كتب:خليل زيدان
تحل اليوم ذكرى الفنان والمطرب عزيز عثمان؛ الذي ترك بصماته ومازالت تسعد جمهور السينما حتى الآن بجمال صوته وحسن أداءه، ويعد "عثمان" من نجوم الصف الثاني.
كان والده من رواد الطرب ، فهو ابن المطرب محمد عثمان، وعمل طيلة فترة شبابه مع فرقة بديعة مصابني إلا أنه لم يظهر في دائرة الضوء إلا وهو على مشارف العقد الخامس من عمره.
ظهر عزيز عثمان لأول مرة في فيلم "لعبة الست" مع تحية كاريوكا ونجيب الريحاني وعبد الفتاح القصري عام 1946، وهو الدور الأشهر في حياته، وكتب اسمه على أفيش الفيلم بنفس بنط سليمان بك نجيب والقصري وبشارة واكيم، ولا يتذكر جمهور السينما من أبطال هذا الفيلم سوى نجيب الريحاني وتحية كاريوكا وعزيز عثمان (محمود بللايكا)- مطرب الفرقة- الذي أتقن أول أدواره وكان العنصر الغنائي في الفيلم.
غنى "عثمان" أغنيته الشهيرة "بطلوا ده واسمعوا ده".. التي أثارت جنون منافسه نجيب الريحاني في الفيلم، وجعلت تحية كاريوكا لا تسيطر على ضحكتها أمام الكاميرا مع كل مقطع من الأغنية من حسن أداء عزيز عثمان وجمال اللحن والكلمات، وغنى "عزيز" أيضاً أغنية "تحت الشباك"، والموال الشهير "غريب وفارقتكم يا لمة أحبابي".
اتسمت أدوار عزيز عثمان بخفة الدم والمرح وكان من العناصر الترفيهية في مجمل أعماله التي بلغت 29 فيلماً، أشهرها: "عنبر، وأيام شبابي، وشباك حبيبي، وخبر أبيض، وما تقولش لحد، والمنتصر وابن للإيجار، ولسانك حصانك، وأنا ذنبي إيه".
وكان آخر أفلامه: "يا ظالمني" مع صباح وحسين صدقي عام 1954.. وكانت مجمل أغنياته أيضاً 29 أغنية، تراوحت بين الطقطوقة والمنولوج والموال، ومنها: دور أصل الغرام نظرة، ودور كادني الهوى، ودور جددي يا نفس حظك، ويا حبيب الروح يا كاويني وانتِ اللي عليكِ العين، وأنطونيو اتجوز كليوباترا، ويا ليالي الفرح ويا نسمة طلى على أرض خلي.
تزوج الفنان عزيز عثمان من الفنانة ليلى فوزي وقد كان في سن والدها وصديقاً له، حيث رفض والدها الزواج في أول الأمر إلا أنها تمت بموافقة وإصرار "ليلى" حتى تخرج من رقابة ومعاملة الأب الحازمة، كما وفر لها عزيز عثمان كل وسائل السعادة في بيت الزوجية وأيضاً شاركها 13 فيلماً من بطولتها، وكان غيوراً عليها وحريصاً على عدم اندماجها مع نجوم الفن نظراً لفارق السن بينهما.
وما لبث أن ملت "ليلى" من حياة الزوجية معه وفرت غاضبة إلى بيت والدها تطلب الطلاق بعد سنوات سعيدة قضتها معه، ولم يوافق "عزيز" على طلبها لشدة حبه لها وأيضاً لأنه علم أن أنور وجدي بدأ التقرب إليها بعد خلافها مع زوجها، وتحت ضغوط من الأصدقاء وافق عزيز عثمان على الانفصال عن ليلى فوزي وتملكه حزن شديد حتى انتهت حياته في مثل هذا اليوم عام 1955 عن عمر يناهز 62 عاماً.