رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


48 عاما على رحيل كروان الابتهالات .. محطات في حياة النقشبندي

14-2-2024 | 11:19


الشيخ سيد النقشبندي

أماني محمد

48 عاما مرت على رحيل، واحد من أشهر المنشدين أصحاب الابتهالات الخالدة في وجدان المصريين، والذي نجح بصوته في أن يصل إلى قلوب المستمعين بصوته العذب وكلماته التي عبرت عما يدور في نفوسهم من آمال وتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، هو الشيخ سيد النقشبندي، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله.

 

الشيخ سيد النقشبندي

كان الشيخ سيد النقشبندي، واحدا من أشهر المبتهلين، ويحفظ المصريون ابتهالاته وأناشيده الدينية عن ظهر قلب، ولد الشيخ النقشبندي بقرية دميرة التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية في 7 يناير 1920، وانتقل مع أسرنه إلي طهطا بمحافظة سوهاج، وحفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتربي تربية دينية ملؤها الحب لله ورسوله محبا للابتهالات والمدائح النبوية وحفظ أشعار الإمام البوصيري وابن الفارض.

وبعدها سافر إلي مدينة طنطا حيث ذاع صيته كقارئ ومنشد ديني بطريقة فريدة وصوت عميق يتميز بالقوة والإحساس، ثم بدأ أولي خطوات شهرته في عام 1967 إذ ذاع صيته عبر الإذاعات المسموعة والمرئية وصار صوته علامة متميزة في عالم الإنشاد والابتهالات، بعد أن سمعه صدفة في مسجد الإمام الحسين، الإذاعي أحمد فراج فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج في رحاب الله ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج «دعاء» الذي كان يذاع يوميا عقب أذان المغرب.

وتميز في عالم المدائح النبوية بنقاء الألفاظ البديعة والأشعار الداعية لحب الله والرسول بأسلوب والتضرع إلى الله بالقبول والإجابة بصوت خاشع ونبرات قوية متميزة.

سافر الشيخ النقشبندي إلي معظم الدول العربية والإسلامية وسافر الي حلب وحماه ودمشق لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، كما زار أبوظبي والأردن وإيران واليمن وإندونيسيا والمغرب العربي ودول الخليج ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية وغيرها، ونال صوته إعجاب مستمعيه، قالوا عنه وكان ذا قدرة فائقة في الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بالصوت الخاشع، والكروان.

حصل علي العديد من الأوسمة والنياشين لدوره في تقديم الابتهالات والإنشاد الراقي الأصيل، وأثرى المكتبة الإذاعية بتراث متميز من الابتهالات والمدائح النبوية تعد قمة في الأداء والتعبير وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات، وصلت لأكثر من 180 ابتهالا في الإذاعة، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية.

ووافته المنية في مثل هذا اليوم عام 1976 عن عمر يناهز السادسة والخمسين، إثر أزمة قلبية مفاجئة.

كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1979م بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته. كما كرمه الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1989م بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته أيضًا. كرمته محافظة الغربية التي عاش فيها ودفن بها حيث أطلقت اسمه على أكبر شوارع طنطا والممتد من ميدان المحطة حتى ميدان الساعة.

 

تواشيح النقشبندي

ومن أشهر تواشيح الشيخ النقشبندي، ابتهال "مولاي" والذي تعاون فيه مع الملحن الراحل بليغ حمدي، وأثمر هذا التعاون عن نحو 6 ابتهالات للنقشبندي، وصفها الشيخ الراحل بأنه «لو مكنتش سجلتهم مكنش بقالي تاريخ بعد رحيلي»، ومن بين أشهر الابتهالات التي تعاونا فيها «مولاي إني ببابك».