بزيارة الرئيس السيسى إلى روسيا حالياً تكون بوصلة السياسة الخارجية المصرية قادرة بحنكة واقتدار على قراءة المتغيرات الجارية على الساحة الدولية.
فروسيا الستينيات هى التى سلحت ودربت الجيش المصرى وساعدت مصر عبدالناصر فى بناء السد العالى وتشييد القاعدة الصناعية التى نفخر بها للآن.. واستقدمت البعثات المصرية فى شتى العموم والفنون من علوم الذرة إلى فن الباليه والرقص الشعبى.. وروسيا المعاصرة إحدى الدول الكبرى التى تستطيع أن تقول “لا” للولايات المتحدة الأمريكية وأوقفت حلف الناتو عند حدوده فى أوكرانيا بصدام عسكرى خشن، وهددت أوربا فى إمدادات الغاز وبنت لإيران برنامجها النووى، ومع الصين ودول وسط آسيا تعمل روسيا على تكوين حلف قوى يحمى مصالحها الحيوية.
ومصر بحاجة لتحديث القلاع الصناعية التى أقامها عبدالناصر وبحاجة لمساعدة فى برنامجها النووى السلمى وبرنامجها الفضائى مساعدة تقنية لاغنى عنها وبحاجة لزيادة حجم التبادل التجارى مع روسيا والصين وزيادة أعداد السياح الروس إلى مصر. فضلاً عن أن استحضار روسيا بقوة في مشاكل المنطقة وحروبها الراهنة سيعمل على تحقيق التوازن مع القطب الأمريكى وسيكون أحد مفاتيح الحل خاصة بعد اتفاق إيران النووى.
خلاصة القول مصر المعاصرة المقبلة على البناء والتعمير تحتاج إلى روسيا وروسيا القطب الشمالى الكبير بحاجة إلى ثقل مصر لحل ملفات معقدة فى سوريا واليمن والعراق وهو دور قادرة عليه مصر لتتفرغ المنطقة للبناء بدلا من التدمير الذاتى للحاضر والمستقبل.
كتب : صلاح البيلى