"واشنطن بوست" تبرز تخبط قرارات زيلينسكي بشأن تغيير قيادات الجيش في ظل احتدام الحرب
سلط مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على تخبط قرارات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي بشأن تغيير قيادات عليا داخل الجيش الأوكراني في وقت تحتدم فيه الحرب مع القوات الروسية والتي تدخل عامها الثالث في غضون أيام.
وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته دافيد ستيرن وإيزابيل خورشيديان، أن قرار الرئيس الأوكراني بإقالة القائد العام للجيش فاليري زالوجني دون اختيار البديل الذي سوف يخلفه أثار الكثير من التخمينات والتكهنات حول جدوى هذا القرار في مثل هذا التوقيت خاصة أن زالوجني يحظى بشعبية كبيرة بين الأوساط الأوكرانية.
ويشير المقال في هذا السياق إلى تصريحات أحد قيادات الجيش الأوكراني أمس الجمعة والتي يقول فيها أنه بعد مرور أربعة أيام من إبلاغ الرئيس الأوكراني للقائد العام بقرار إقالته، مازال البديل الذي سوف يتولى المنصب مجهولا، موضحا أن تلك الأوضاع أثارت الكثير من البلبلة والفوضي بين الشعب الأوكراني ولاسيما في ظل تكثيف القوات الروسية لضرباتها ضد المواقع الأوكرانية.
ويلفت المقال إلى أن إبلاغ القائد العام للجيش بإقالته قبل التوصل للبديل الذي يحل محله يشكل قرارا خاطئا ومتعجلا من جانب الرئيس الأوكراني ومساعديه وهو ما أثار ردود أفعال سلبية من جانب المدنيين والعسكريين على حد سواء داخل أوكرانيا الذين يطالبون الآن بتفسير لإعلان ذلك القرار في هذا التوقيت.
ويضيف المقال أن مكتب الرئيس الأوكراني كان قد أبلغ البيت الأبيض بقرار إقالة القائد العام للجيش على الرغم من إلتزام القيادة الأوكرانية الصمت في هذا الصدد على المستوى الداخلي، بل وصل الأمر إلى إنكار خبر الإقالة والذي يستلزم قرارا رسميا من الرئيس الأوكراني.
ويشير المقال في هذا الصدد إلى تصريحات الرئيس الأوكراني أمس الجمعة التي يقول فيها أنه التقى بقيادات الجيش مؤخرا بما فيهم زالوجني لمناقشة آخر تطورات الحرب في ساحة القتال إلا أنه لم يشر إلى أى تغييرات في قيادات الجيش.
ويلفت المقال إلى أن التوافق حول بديل للقائد الحالي للجيش الأوكراني ليس بالأمر اليسير بسبب عزوف الكثيرين عن تولي ذلك المنصب في ظل تضاؤل الفرص المتاحة للقوات الأوكرانية لتحقيق أي تقدم في ساحة القتال ضد القوات الروسية في الوقت القريب.
ويضيف المقال في الوقت نفسه أن زالوجني الذي باتت أيامه في منصبه معدودة أصدر تصريحات أول أمس الخميس يقول فيها أن الحكومة الأوكرانية لم تتمكن من توفير الحشد الكافي من الجنود وطالب بتحديث قدرات أوكرانية العسكرية لمواكبة القدرات الروسية المتفوقة وذلك للحفاظ على كيان الدولة الأوكرانية.
ويوضح المقال أن العلاقة بين الرئيس الأوكراني والقائد العام للجيش شهدت توترات واضحة في الشهور الأخيرة على خلفية فشل الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية على القوات الروسية والذي بدأ في صيف العام الماضي.
ويلفت المقال كذلك إلى حوار صحفي أجراه زالوجني في نوفمبر الماضي مع مجلة "ذي إكونوميست" والتي أعرب فيها عن رأيه أن الحرب الحالية مع القوات الروسية وصلت إلى طريق مسدود وأن الصراع بين الطرفين تحول إلى حرب استنزاف شرسة لم يحقق فيها أن من الطرفين أي تقدم ملموس.
ويشير المقال إلى أن التعب والإرهاق بدأ ينال من القوات الأوكرانية على خطوط المواجهة الذين أصابهم الإنهاك بسبب طول مدة الحرب التي قاربت على العامين بدون الحصول على إجازات.
ويلفت المقال في الختام إلى أن زالوجني دأب في الفترة الأخيرة على مهاجمة الرئيس الأوكراني ومساعديه، حيث ذكر في أحد تصريحاته أن التحدي الأكبر الذي يواجه أوكرانيا في الوقت الحالي هو عدم قدرتها على تحديث إمكانياتها العسكرية من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والرخيصة في نفس الوقت، مؤكدا أنه تحدي لا يمكن التقليل من شأنه أو تجاهله.