معرض القاهرة للكتاب ال55| علاء عبد الهادي: بقاؤها مرهون بما تقدمه للقارئ.. والإعلام الجديد بلا مرجعية
ناقشت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 "مستقبل الصحافة الورقية"، بحضور كل من الكاتب الصحفي عبد الرازق توفيق رئيس تحرير جريدة الجمهورية، وعلاء عبد الهادي رئيس تحرير أخبار الأدب، وأدار النقاش جمال كشكي رئيس تحرير الأهرام العربي.
وقال عبد الرازق توفيق إن هذا الإقبال الذي تخطى 2 مليون زائر على معرض الكتاب يعد شهادة للإعلام الورقي أو للكلمة المكتوبة، والتي انقسمت حولها الآراء، فهناك من يقول إنه آن الأوان لدفن الصحافة الورقية، وآراء أخرى تقول إنه ربما يحفز التطور التكنولوجي الصحافة الورقية بإجبارها على تغيير حالها وتستطيع أن توجد لنفسها مساحة للخصوصية.
وأضاف توفيق: "هناك من يريد أن يحول التنافسية بين الصحافة الورقية والإلكترونية إلى صراع، لكن الصحافة الورقية تستطيع الاستفادة من الصحافة الإلكترونية، حيث تجاوز العالم فكرة أن يعيش في قرية صغيرة إلى غرفة يستطيع من خلال التكنولوجيا التعرف على الكثير من القضايا والأحداث حول العالم".
وأشار توفيق إلى التحديات الكثيرة التي تواجه الصحافة الورقية، والتي جاءت أهمها التحديات الاقتصادية، إذ أن أسعار مستلزمات الإنتاج في زيادة مستمرة، حيث تجاوزت أسعار الورق 56 ألف جنيه وكذلك ارتفعت أسعار الأحبار بشكل كبير، وسعر الجورنال 3 جنيهات ولا استطيع أن أزيد تكلفته، في حين تزيد تكلفته الحقيقة عن 10 جنيهات".
وأشار إلى أن التحدي الثاني يرجع إلى إشكالية التوزيع وعجز الصحافة الورقية عن الوصول إلى جميع ربوع الوطن، مؤكدًا أن وأكد أن 25% من السكان يذهبون إلى المدن الساحلية ولا تصل إليهم الأعداد الورقية.
وتابع: "كما نجلد الصحافة الورقية لابد أن نجلد الصحافة الإلكترونية، لأن المسؤولين عن الإلكترونية هم كل أجيال الورقية فتتناول الإلكترونية نفس مضامين الورقية ولا تختلف عنها في شيء".
وأضح أن العلاقة بين الصحافة الورقية والإلكترونية ليست علاقة صراع، ويجب علينا أن نتفاءل بشرط تطوير المضمون والمحتوى بشكل جيد، وتقديم رؤية توزيعية تضمن وصول الأعداد إلى جميع ربوع الوطن وتعظيم الاستفادة من التكنولوجيا، وإيجاد خصوصية للصحافة الورقية بالتحليل والتفسير وإيجاد تناول مختلف بالبحث عما خلف الكواليس، والتخلي عن التناول التقليدي.
فيما قال علاء عبد الهادي إن بقاء الصحافة الورقية كوسيط مرهون بما تقدمه للقارئ، فعندما ظهرت الإذاعة وظهر بعدها التليفزيون لم يزح الإذاعة ولكنها لجأت إلى التطوير وعادت في ثوب جديد في شكل “البوكاست” وهى شكل متطور من أشكال الإذاعة.
وأضاف أنه لا نستطيع تطبيق تجربة اليابان أو الهند، ولكن لا بد من تطبيق تجربة مصرية خاصة بها.
وتابع: "فى الصحافة الورقية قديما السطر كان يزيح وزيرا والكلمة الخاطئة كانت تظهر، ولكن الإعلام الجديد بلا مرجعية، وعندما ترغب في التحقق من الخبر تجد صعوبة شديدة، فنحن أمام إعلام دون مرجعية وفيه يختفي جوهر الإعلامي، و السوشيال ميديا تنقل الخبر بشكل مباشر، ولا بد من إيجاد خدمة جديدة نقدمها للقارئ".
وأوضح أن الخبر ما زال مهما أن تحصل عليه من مصدره، وإيجاد محلل يرى ما لا أرى، والصحافة الورقية بقاؤها مرهون على مدى إمكانياتها على مواكبة التطور وتوظيف التكنولوجيا باستخدامها.
الجدير بالذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي تحت شعار "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة"، خلال الفترة من 25 يناير حتى 6 فبراير المقبل، وتحل عليها مملكة النرويج كضيف شرف، ووقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على عالم المصريات، الدكتور سليم حسن، ليكون شخصية المعرض، ورائد أدب الطفل، يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل.
ويشارك بالمعرض 1047 ناشرًا مصريًا وعربيًّا وأجنبيًّا من 70 دولة، بزيادة 153 ناشرًا عن الدورة الماضية، الأمر الذي يُثري ويُؤكد فكرة شعار المعرض "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة".
هذا بالإضافة إلى مشاركة مملكة النرويج كضيف شرف للدورة الـ55 للمعرض، ببرنامج ثقافي كبير، يضم مجموعة من الكتاب والمبدعين في النرويج، لتعريف العالم العربي، بالثقافة النرويجية، إلى جانب أدب الطفل في النرويج، ومن بين الأدباء النرويجيين المشاركين في المعرض: الكاتب "تيرجي تيفيدت" مؤلف كتاب عن النيل، والكاتب "جوستاين غاردر"، والكاتبة "لين ستارلسبيرج".
ويحتفي البرنامج بأديب نوبل النرويجي "يون فوسه"؛ حيث يخصص يومًا كاملًا له في المعرض، لتناول أعماله، ومؤلفاته وأشعاره المختلفة، كما يحتفي بأهم كتاب المسرح في النرويج: هنريك إبسن، المعروف بـ "أبو المسرح النرويجي"
واستحدث معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والخمسين بعض التقنيات والمؤتمرات الجديدة، حيث يضم 6 مؤتمرات منها: مؤتمر تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر الترجمة عن العربية جسر للحضارة بمشاركة وزارات الثقافة والأوقاف، ومؤتمر الملكية الفكرية حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة، ومؤتمر طه حسين، ومؤتمر نازك الملائكة.
كما يضم المعرض هذا العام العديد من المشروعات الثقافية الجديدة التي أطلقتها الهيئة، وهي: «ديوان الشعر المصري»، «استعادة طه حسين»، و«حكايات النصر»، و«عقول» الموجهة إلى مخاطبة فئة الشباب الشريحة المصرية الواعدة، لإبراز أصحاب التجارب الرصينة في الفكر والأدب والعلوم الإنسانية.
ويشهد المعرض هذا العام أيضًا في إطار رؤية مصر 2030 التي تركّز على التحوّل نحو اقتصاد رقمي، ولدمج أكبر عدد من المواطنين في النظام المالي، تعاقدت الهيئة مع شركة "إيزي كاش" للدفع الإلكتروني، لتحصيل المستحقات المالية الخاصة بدور النشر والناشرين المصريين والأجانب بماكينات الدفع الإلكتروني، وتطبيق التجار باستخدام رمز الاستجابة السريع"QR Code"، وإصدار وتفعيل وشحن محفظة "إيزي كاش" الإلكترونية للأفراد، وكارت "إيزي كاش" مسبق الدفع للزائرين والمشاركين.
ويذكر أن المعرض يحتوي على 7 قاعات، وصالة كاملة لكتب وأنشطة الطفل، وأماكن للفنون الحرة.