يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق المنظومة الصحية في قطاع غزة، ضاربًا بكل المواثيق والقوانين الدولية التي تجعل منها خطوطًا حمراء عرض الحائط.

وأفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأحد، بخروج مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة عن الخدمة بعد حصار إسرائيلي استمر أكثر من أسبوع أعقبته غارات مستمرة.

وأشارت المنظمة، إلى أن جيش الاحتلال لم يسمح لفريقها بدخول المشفى لتقييم أوضاع المرضى والاحتياجات الطبية.

وأردفت، بأن نحو 200 مريض موجودون بمستشفى ناصر، منهم 20 مريضًا يحتاجون للإحالة الطارئة إلى مستشفيات أخرى.

بالتوازي مع ذلك، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، أن الاحتلال استهدف بالقصف المدفعي الطابق الثالث من مستشفى الأمل بخان يونس جنوب قطاع غزة. 

ويتعرض مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر منذ أسابيع لاستهدافات متكررة من الاحتلال أدت إلى استشهاد عشرات المواطنين من المرضى والنازحين.

فيما يواصل جيش الاحتلال حصار مستشفى الأمل في خان يونس واستهدافه لليوم الـ27 على التوالي، ومنذ أسبوعين تتمركز دبابات الاحتلال أمام مبنى المستشفى.

ويمنع الاحتلال وصول الإمدادات الغدائية والطبية والوقود إلى المستشفى، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية وبتوقف العمل داخله، بالتزامن مع تواصل إطلاق النار باتجاهه على مدار الساعة، ما يحد من حركة الطواقم داخل المستشفى ويعرض حياة المرضى والطواقم للخطر الشديد.

ويتعمد الاحتلال الاستهداف المباشر للمنظومة الصحية، حيث أدى العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى تدمير 150 موسسة صحية و 126 سيارة إسعاف، إلى جانب خروج 30 مستشفى و53 مركز رعاية أولية عن الخدمة، فيما أدت المجازر الإسرائيلية إلى استشهاد 340 كادرًا صحيًا، فضلًا عن اعتقال 99 آخرين.

حماية القانون الدولي

ويوفر القانون الدولي حماية عامة للمواقع المدنية، وحماية خاصة للمرافق الصحية، وطبقًا لاتفاقية جنيف الرابعة، لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية التي تقدم الرعاية للجرحى والمرضى والعجائز والنساء، حيث يوجب القانون احترام هذه المستشفيات وحمايتها.

وتؤكد الاتفاقية، على عدم جواز وقف الحماية الواجبة للمستشفيات المدنية، كما تؤكد اتفاقيات جنيف الأربع جميع الأطراف بجمع الجرحى والمرضى والعناية بهم.

وبالنظر إلى النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن تعمد توجيه هجمات ضد المستشفيات وأماكن تجمع الأفراد والجرحى يعتبر جريمة حرب.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة راح ضحيتها 28.858 شهيد، بالإضافة إلى إصابة 68.677 بجراح مختلفة، جلهم من النساء والأطفال.