د. هبة سعد الدين,
كيف تتجاوز المعتاد بغير المعتاد؟ وهل تصعد نحو الصدارة بذلك؟؟ ربما لم فى حسبان فريق فيلم "الحريفة" الملايين التى حصدوها فى شباك التذاكر سريعا نحو الصدارة ،وكذلك فيلم "الرحلة 404" الذى صعد سريعا نحو المركز الثانى رغم تجاوز التجربتين الخلطة المعتادة والثابتة لحصد الملايين ؛ حيث بعض الخناقات وكثير من الضحكات تختلط بمساحة من الحب ؛ ورغم ذلك استطاعا النجاة.
قد يكون اسم هانى خليفة كمخرج لفيلم الرحلة يعيد للأذهان تجربته الأولى فى "سهر الليالى" الذى صنع حالة خاصة بكل تفاصيلها ؛ لكن "الرحلة" التجربة السينمائية الأولى فى الكتابة لمحمد رجاء رغم نجاحه فى الدراما التليفزيونية ، وهى كذلك تختلف من حيث التفاصيل التى اعتادتها الافلام السينمائية ؛ خاصة فى ظل الظروف غير المعتادة التى نعيشها، ولكن ماذا عن "الحريفة" ؟؟؟ فهى التجربة الأولى لمخرجه إياد صالح وكاتبه رؤوف السيد وفريق ربما يصعب أن يجتمع خلف فكرة أخرى!! ولكن صدارته المستمرة والملايين التى تتزايد لفيلم جاء بتشكيلة "لعيبة" مختلفة تبحث عن سينماها بخطواتها الاولى نحو النجومية تحمل الكثير من التحديات ، فهل كانت كلمة السر "الحريفة" بكل ما تعنيه من ملامح شعبية تخاطب طبقة وفكرة وأسلوب حياة؟؟ وكرة القدم التى جمعت كل هؤلاء؟؟ ربما لو كان اسمه "كابتن ماجد" كما كان مقررا ؛ كان سيختلف عما أصبح عليه!!
لذلك تطرح خصوصية التجربتين المزيد من التساؤلات ، فهل نكون أمام نجاح عابر غير متوقع؟؟ خاصة أنه بمنطق الأرقام حقق الكثير ولايزال أمامهما الأسابيع ؛ أم يمكنهما أن يصنعا نقطة فاصلة فى اختيار الأفكار والمعالجات ؟؟ ولم لا يجعلا النجوم يفكرون خارج المعتاد؟؟ وماذا عن الأسماء الجديدة؟؟؟ هل يمنحها ذلك مساحات أكبر فى كل شىء؟؟ كل تلك التساؤلات وغيرها لاتزال قابلة للتطوير والتفكير وربما التنفيذ والمشاهدة فى دور العرض.
نجاح فيلم "مختلف" بصورة منفردة ربما لايطرح التفكير بذات الدرجة التى نراها هذه المرة مع تجربتين تتعدد عناصرهما "الاختلافية" بصورة تأتى بأفكار وأسماء لاتحمل البريق الحاصد للملايين ، هذه هى المرة الأولى التى نحن فى احتياج لزيادة وتيرة ضخ أسماء جديدة ودماء تغير واقع السينما المصرية التى شهدت هذا العام ازديادا ملحوظا فى العدد ، وتنوع بعض التجارب التى اثبت حتى الآن اثنان منها التفوق ، فهل ذلك يجعلنا ننتظر المزيد؟؟.