تجهل بعض الأمهات مدى أهمية تحفيز طفلها وتعزيز سلوكه الايجابي، وتعتقد أن عنصر المكافأة والحافز ليس ذو أهمية كبيرة في حياة الصغير، ولذلك نوضح في السطور التالية مدى أهمية التحفيز الايجابي والسلبي للأبناء، وتأثيره نفسياً على سلوكياتهم....
من جهتها أكدت الدكتورة عائشة حسن مستشارة سلوكية وتربوية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن من أهم الأشياء التي يجب زرعها في عقول أي طفل، والتي تساعده على الشغف والطاقة لانجاز وتحقيق كل شيء في الحياة، هي الحافز والمعززات، سواء الايجابية أو السلبية، ولذلك على كل أم أن تعي أهمية تلك الدوافع، والتي منها ما يلي:
- الحوافز الخارجية، وهي التي تعتمد عليها معظم الأمهات في طريقة نشأتها وتربيتها للطفل، بحيث تعزز سلوكه بربطه بأشياء تجلبها له، أي " كل فعل جيد يقوم به الصغير، يواجه بهدية أو حافز له"، ولكن تلك الطريقة لا يجب الاعتماد عليها كلياً وترك المعززات الداخلية، لأن التحفيز الخارجي يجعل الابن يتوقف عن فعل أي شيء دون مقابل له.
- الحوافز الداخلي، وهو الأهم في تربية الطفل، لأنه لا يعتمد على مقابل للفعل الايجابي، بل ننمى من خلاله الفعل الصحيح عند الطفل ونجعله يفعله دون انتظار مكافأة، بل يستمتع بعمله، وذلك عن طريق:
- أن يكون الوالدين قدوة في التربية، من خلال أن يجدهم الصغير يقومون بفعل كل شيء صحيح دون انتظار مصلحة.
- أعزز لدى الطفل مدى السعادة التي تعود عليه عند فعل السلوك الايجابي.
- تنمية الثقة بالنفس لدى الصغير، وتعليمه كيفية استغلال موارده لبناء شخصيته ونجاحه.
- أن يربى الصغير على الاعتماد على النفس وليس على الأهل والآخرين، من خلال إعطاءه بعض المهام وتركه ليفعلها بنفسه.
- أن نزرع لديه حب الانتماء لمجتمعه وبيئته المحيطة من الأصدقاء، وكيفية تقدير الغير، من خلال احترام الآخرين وتعزيز العلاقات الايجابية معهم، وربطها بفعل القويم.
- أن ننمي لديه المنافسة الشريفة القائمة على الجهد والتحديات، وليس الحقد والمقارنة.
وأضافت المستشارة السلوكية والتربوية، أنه هناك نوعين من التحفيز الايجابي والسلبي، الأول هو أنه عندما يقوم الطفل بفعل سلوك محبب يتكافأ الأم ببعض الهدايا أو النقود أو ما يتمناه، مما يجعله يعزز لديه ذلك الفعل ويفضل عمله مرة وأخرى، أما التحفيز السلبي وهو مخالف لمفهوم العقاب، حيث يعني إزالة سلوك غير مرغوب فيه بطريقة محببة مما يقوي الفعل الجيد، مثل منع الطفل من وضع إصبعه في فمه عن طريق وضع حامض أو ليمون عليه، مما ينفر الصغير من تلك العادة، أما العقاب فهو الإيقاف الإجباري للسلوك الغير محبب، وأكملت أنه هناك ما يسمى بالمعززات المعنوية والمادية، حيث أن الأولى تتبلور في الأشياء التي تشترى مثل الهدايا، أما المعنوية وهي الأفضل مثل احتضان الطفل وتشجيعه والإثناء عليه.