مصر وتركيا.. تاريخ من العلاقات والتعاون المشترك بين البلدين
عقود من التعاون والتاريخ المشترك، جمع بين مصر وتركيا، على مر العصور، والتي من المرتقب أن تشهد نقلة جديدة من التعاون والتنسيق، تزامنا مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمصر اليوم، ولقاؤه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، والقمة المصرية التركية التي ستعقد في قصر الاتحادية لمناقشة عدد من الموضوعات.
ويزور الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس تركيا مصر اليوم، وصرح المستشار أحمد فهمى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أنه من المقرر أن يعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات موسعة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتباحث بشأن العديد من الملفات والتحديات الإقليمية، خاصة وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.
تاريخ العلاقات المصرية التركية
العلاقات المصرية التركية قديمة وتاريخية، فأقيمت العلاقات على المستوى الدبلوماسي في البداية عندما تبادلت الدولتان التمثيل الدبلوماسي عام 1925 على مستوى القائم بالأعمال، وتم رفع مستوى التمثيل إلى سفير عام 1948، إلا أنها لفترة من الزمن خاصة بعد ثورة 23 يوليو 1952 تجمدت العلاقات بعد الإطاحة بالنظام الملكي في مصر واستمر الأمر كذلك حتى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وظل التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين قائما التركية طوال السبعينيات والثمانينيات، لكن في الثمانينيات من القرن الماضي، شهدت الأوضاع تحولا عندما طلب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك من اللجنة المصرية التركية في فبراير 1988 وضع مقترحات لتحقيق المصلحة المشتركة بين البلدين، وتوجت علاقات البلدين في التسعينيات بزيارة رئيس الوزراء التركي آنذاك نجم الدين أربكان إلى مصر في 1996، ووافقت القاهرة على طلبه الانضمام إلى مجموعة الثماني الإسلامية وحضرت أول قمة لها بإسطنبول في يونيو 1997.
كما دعمت مصر تركيا عقب زلزال 1999، وبعدها في يناير 2003، زار رئيس الوزراء التركي آنذاك عبد الله غُل القاهرة، وكانت أول عاصمة عربية يزورها عقب انتخابه رئيسًا لتركيا في 2007، ووصف مصر بأنها "أقرب الأصدقاء لتركيا"، وفي 2009 زار الرئيس الأسبق حسني مبارك إسطنبول، ضمن مساعٍ لتطوير العلاقات الثنائية على الأصعدة كافة، قم في 2011 زار "غُل" مصر مرة أخرى.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد زار مصر، في 12 سبتمبر 2011، حينما تولى منصب رئيس الوزراء التركي آنذاك، على رأس وفد من وزراء ورجال أعمال بهدف تعزيز التعاون في المجالات كافة، وكانت هذه الزيارة هي أول زيارة خارجية يقوم بها أردوغان عقب فوز حزبه "العدالة والتنمية" بالانتخابات البرلمانية في يونيو 2011، وكانت الزيارة التالية له لمصر، في نوفمبر 2012، حيث زار مصر والتقى بالرئيس الإخواني حينها، إلا أن العلاقات المصرية التركية بعد عام 2013 شهدت جمودًا، إلا أنه تم الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر بشكل متبادل على مستوى القائم بالأعمال، مع عقد اجتماعات قصيرة بين وزيري خارجية البلدين في مناسبات مختلفة، بحسب بيان للخارجية التركية.
حقبة جديدة من التعاون والعلاقات
وخلال عام 2021 بدأت العلاقات المصرية التركية تكتسب زخما مرة أخرى، حينما أجرت مصر وتركيا، في مايو وسبتمبر 2021، أكثر من جولة من المحادثات الاستكشافية، وفي 23 أغسطس من 2022 عُقد اجتماع نظمته وزارة التجارة التركية في القاهرة بين رجال أعمال من البلدين.
وبعد زلزال فبراير من العام الماضي، زار وزير الخارجية سامح شكري تركيا لإعلان التضامن المصرى وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لها إثر الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا، وأودت بحياة عشرات الآلاف، وأعقبها في مارس 2023 زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى القاهرة للاتفاق حول سبل عودة العلاقات، وكانت الأولى من نوعها لوزير خارجية تركي منذ 11 عاما، وبعث الرئيس السيسي، في 28 مايو 2023، برسالة تهنئة إلى الرئيس أردوغان، بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وتم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي وعودة السفراء للبلدين في يوليو 2023، حيث أعلنت القاهرة وأنقرة في بيان مشترك ترشيح صالح موطلو شن سفيرا لأنقرة لدى القاهرة، وعمرو الحمامي سفيرا لمصر في تركيا، وتلاه ترحيب عربي واسع من دول ومنظمات، وقدم الحمامي إلى الرئيس أردوغان، في 28 سبتمبر 2023، أوراق اعتماده أول سفير لمصر لدى تركيا، مؤكدا اعتزامه العمل على الارتقاء بعلاقات البلدين في المجالات كافة.
وفي 20 ديسمبر 2023، أجرى الرئيس التركي أردوغان اتصالا هاتفيا بالرئيس السيسي، معربًا عن تمنياته له بالنجاح عقب فوزه بولاية رئاسية جديدة، كما بحثا آخر التطورات في الأراضي الفلسطينية.