رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في اليوم العالمي له.. لماذا ينكر البعض "الهولوكست"؟

27-1-2024 | 14:36


الهولوكست

محمود غانم

يوافق اليوم 27 يناير، اليوم العالمي لإحياء ذكرى الهولوكست، حيث تشير كلمة الهولوكست إلى عملية الإبادة الجماعية التي قامت بها ألمانيا بحق اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.

وبما أن العالم لا يسير على خط واحد فقد خلقت العديد من روايات التي أنكرت ما يسمى بالهولوكست، وقد تظن أنها رواية عربية أعمل على ترويجها لكن الأمر مغاير ذلك تمامًا، فقد نشأت روايات إنكار الهولوكست في الأوساط الغربية

 

رواية أخرى

منذ أربعنيات القرن الماضي إلى اليوم، ظهرت العديد من الروايات التي أنكرت الهولوكست، كان أولها رواية المحامي الأمريكي فرانسيس باركر يوكي في كتابه "الحكم المطلق" حيث أنكر حدوث الهولوكست.

 وكان يوكي من المحامين الذين أوكل إليهم في عام 1946 مهمة إعادة النظر في محاكم نورمبرج، وأظهر أثناء عمله امتعاضًا كبيرًا، مما وصفه بانعدام النزاهة في جلسات المحاكمات، ونتيجة لانتقاداته المستمرة تم طرده من منصبه بعد عدة أشهر في نوفمبر 1946. 

بعد يوكي، قام المؤرخ الفرنسي بول راسنييه بنشر كتابه "دراما اليهود الأوروبيين"، ومما زاد الأمر إثارة هذه المرة أن راسنيير نفسه كان مسجونًا في المعتقلات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية ولكنه أنكر عمليات الهولوكوست.

تبع ذلك، نشر آرثر بوتز في سبعنيات القرن الماضي، كتابًا تحت اسم "أكذوبة القرن العشرين" وفيه أنكر الهولوكوست، وقال أن مزاعم الهولوكوست كان الغرض منها إنشاء دولة إسرائيل.

وفي تسعينات القرن الماضي ظهر كتاب "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" للفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي، تميز الكتاب عن سابقيه بأنه أشد دقة من ناحية المصادر والتحليل المنطقي والتسلسل الزمني في إنكار الهولوكست.

يتحدث جارودي في كتابه، عن مجموعة من الأساطير بُنيت عليها السياسة الإسرائيلية من بينها "أسطورة الهولوكست"، فيعرض الكاتب مجموعة من الحقائق العلمية والتاريخية لا تسمح بقول أنه كانت هناك غرفًا للغاز من أجل قتل الناس وأن عدد 6 ملايين مبالغ فيه جدًا، ويشير الكتاب إلى الدور الفعال للوبي اليهودي في الولايات المتحدة في الترويج لما يُسمى الهولوكست.

ويستند الفريق الذي ينكر الهولوكست إلى مجموعة من النقاط أبرزها؛ أن إبادة 6 ملايين يهودي هو رقم مبالغ به كثيرًا، إذ أنه استنادًا على إحصاءات أوروبا  قبل الحرب العالمية الثانية، فقد كان العدد الإجمالي لليهود في أوروبا 6 ملايين ونصف المليون، وهذا يعني أنه في الهولوكوست تم تقريبًا القضاء على اليهود  في أوروبا عن بكرة أبيهم وهذا ينافي أرقاما أخرى من دوائر الهجرة الأوروبية التي تشير إلى أنه بين 1933 و1945 هاجر مليون ونصف يهودي إلى بريطانيا، السويد، إسبانيا، أستراليا، الصين، الهند، فلسطين، الولايات المتحدة.

كذلك، عدم وجود وثيقة رسمية واحدة تذكر تفاصيل عمليات الهولوكوست، وأن ما تم ذكره في الاجتماع الداخلي في منطقة "وانسي" جنوب غرب برلين في 20 يناير 1942 وعلى لسان هينريك هيملر كان ما مفاده أن السياسة الحكومية تقوم بتشجيع هجرة اليهود إلى مدغشقر  ليتخذوه وطنًا تعتبر غير عملية في الوقت الحاضر بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية.

 بالإضافة إلى أن ألمانيا تحتاج إلى الأيدي العاملة؛ لتسيير عجلة الحرب وأنه واستنادًا على المؤرخ الفرنسي بول راسنير الذي كان نفسه يعمل في أحد المعسكرات التي وصفها بالمعسكرات الإنتاجية لدعم الحرب حيث ذكر في كتابه دراما اليهود الأوروبيين أن ما يسمى وثيقة الحل النهائي هي في الحقيقة خطة لتأجيل عملية استيطان اليهود في مدغشقر كما كان مقررًا وأنه تم تأجيله لحد انتهاء الحرب لحاجة ألمانيا للأيدي العاملة والانتظار إلى أن يتم فتح قنوات دبلوماسية مع الدول الأخرى لحين إيجاد وطن مناسب ليهود أوروبا.

 

مكافحة إنكار الهولوكست

وتبنت الأمم المتحدة عام 2022، قرارًا يهدف إلى محاربة مكافحة إنكار المحارق النازية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، أو ما يعرف اختصارًا باسم الهولوكوست.

وتمت الموافقة على القرار الذي قدمته إسرائيل وألمانيا، من دون تصويت فى الجمعية العامة المكونة من 193 عضوًا.

ويورد القرار تشويه أو إنكار الهولوكوست على النحو التالي:

• الجهود المتعمدة لتبرير الهولوكوست أو التقليل من تأثيرها أو من تأثير عناصرها الرئيسية، بما في ذلك المتعاونون مع ألمانيا النازية وحلفائها

• التقليل الإجمالي لعدد ضحايا الهولوكوست بما يتعارض مع المصادر الموثوقة

• محاولات إلقاء اللوم على اليهود لتسببهم في الإبادة الجماعية التي استهدفتهم

• التصريحات التي وصفت الهولوكوست كحدث تاريخي إيجابي

• محاولات طمس المسؤولية عن إنشاء معسكرات الاعتقال والموت التي أنشأتها وأدارتها ألمانيا النازية من خلال إلقاء اللوم على دول أو مجموعات عرقية أخرى.