلى فهم ومعرفة، لم يصل الطفل إليها بعد، فالمفردات ينبغي أن تكون سهلة جدا، كي يفهم معناها الطفل ويستوعبها، والأمر الآخر الأسلوب يجب أن يكون سهلا وسلسا ويراعي فكر ووعي الطفل،  وأمر آخر الأفكار يجب أن تكون سهلة وموضوعية ويسهل على الطفل فهمها وتكون متواضعة وجاذبة وواقعية، وهذا لا يعني أن لا يدخل كاتب قصص الأطفال الخيال في القصص، فالخيال مهم جدا، ولكن دون الإفراط فيه، 

وبعد هذه المقدمة، يسرني أنني قرأت قصة اللؤلؤ والأرض، وقد استمتعت بقراءتها وانسجمت معها، وتخيلت نفسي طفلا وأنا أقلب صفحاتها، حيث وجدت أن هذه القصة تصلح للصغار والكبار، فهي عالية المستوى في الفكرة والرمزية، خاصة أنها تتحدث عن الظلم والقهر وغياب العدالة وعن الاحتلال والأرض،  والكفاح والصبر، وهي غنية بالإشارات والملاحظات الوعظية والإرشادية والتربوية، التي تحث على الالتزام الاجتماعي الأسري، والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة الواحدة،  فالتربية السليمة حاضرة في محتوى السطور، والتمسك بالأرض والحق والتراث،  كذلك مواصلة نقل الرسالة من جيل إلى جيل، من الأجداد إلى الأباء ثم إلى الأحفاد،

 وهكذا تبقى الأصالة ممتدة، والهوية ثابتة، والقيم العربية والإسلامية والدينية والعادات والتقاليد ثابتة، بعيدة عن الاختراق والتغريب السلبي الذي يفقد الإنسان ثقافته وقيم مجتمعه، وشخصيته العربية، 

أما الحوار بين شخوص القصة فهو حوار عادي سلس لا تكلف فيه ولا تصنع، ومنسجم مع رغبات الشخوص وميلهم إلى التعاطف والدفء الأسري

 وبالنسبة للأحداث فهي محلية حدثت في بيئة ومكان مألوف، مزرعة كبيرة، وحظائر أغنام وحيوانات، وهناك القلعة الكبيرة، والرجل المكافح الذي جمع ماله من الكد والتعب وجمع ثروة كبيرة، حسده عليها السلطان الظالم الجشع، وهي رمزية تشير إلى فلسطين والاحتلال والغطرسة والقوة، وما يجري على أرض الواقع من تعسف وقتل واعتقال وتشريد، 

وهناك إشارات إلى الطير والعقد، والدلالات والتأويلات التي يتم إسقاطها على الواقع وتداعياته، فهناك الكثير في هذه القصة، يمكن تحليله وتمحيصه بالعين والفكر الناقد، ولكنني أكتفي بهذا القدر، والقراءة السريعة لهذه القصة اللؤلؤ والأرض، التي أمتعتني قراءتها كثيرا،

 شاكرا الكاتبة القاصة المبدعة سارة طالب السهيل على هذا الإبداع الجميل، راجيا لها دوام النجاح والتوفيق في إصدارات أخرى قادمة بإذن الله.