رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد وفاته بالسجن.. هل تم اغتيال أكبر معارضي بوتين؟

19-2-2024 | 13:28


د. نبيل رشوان

لم يكن أحد يتوقع وفاة رئيس صندوق مكافحة الفساد فى روسيا  نافالني فى السجن في هذا الوقت بالذات، فقد كان قبل الوفاة بيومين فى المحكمة عبر الفيديو كونفرنس وكان يبدو بحالة صحية جيدة ولم يشك من أى أمراض، ولم لا وهو شخصية مرصودة والعالم الغربي كله مهتم بوجود نافالني كأحد الشخصيات الروسية الليبرالية المعارضة للرئيس بوتين خاصة فى هذا الوقت حيث تخوض روسيا حرباً باردة مع الغرب، وعملية عسكرية فى أوكرانيا مستمرة لمدة عامين.

أثارت وفاة نافالني المفاجئة ردود فعل فى دول العالم الغربي على أعلى مستوى لدرجة أن الرئيس بايدن بنفسه خرج ليعلق على وفاته، ويحمل الرئيس بوتين المسئولية، والرئيس الأوكراني أثناء خطابه فى مؤتمر الأمن بميونيخ أتهم الرئيس الروسي صراحة بقتل السيد نافالني، على أي حال هذه مجرد اتهامات عارية من الصحة والتحقيق والطب الشرعي هم من بيدهم إثبات ذلك، لكن حتى الآن لم تتسلم أسرة نافالني جثمانه.

كان قد سرت إشاعات فى الفترة الأخيرة أن روسيا قد تقوم بمبادلة نافالني ببعض الأشخاص المحكومين لدى بعض الدول الغربية، إلا أن هذه الإشاعات لم تجد ما يؤكدها. لكن الذي لا شك فيه أن وفاة نافالني سيكون لها تأثير على علاقة الغرب بروسيا، خاصة وأن رفاق نافالني كلهم مجمعون على مسألة الاغتيال، وربما كان من الأفضل للحكومة الروسية أن تخضع الجثمان للطب الشرعي لقطع الشك باليقين واستجلاء الحقيقة، حتى لو اقتضى الأمر استدعاء خبراء من الخارج ولا تفعل كما حدث مع حالة التسمم التي تعرض لها وسمحوا له بالعلاج فى ألمانيا رغم أنه كان محكوماً عليه مع إيقاف التنفيذ في قضية فساد، حيث قضى فى ألمانيا للعلاج خمسة أشهر فتم تنفيذ الحكم الصادر ضدة بتسع سنوات ثم حوكم أثناء وجوده فى السجن وحكم عليخ بتسعة عشر عاماً بتهمة إنشاء منظمة متطرفة، أى أنه كان سيقضي حياته فى السجن ولم تكن هناك حاجة للقتل.

كان نافالني قد منع من الترشح للرئاسة من قبل، وترشح لمنصب عمدة موسكو وحصل على المركز الثاني، ولم يحقق السيد نافالني أى مجد سياسي يرفعه لمستوى مناس للرئيس بوتين الذى يتمتع بشعبية تصل إلى ما يقرب من 80%، ولا أتصور أن من مصلحة الرئيس الروسي أن النظام فى موسكو فى التخلص من السيد نافالني، لكن الغرب أطلق شرارة الاغتيال وتلقفتها وسائل إعلامه وسيكون على روسيا بذل جهوداً كبيرة للتخلص من هكذا إشاعات.   

يعتبر نافالني ممن يتبنون الفكر الليبرالي الغربي ويتهم الحكومة الحالية فى روسيا بالفساد وهو يلقى تشجيع ودعم غربي كبيرين، وطالب البعض بأن تستمر زوجته يوليا فى استكمال مسيرته المعارضة ، لكن لا شك سيكون لوفاة نافالني تأثير خاصة وأنها تأتي عشية الانتخابات الروسية التى يحاول الغرب من خلال هذه الوفاة شيطنة الرئيس الروسي وتصويره على أنه "قاتل" دون أي سند أو دليل مقنع.

ليس فى يد الغرب أي شئ سوى تشديد العقوبات وقد يستغلها الديموقراطيون فى واشنطن لتخطي عدم موافقة الجمهوريين على المساعدات لأوكرانيا أو أن يسرع الأوروبيون من دعمهم لكييف، على أعتبار أن النظام فى روسيا يقتل المعارضين، يأتي هذا فى الوقت الذي سيطرت فيه القوات الروسية على مدينة أفدييفكا فى شرق البلاد، وقد تتقدم للسيطرة على مواقع جديدة والقوات الأوكرانية سنقصها الذخيرة والأفراد.