بالبلدي.. أسرار الحرم المكي
هنا تخشع القلوب، وتفرج الهموم، وتنتهى الأحزان.. هنا يستجيب الله الدعوات، وتتنزل الرحمات، ويتقرب العباد الى رب السماوات.. هنا يلبى الجميع نداء ربهم.. هنا الحرم المكي، الصلاة فيه بمائة الف صلاة، روحانيات وتجليات ودعوات لا تنقطع.. يأتوه الناس من كل فج عميق، اختلفت الجنسيات والأشكال لكن الديانة واحدة، الكل جاء طمعا فى المغفرة والثواب، والطواف حول الكعبة المشرفة، التى لها أسرار وروايات، والمتعلق بها محاط بالنفحات.. الوضع هنا يا صديقى يختلف، فلا رئيس ولا وزير ولا خفير، الكل سواء أمام عتبة الله.. اذا كنت مهموما وتستطيع فلا تتردد فى الذهاب، واذا كانت لك حاجة فاعقد النية لتقف على الأبواب.. فمن منا لا يشتاق لزيارتها فهى قبلة المسلمين، وملاذ العاشقين، وملجأ التائبين.. وانا يا صديقى لا اخفيك سرا، فمجرد ان وطأت قدماى أرض الحرم، كنت محظوظا بمقابلة عم منير، هذا الرجل السعودي، الذى لا تفارق الإبتسامة وجهه، ويعرف القاهرة اكثر منى، ويحمل لها حبا كبيرا.. عمى منير من حبه لمصر، غالبية من يعمل معه مصريين، سواء فى "أسرار التيسير أو أسرار الغربية أو أسرار المحبس أو أسرار الغربية أجياد".. اذا جلست معه لا تشعر بالملل لخفة دمه وكرمه وثقافته.. يستقبل ضيوف الرحمن على مدار العام ويسافر الى القاهرة كثيرا، يحب الجلوس فى وسط البلد مع أصدقاءه القدامى.. يفهم لغة الآخرين سريعا.. تقابلت معه فى العمرة السابقة من أربعة أشهر تقريبا، وصارت صداقة طيبة بيننا.. دائم السؤال ومحب للخير، وناصح امين.. وأكرمنى الله بالعودة لأداء مناسك العمرة منذ يومين، كانت الخامسة فجرا تقريبا، نزلت "أسرار الغربية"، ولا احدثكم عن حسن الاستقبال والمعاملة الراقية وسرعة الإجراءات والخدمات حتى انهيت العمرة.. وهذا ليس عجبا، فالسعودية الشقيقة نحمل لها فى قلوبنا حبا، منذ فجر الإسلام وحتى قيام الساعة، والأمر نفسه مع الأشقاء السعوديين.. وفى كل الأزمنة، قضيتنا واحدة وقبلتنا واحدة وبيننا وبينهم نسبا وصهرا.