رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


دار الكتب والوثائق تحيي تراث عميد الأدب العربي

30-1-2024 | 16:56


دار الكتب والوثائق تحيي تراث عميد الأدب العربي

محمد مدحت

أقامت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، ندوة  للاحتفال بالذكرى الخمسين لرحيل عميد الأدب العربي، بعنوان "طه حسين: ذكرى متجددة وحضور دائم"، تحت رعاية نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة.

نظم الندوة مركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب والوثائق، وتحدث فيها الأستاذ الدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس عن "طه حسين مجمعيا". 

وأكد الدكتور الشلق أن طه حسين قد أنجز الكثير أثناء عضويته في مجمع اللغة العربية، وأنشيء المجمع عام ١٩٣٢ بقرار من الملك فؤاد وكان طه حسين عميدا لكلية الآداب وقتها،
 وبدأ المجمع العمل بانتظام في ١٩٣٤. 


وطلب إسماعيل صدقي باشا من طه حسين أن يكتب في جريدة الشعب التي أنشأها أثناء توليه رئاسة الوزراء ولكن طه حسين رفض،  وقد أوغر هذا التصرف صدر صدقي ضد طه حسين. 

وفي عام ١٩٣٩ توقف الأعضاء  المستعربين، في مجمع اللغة العربية، عن حضور جلساته بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية. ومن أجل ذلك 
أصدر الملك فاروق قرارا بضم عشرة شخصيات بديلة لعضوية المجمع كان على رأسهم طه حسين وذلك عام 1940. 

وتولى طه حسين رئاسة المجمع عام ١٩٦٣ بعد وفاة أحمد لطفي السيد، واقترح إعداد معجم تاريخي للغة العربية لتوثيق جذور الكلمات ومعانيها. وكان يرى أن المجمع نخبوي الطابع مختص بالبحوث وليس بإقامة الندوات.

وأرسى طه حسين قاعدة تأبين الراحلين من الأعضاء، وإقامة حفل استقبال للأعضاء الجدد. كما وضع قاعدة العضوية مدى الحياة. 

وشكل طه حسين رأس حربة فريق المجددين داخل المجمع في مواجهة فريق المحافظين بقيادة الشيخ مصطفى المراغي.

وتحدث الأستاذ الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة القاهرة، عن "طه حسين وقضايا التعليم"، مؤكدا أهمية التعليم في مشروع طه حسين الفكري. وأشار الدكتور الشربيني إلى الدور الكبير الذي قام به المجتمع المدني في إصلاح التعليم في النصف الأول من القرن العشرين. وقد ركز طه حسين على عدة قضايا تتعلق بالتعليم من بينها: دور الدولة في ملاحظة التعليم وتصميم البرامج الدراسية بما يتوافق وخطة الدولة ومسئوليتها. وحذر طه حسين من خطورة عدم الإشراف على المدارس الأجنبية. 

وآمن طه حسين أن المعلم هو المفتاح في إنشاء نظام تعليمي محكم ولذلك يجب إعداد المعلمين بعناية من خلال مدارس المعلمين والجامعة. وطالب أيضا بتحسين المستوى المادي للمعلم والعناية بصورته في الإعلام. 

وطرح طه حسين رؤيته لشكل المقررات الدراسية الأمثل وآمن أن تعليم اللغات الأجنبية يجب أن يتم تأجيله في المرحلة الأولى من التعليم حتى يجيد التلاميذ اللغة العربية ثم يتلقون الدروس في لغات أخرى لاحقا. كما طالب طه حسين بضرورة اقتصار تدريس اللغة العربية على خريجي كلية دار العلوم. 

وأكد الشربيني سعى طه حسين إلى إقرار مجانية التعليم بالذات للطلبة المتفوقين. وفي أواخر الأربعينيات من القرن العشرين أعلن طه حسين أن التعليم يجب أن يكون بالمجان للجميع. 

وتحدث الدكتور عبد المنعم محمد سعيد، مدير مركز تاريخ مصر المعاصر، حول هوية مصر في فكر طه حسين. وأكد الدكتور عبد المنعم أن طه حسين قد وقع تحت وطأة ظلم شديد من اتهامات له بالتغريب والانبهار بأوروبا ولكن السبب الرئيسي وراء ذلك هو اجتزاء نصوصه من سياقاته وليس انبهاره بالغرب.

وتطورت رؤية طه حسين فيما يتعلق بالهوية تدريجيا ويتضح ذلك من مقالاته في جريدة حزب الأمة. وكان طه حسين مع استقلال مصر عن الخلافة العثمانية وذلك في العقد الثاني من القرن العشرين الذي كتب خلاله كتاب "قادة الفكر" الذي وضح فيه التأثير الكبير للحضارة المصرية القديمة في الحضارة اليونانية وهو ما يجعل مصر على قدم المساواة مع الغرب، وشريكة في الحضارة الأوروبية. 

وفي العقد الثالث من القرن الماضي تأكدت رؤية طه حسين مع تبلور مشروع مصر القومي والحلم بمصر الحديثة التي ولدت في ثورة ١٩١٩، ولكن نفس العقد شهد كبوة للمشروع القومي بسبب الخلافات السياسية التي أثرت على التجربة الديمقراطية المصرية. 

وأضاف الدكتور عبد المنعم أن طه حسين كان من أشد المدافعين عن اللغة العربية. ونادى بالاتجاه نحو التعاون مع دول المتوسط حيث إنها أقرب لمصر ثقافيا وجغرافيا من الحضارات الشرقية في الهند والصين، وكان طه حسين مؤمنا بالوحدة الثقافية بين العرب. 

الجدير بالذكر أن مركز تاريخ مصر المعاصر هو أحد المراكز العلمية المتخصصة التابعة لدار الكتب والوثائق القومية ويضم المركز عددا من الباحثين المتميزين في مجال التاريخ الحديث والمعاصر. كما تضم الإدارة المركزية للمراكز العلمية: مركز الترميم، ومركز الببليوجرافيا والحاسب الآلي، ومركز توثيق وبحوث أدب الطفل، ومركز تحقيق التراث.