كتب ملاذ الحكيم:
شهد سعر صرف الدولار اليوم السبت 25 فبراير 2017 تراجعًا كبيرًا، مواصلًا رحلته للهبوط، وانخفض إلى أقل من 16 جنيهًا في بعض البنوك، فيما سجل انخفاضًا بنسب قريبة في البنوك الخمسة الكبرى في مصر خلال تعاملات اليوم، وسجلت شركات الصرافة والبنوك حالة إقبال شديدة من جانب المواطنين لبيع الدولار.
ومن جانبه، قال الدكتور عبد المطلب عبد الحميد رئيس مركز الدراسات الإقتصادية بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية أن أهم أحد أسباب انخفاض السعر الدولاري أمام الجنيه المصري في الفترة الأخيرة هو تراجع السوق السوداء للدولار، حيث أصبحت شركات الصرافة والبنوك هي اللاعب الرئيس في سوق صرف العملة الأجنبية.
وأضاف عبد المطلب في تصريح خاص لـ"الهلال اليوم" أن الطلب على الدولار في مصر يتراجع خلال يناير وفبراير سنويًا، تزامنًا مع مواسم الإجازات في الغرب والصين، وتوفير العملة الصعبة لصالح العملاء، مشدداً على أن آليات السوق هي التي تتحكم في الأمر، وفي حال عدم قدرة البنوك على توفير الدولار، سيعود الربيع مجددًا للظهور في السوق السوداء.
وأضاف أن السبب الرئيسي أيضاً في انخافض الدولار هو النجاح في إصدار السندات الدولية والتغطية الكبيرة لهذه السندات وحجم الاستثمار في أدوات الدين المحلي وزيادة الثقة في الاقتصاد المصري وتحويل عدد من المواطنين ما لديهم من أرصدة نقدية للجنيه المصري، منوهاً على حدوث ارتفاع في تحويلات المصريين من الخارج نسبته 15% أي ما يقرب من 3.3 مليار دولار.
وأشار إلى أنه منذ تحرير سعر الصرف في نوفمبر وصولًا إلى ديسمبر، إضافةً إلى طرح السندات المصرية الدولارية في السوق الدولي بقيمة 4 مليار دولار، ما أدى إلى ارتفاع الاحتياطي الدولاري في البنك المركزي.
وأكد على أن الاحتياطي الدولاري صعد من 24.4 مليار دولار، إلى نحو 26.3 مليار دولار، ما أصاب بعض المضاربين بالقلق، ما جعلهم يتخلصوا من الدولارات التي بحوزتهم، حتى أن بعض البنوك رفضت شراء الدولارات حتى ينخفض سعره أكثر، إضافةً إلى رفع لحظر السفر من بعض الدول الأوربية إلى المقاصد السياحية في مصر.
واستدرك أن أحد أسباب تهاوي سعر الدولار في مصر هو توفير البنوك نحو 7.5 مليار دولار لطلبات الاستيراد خلال شهرين بعد "تعويم" الجنيه.
وأرجع عبد المطلب سبب ارتفاع الدولار مرة أخرى لعدم اعتماد البنوك على توفير العملة الأجنبية للمستوردين، بالإضافة إلي زيادة الطلب من جانب الصناع المصريين لشراء مدخلات الإنتاج، وزيادة المضاربات من جانب حائزي الدولار.