قال الدكتور ماهر عزيز، استشاري الطاقة والبيئة عضو مجلس الطاقة العالمي إن، مشروع محطة الضبعة النووية يكتسب أهمية خاصة من عدة نواحي، أولها أنه خطوة مهمة كونه أول تنويع لمصادر الطاقة في مصر بعد الطاقات المتجددة، موضحا أن الطاقة في مصر إما وقود أحفوري أو طاقة متجددة والضبعة تدخل كمشروع يضيف تنوعا في غاية الأهمية في مزيج الطاقة المصرية.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المشروع أيضا يمثل تكنولوجيا متقدمة ما سيقوي الموقف التكنولوجي المصري وتسهم في تقدمها في مصر في هذا المجال، كما سيكون له تأثير كبير على تطوير التكنولوجي في كل الصناعة المصرية، مضيفا أن المشروع أيضا سيطيل عمر المصادر الأحفورية، التي هي بالأساس مصدر ناضبة وكلما زاد الاعتماد عليها قل وجودها.
وأشار عزيز إلى أن الضبعة محطة تتكون من أربعة وحدات، كل واحدة منها 1200 ميجاوات، بإجمالي 4800 ميجاوات مما سيمثل إضافة قدرها 4% من مزيج الطاقة المصري ويناظرها وفر في الوقود الأحفوري مما سيطيل عمره، وسيفيد الصناعات البتروكيماوية في الوقت ذاته.
وأكد أن المستوى الإداري المنضبط لإدارة المحطة النووية، سيلقي بظلاله على الانضباط في الصناعة المصرية بشكل افضل، فضلا عن تدريب الكوادر تدريبا متقدما وهو ما يمثل إضافة للمهارات المتوافرة للكوادر المصرية العاملة، وسيحقق ذلك فائدة عظيمة، وخاصة أن الطاقة النووية تكافح التغير المناخي، لأنها لا يصدر عنها أية انبعاثات لغازات الدفيئة.
وأضاف استشاري الطاقة أن المحطة ستكون مصدرا للطاقة الكهربية يقاوم التغير المناخي على نحو عظيم مما يعد إضافة هائلة لنظام القوى الكهربية المصري، تلغي نحو 14 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون على الأقل، وتحافظ على مستويات الانبعاثات في مصر في مستوى منخفض حيث لا يصدر عنها أية انبعاثات ولا إشعاعات في الهواء ما يجعلها صديقة للبيئة.
ولفت إلى أن النفايات يعاد تدويرها للاستفادة من الوقود المستنفد، حيث يتم تدويره للاستفادة منه وما يتخلف عنه هي كميات ضئيلة جدا، يتم التخلص منها على نحو متقدم، لأن تكنولوجيات التخلص من النفايات النووية تقدمت إلى حد كبير، مؤكد أنه لا مخاطر مطلقا من النفايات النووية.
وأكد عزيز، أن محطة الضبعة النووية تكتسب أهمية أخرى على الجانب السياسي في توثيق التعاون والعلاقات الدولية مع روسيا، كدولة لها حجمها ومكانتها في الساحة الدولية، موضحا أن المحطة من المتوقع على الأرجح أن تدخل مرحلة التشغيل في 2026 للوحدة الأولى، والثانية في 2027 والثالثة في 2028 والوحدة الرابعة بعدها.
وشدد على أن عملية البناء والتشغيل تسير وفقا للجدول الزمني المتفق عليه، وهو ما أكدته عملية صبة الخرسانة الأولى للوحدة الرابعة اليوم التي شهدها الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدا أن ذلك يؤكد أن البرنامج الزمني منضبط للغاية والإنجاز يسير على قدم وساق.