معرض القاهرة للكتاب الـ 55| «العجوز بائع المسافات».. حين يولد الواقع من رحم الخيال
استضافت قاعة «فكر وإبداع»، ضمن فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة لمناقشة المجموعة القصصية «العجوز بائع المسافات» للكاتب محمد ممدوح، وناقشها كل من الدكتور يسري عبد الله، وانجي همام، وأدارها محمد عطية.
في البداية قال الناقد الدكتور يسري عبد الله، إن المجموعة تضم 18 قصة، وحينما ننظر إلى قصص المجموعة فنحن لسنا بصدد تناول الخيال بصورته الكلاسيكية ولكن قصص المجموعة تضم الخيال بمفهوم أوسع غير نمطي.
وأضاف أن المجموعة تركز على أنسنة الأشياء وهو ملمح رئيسي من ملامح هذه المجموعة، فالمجموعة تتناول الشيء المادي بملامح إنسانية بما يكشف العشرات من الملامح الإنسانية، وهذه الفكرة على بساطتها لكن جدارتها تعتمد على توظيف الخيال للتعامل مع الأشياء الواقعية.
وأوضح أن قصص المجموعة تبدأ من أساسات واقعية وتتجه إلى خيالات فانتازية، فالقصص نفسها بنت الخيال المحض، كما أن أسلوب الكتابة يعتمد على التحليق في فضاء الخيالات، كما أن القصص تعتمد على جماليات الوعي الأدبي، حيث تعتمد على اللغة المكثفة الخالية من الترهلات والزوائد اللفظية، وهو ما جعل قصص المجموعة مكثفة بشكل كبير، فنجد أن أطول قصص المجموعة "حنين الأيام البعيدة" لا تزيد عن 9 صفحات فقط، وهي بذلك تعتمد على آليات الإيجاز والتكثيف.
ولفت إلى أن الكاتب في قصص المجموعة استخدم التخيل الموضوعي بجدارة، وذلك من خلال الانطلاق من الموضوع الأصلي الواقعي إلى عالم أوسع بآفاق أرحب من الخيال.
فيما قالت الكاتبة والناقدة انجي همام، إن المجموعة القصصية "العجوز بائع المسافات" للكاتب محمد ممدوح تعد المجموعة القصصية الثالثة للكاتب، وقد صدرت عن دار ميتا بوك في القاهرة، وتأتى بعد مجموعتيه سراب أزرق، وكاميرا تصطاد بحرا ويقدم الكاتب عوالم من الفانتازيا، تجذب القارئ لعوالم غير ممكن توقعها.
وتابعت همام: يواصل الكاتب محمد ممدوح في مجموعته اللعب بسحر الكتابة والعزف بسحر موسيقى مبهجة عبر قصصه، فيخلق كائنات واقعية من رحم الخيال.
ولفتت همام إلى أن المجموعة نرى من خلالها قطع الأرض المنقولة من أرض لأخرى، تصدر منها الموسيقى، حيث نرى عبر المجموعة مقايضات لم نعرفها من قبل، فتستمر موسيقاه عبر ما قدمه الكاتب فنشهد أغرب كتاب في العالم".
وأشارت همام إلى أنه في عوالم محمد ممدوح نجد انه يأنسن الأشياء كلها مثل الأحلام والتطلع وصولا للهموم، يقدم الأشياء ويمنحها فرصة حقيقية لحياة كاملة، يعرفنا كيف نراها من الداخل، ينسينا عبر مجموعته قوانين الواقع.