أكدت المجموعة العربية في مجلس الأمن، على موقفها الثابت الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، مشددةً على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته الرئيسية في صون السلم والأمن الدوليين من خلال وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمتواصلة للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

جاء ذلك في كلمة المجموعة العربية التي ألقاها السفير جمال فارس الرويعي، المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بصفته رئيس المجموعة لشهر يناير الحالي، في جلسة المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.

وقال المندوب الدائم أنه لا بد للمجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يضمن توفير الحماية للمدنيين وتسريع دخول وإيصال المساعدات الإنسانية دون إعاقة إلى قطاع غزة، بما يتماشى مع قراراي مجلس الأمن 2712 و2720، في استجابة للحالة الإنسانية المزرية التي يشهدها القطاع، مؤكدًا أن إنهاء الكارثة والمعاناة الإنسانية التي يواجهها أكثر من 2.3 مليون من أهالي غزة يتطلب وقفًا فوريًا وغير مشروط لإطلاق النار.

كما أكد أهمية دعم جهود السيدة سيجريد كاج، كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، في الاضطلاع بمسؤوليتها، وتمكينها من أداء مهامها تنفيذًا لقرار مجلس الأمن رقم 2720، بما يشمل إنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة لتسهيل دخول ومراقبة المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة. 

وأعرب المندوب الدائم عن رفض المجموعة العربية القاطع لسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة وفي باقي الأرض الفلسطينية المحتلة، وأي محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم، بالإضافة إلى استنكار المجموعة لاستمرار الممارسات الإسرائيلية غير القانونية، بما في ذلك في الضفة الغربية والقدس الشريف والتي من شأنها تقويض عملية السلام وإشاعة التوتر والتصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة.

كما أعرب عن تأييد المجموعة العربية للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية، وخرق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، مشيدًا باتخاذ جنوب أفريقيا هذا الموقف المبدئي في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، باعتباره خطوة مهمة نحو وقف إطلاق النار والمساءلة وتحقيق العدالة.

ولفت المندوب الدائم لمملكة البحرين إلى أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني تجاوز 25 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، وعشرات الآلاف من الجرحى والآلاف من المفقودين تحت الأنقاض، ناهيك عن مقتل ما يزيد عن 153 موظف من الأمم المتحدة،151 منهم من الأونروا، وما لا يقل عن 117 قتيل من الإعلاميين، وتدمير المنشآت المدنية والبنية التحتية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وجدد التأكيد على إن وقف فوري ودائم وشامل لإطلاق النار في قطاع غزة هو السبيل الوحيد الكفيل لإنقاذ الأرواح وتخفيف وطأة المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية للمدنيين وتلبية احتياجاتهم الإنسانية.

وعبر المندوب الدائم عن إدانة المجموعة العربية للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة دول الجوار، والعمل على الحيلولة دون اتساع الحرب وامتدادها إلى دول المنطقة.

كما جدد مطالبة المجموعة العربية لكافة الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين بالاعتراف بها فورًا على حدود الرابع من يونيو 1967، ودعم المجموعة لمنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ودعوتها إلى عقد مؤتمر دولي للسلام على أساس قرارات الشرعية الدولية.

وأعاد المندوب الدائم التأكيد على الضرورة العاجلة لتعزيز الجهود الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأضاف أن إحلال السلام في الشرق الأوسط يتطلب انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل، وتدعو المجموعة العربية مجلس الأمن للقيام بمسؤولياته القانونية في هذا الصدد، وإحياء الأمل لشعوب المنطقة في الأمن والاستقرار وحياة حرة كريمة.