الكاتبة إيمان سند : اختيار الشاروني شخصية معرض كتاب الطفل جاء لتفانيه في خدمة الطفولة
أكدت الكاتبة المتخصصة في أدب الأطفال الدكتورة إيمان سند أن اختيار اسم كاتب الأطفال الكبير يعقوب الشارونى ليكون شخصية معرض الطفل هذا العام جاء لتفانيه في خدمة الطفولة ، مشيرة إلى أن الشاروني يعد الشخصية الأمثل لمعرض كتاب الطفل هذا العام.
وذكرت سند - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت – أن :" يعقوب الشاروني ( ولد في 10 فبراير عام1931، ورحل عن عالمنا في 23 نوفمبر عام 2023) عاش إلى أن أتم عامه ال92، وهو يعمل ويحب ويتفانى في خدمة مجالات الطفولة".
وكانت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55 التي انطلقت للجمهور في ٢٥ يناير وتستمر حتى ٦ فبراير اختيار ، قررت اختيار اسم كاتب الأطفال الكبير يعقوب الشارونى ليكون شخصية معرض الطفل هذا العام.
وقالت سند :" إن الشاروني لم يكن لم يكن يعمل فقط مع الأطفال، ولكنه كان يعمل مع كل الجهات التي تخدمهم ( الأطفال) .. عرفته يكتب بابا يوميا في صحيفة الأهرام تحت عنوان "ألف حكاية وحكاية" بدأه منذ عام 1981، واستمر يكتبه طويلا".
وأضافت أن الشاروني كان يقدم للطفل كل يوم نصيحة في هيئة قصة، حكمة صغيرة لا يستخدم فيها الوعظ المباشر للطفل، لأنه يعلم جيدًا أن ذلك يجعله ينفر من النصيحة، ويضع معها رسمة محببة توضح القصة أو النصيحة يرسمها غالبًا الفنان عادل البطراوي حتى ارتبطا سويًا، بأن أحدهما يصنع الحكمة، والآخر يرسمها.
وتوقفت الكاتبة المتخصصة في أدب الأطفال الدكتورة إيمان سند أمام كتاب الشاروني "أجمل الحكايات الشعبية" فقد تجاوز فيه تقديم النصيحة للطفل، وتطرق إلى الحكاية الشعبية التي هي زاد الشعوب، وموروثها، وقدمها للطفل بشكل مناسب لا يخلو من عمق الكتابة للطفل ، مشيرة إلى أن الطفل هو أزكى من يقرأ ما بين السطور.
وفي هذا السياق ، نوهت سند إلى حصول الشاروني على جائزة خاصة في مجال التأليف عن هذا الكتاب عام 2001 ثم في العام الذي يليه تم تقدير نفس الكتاب دوليًا، وكان من ترشيحات جائزة معرض بولونيا عام 2002.
وأوضحت أن الشاروني كان شريكا في مؤسسات الأطفال وقد عمل مستشارًا ثقافيًا للطفل في فترات كثيرة من حياته، فبمجرد أن يتم إنشاء مكتبة الطفل الجديدة، تجد الأستاذ يعقوب واقفًا يحدد الوجهات، فيقول هنا يمكننا وضع مكتبة اليافعين، أما الأطفال الصغار فبجوار الحديقة، وتليها مكتبة الركن الأخضر التي تخدم البيئة.. لم يعط الشاروني توصياته فيما يتعلق بالأماكن المناسبة فقط، بل كان يقترح المحتوى المناسب لكل مرحلة عمرية، وكيف يُقدم.
وذكرت أن الشارونى كان عضوًا في اللجان التي تقترح القصص والكتب المناسبة للطفل التي تحويها المكتبات المدرسية على مستوى الجمهورية، وكان يقدم خبرته إلى العاملين والعاملات في مجالات مكتبات الطفل.
ولن تنسى الدكتورة إيمان سند لقاءها مع الكاتب الكبير يعقوب الشارونى للمرة الأولى وكانت في البدايات وهو يفتح حقيبته المنتفخة، ويقدم لها ما لذ وطاب من أجمل قصصه، وظل متاحًا طوال الوقت لكل من يعمل في مجال الطفل ليقدم له خبرته الطويلة دون أي مقابل.
يذكر أن الشاروني كتب مئات من الأعمال الأدبية الخاصة بالطفل، وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية في هذا المجال، منها جائزة الدولة التقديرية في مجال الآداب عام 2020م، كما عمل مستشارًا لوزير الثقافة لشئون الطفل، وكان مديرًا للمركز القومي لثقافة الطفل التابع لوزارة الثقافة، وعضوًا بلجنة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، ومشرفًا على صفحة الأطفال بجريدة الأهرام في الفترة من 1981م- 2008م، واستاذًا زائرًا لتدريس أدب الطفل في عدد من الجامعات المصرية.
وقد أعادت الهيئةُ المصرية العامة للكتاب خلال الدورة الحالية من معرض القاهرة الدولي للكتاب، إصدار عدد من مؤلفاته، فضلًا عن إعداد كتاب احتفائي عن الراحل، يضم شهادات كتبها عدد وافر من الكتاب، من مختلف الأجيال، امتازت جميعها بطابع المحبة، وجاء تحت عنوان "في محبة يعقوب الشاروني"، وقد كتب هذه الشهادات كُتاب من مصر والوطن العربي، ومن إيطاليا والصين والهند، وتصدر الهيئة مجموعة من مؤلفات الراحل، هي: "أجمل حكاياتنا العربية"، و"البخلاء"، و"حكايات إيسوب"، و"زهرة السعادة"، ومسرحية "أبطال بلدنا".
وتقام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الثقافية في الفترة ما بين 25 يناير حتى 6 فبراير المقبل، وجاءت هذه الدورة تحت شعار: "نصنع المعرفة... نصون الكلمة"، ويقام المعرض بمركز مصر للمعارض الدولية، وتستضيف مصر مملكة النرويج ضيف شرف.
وتم اختيار اسم عالم المصريات وصاحب موسوعة مصر القديمة الدكتور سليم حسن شخصية المعرض، والكاتب يعقوب الشارونى شخصية معرض كتاب الطفل.
ويضم المعرض هذا العام محورا جديدا «مؤتمر اليوم الواحد»، ويضم 6 مؤتمرات، منها: مؤتمر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر الترجمة عن العربية جسر للحضارة، بمشاركة وزارات الثقافة والأوقاف، ويشارك فيه عدد من المؤسسات المصرية والعربية.