«معلومات الوزراء» يستعرض توصيات المنتدى الاقتصادي العالمي حول الزراعة التكنولوجية
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي والذي جاء بعنوان "التكنولوجيا الزراعية تستخدم بواسطة 6% فقط من المزارعين".. حيث أظهر المنتدى حاجة العالم للزراعة المعتمدة على التكنولوجيا وسط استنزاف الموارد الطبيعية؛ وذلك لإطعام العدد المتزايد من سكان العالم.
جاء ذلك في إطار اهتمام مركز المعلومات، برصد وتحليل كل ما هو متعلق بالتقارير الدولية التي تتناول الشأن المصري أو تدخل في نطاق اهتماماته.
وأوضح التقرير الصادر عن المنتدى أن الثورة الخضراء أدت إلى زيادة كبيرة في عدد السعرات الحرارية المنتجة لكل فدان من الزراعة، حيث أحدثت الابتكارات الجديدة المتعلقة بالبذور والأسمدة والري تأثيرا عالميا، ومن أجل بناء النظام الغذائي العالمي للمستقبل.. مشيرا إلى احتياج العالم إلى تهيئة الظروف التي من شأنها أن تساعد على التقدم السريع في تطبيق التكنولوجيا الزراعية، كما أن استخدام التكنولوجيا بطرق ذكية قد يساعد في جذب الجيل القادم من المواهب الزراعية والاحتفاظ به، وهو اعتبار مهم، حيث يبلغ متوسط عمر المزارعين في أجزاء كثيرة من العالم حوالي 60 عاما.
وذكر التقرير أنه في عام 2021، أعلنت شركة (PepsiCo) عن الهدف المتمثل في نشر ممارسات الزراعة المتجددة عبر 7 ملايين فدان، ولذلك هناك حاجة إلى تشجيع تطوير وتبني الحلول التكنولوجية التي تجعل التحول إلى الزراعة المتجددة جذابا وقابلا للتحقق بالنسبة للمزارعين، كما أن هناك احتياجا لقفزات من الخيال تسخر أفضل ما في الإبداع البشري لمساعدة المزارعين على بذل المزيد من الجهد - مثل إنتاج غلات أعلى وتعزيز التغذية - بتكاليف أقل تتضمن الحد من الأثر البيئي، والحفاظ على المياه، والاستخدام الدقيق للأسمدة والمبيدات الحشرية، وتقليل النفايات.
ولفت إلى أنه حدث تقدم مثير في هذا الاتجاه خلال السنوات القليلة الماضية، وأشار تقرير حديث صادر عن شركة ماكينزي إلى أن "رأس المال الخارجي يتدفق على صناعة التكنولوجيا الغذائية الزراعية بما يصل إلى حوالي 18.2 مليار دولار عام 2021، وهو نمو يقارب 38% على أساس سنوي منذ عام 2013".
وأوضح التقرير أنه في حين أن التكنولوجيا الزراعية قد تجتذب المستثمرين وتحتل عناوين وسائل الإعلام، فإن العديد من الشركات الناشئة تكافح من أجل تجاوز الاستثمار الأولي، مرجعا ذلك إلى حد كبير إلى أن معدلات تبني واستخدام التكنولوجيا الزراعية لا تزال منخفضة، خاصة فيما يتعلق بالتقنيات المتعلقة بالاستدامة، حيث تقول أبحاث ماكينزي إن نسبة الاعتماد على التكنولوجيا بين المزارعين 6% فقط على مستوى العالم.
وأضاف التقرير أنه من أجل جعل التكنولوجيا أكثر سهولة، يجب أن تكون الحلول متمحورة حول الإنسان وقابلة التحقيق، مع تطبيقات عملية وعائدات استثمار واضحة للمزارعين، حيث وجدت مراجعة عام 2020 لبرامج الحوافز الزراعية المستدامة المنشورة في مجلة (Nature) أن أحد أقوى الدوافع للمزارعين لتبني ممارسات مستدامة على المدى الطويل هو الفوائد المتصورة إما لمزارعهم أو البيئة أو كليهما، علاوة على ذلك، تبرز بقوة أهمية المساعدة الفنية والخدمات الإرشادية في تعزيز الممارسات المستدامة.
ونوه بأنه يمكن للروبوتات القائمة على الذكاء الاصطناعي أن تحصد كميات كبيرة بدقة أكبر وبسرعة أكبر من البشر، مما يساعد المزارعين على تقليل التكاليف والتغلب على نقص العمالة، كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي للتحليل التنبؤي يمكن أن يساعد المزارعين على التخطيط بكفاءة أكبر.
وأضاف التقرير أنه يتعين على العالم أن يأخذ في الاعتبار المخاوف المشروعة للمزارعين بشأن الجوانب السلبية المحتملة للتكنولوجيا.
وأوضح التقرير أن للحكومات أيضا دورا مهما تؤديه، فمن الضروري أن تكون هناك بنية تحتية لدعم التحول الرقمي والحوافز التي تمكن المزارعين من الاستثمار في مستقبلهم، ويعد الوصول إلى الكهرباء والإنترنت شرطا أساسيا لكافة أوجه التكنولوجيا تقريبا وعائقا أمام اعتمادها في أماكن مثل إفريقيا، حيث يعتمد حوالي 60% من الناس على زراعة أصحاب الحيازات الصغيرة للحصول على الغذاء والدخل، ولكن 20% فقط منهم متصلون بالإنترنت. أيضا تقوم عمليات التعلم والتدريب والأبحاث التي ترعاها الحكومة بأدوار مهمة.
ولفت التقرير - في الختام - إلى أنه يتعين على العالم أن يعطي الأولوية لجذب المبدعين في مجال التكنولوجيا مع تحفيز الشركات التكنولوجية على تقديم خيارات ميسورة التكلفة ويمكن الوصول إليها لا تغفل أبدا متطلبات وقدرات المزارعين في العالم.