في حوار نادر.. يوسف فخر الدين يتحدث عن أسرته
في ذكرى مولد يوسف فخر الدين نجم السينما في القرن الماضي وهو شقيق الفنانة مريم فخر الدين، وقدم عبر مسيرته عددا من الأدوار الناجحة من بينها فيلم حماتي ملاك والبنات والصيف واحنا التلامذة وبين الأطلال، وتوفي في 27 ديسمبر 2002 عن عمر يناهز 67 سنة.
نقدم لكم حوار له مع مجلة الكواكب وهو يحكي عن كيف بدأ في مسيرته الفنية و حياته مع أسرته وعلاقته بأمه وشقيقته.
منذ عدة أعوام مضت سكنت عائلة صغيرة في إحدى الشقق بالجيزة، كان الزوج مصريًا والزوجة أجنبية جميلة، وأنجبت الزوجة الجميلة بنتا وأسمتها «مريم» ثم بعـدها بسنوات قليلة انجبت ولدا وأسمته «يوسف»، وكبرت «مريم» وأصبح جمالها يدير الرؤوس كلما مرت أمام الناس، وأشار صديق للعائلة عليهم بأن تتقدم ابنتهم لمسابقة «فتاة الغلاف» التي أعلنت عنهـا مجلة «الإيماج» ودخلت الصبية «مريم» المسابقة، وانتخبت فتاتا للغلاف ولم تكد صورتها تظهر على صفحات المجلات، حتى دق باب العائلة الصغيرة منتج سينمائي أعجبه في مريم جمالها ووجهها المليح المضيء، كان المنتج هو عبده نصر، ولم يخرج من منزل العائلة ومعه عقد اتفاق بأن تقوم مريم بدور البطولة في فيلم «ليلة غرام» الذي أخدت قصته من قصة «لقيطة» ونجح الفيلم، ونجحت مريم وأصبحت نجمة سينمائية.
نبوءة ((عز))
من نفس الشقة التي خرجت منها مريم ممثلة ومنتجة، خرج يوسف، ولكن قصة يوسف مع السينما، تختلف تمامًا عن قصة مريم فلم يكن يوسف يطمع في أن يصبح نجما سينمائيًا، ولكن يبدو أن نبوءة «عز الدين ذو الفقار» التي تنبأها ليوسف عندما كان صبيا صغيرًا، قد تحققت.
فقد حدث منذ سنوات، أن كان عز الدين في الإسكندرية، وهناك رأى يوسف على البلاج، وكان يوسف في الخامسة عشرة من عمرة، وقال له : «اهو بعد كام سنة يا يوسف ستصبح نجما سينمائيًا ممتازًا».
ومرت السنوات، وكبر يوسف، وفي العام الماضي، قررت مریم أن تستعين بمواهب يوسف في أول انتاج لها، فقدمته في فيلمها «أجازة غرامية»، وعندما عرضت عليه مريم العمل معها في الفيلم قال لها بالحرف الواحد : «لكن انأ معرفش أمثل، «ولم امثل قبل ذلك»!.
ولكن محمود ذو الفقار زوج مريم، ومخرج أفلامها رد عليه قائلًا:
«إن الدور الذي ستمثله في الفيلم، هو نفس الدور الذي تعيش فيه في واقع الحياة. سيكون دورك هو دور شقيق مريم، وما عليك إلا أن انك تطبق الدور على حياتك مع مريم في المنزل، وعلى ذلك فانا واثق من ستستطيع القيام بالدور تمامًا، وقبل يوسف الدور، ومثله ونجح وقام بعده بأكثر من دور أثبت تفوقه.
والدتي زعلانة !
وكانت والدته تشاركنا الحديث فقلت لها :
• هل انت راضية عن نزول يوسف الى ميدان التمثيل ؟
فابتسمت وقالت :
ـ لا انا غير راضية من جهة كنت افضل اولا ان ينتهى من دراسته الجامعية ، ثم بعد ذلك يستطيع ان يسلك الطريق الذي يرتضيه ، ناحية أخرى ، فانني لا ارضى ان اظل في المنزل وحدى طول اليوم ، فبعد خروج مريم لم يعد معي في المنزل الا يوسف ، فكان سلوتي في وحدتي ، ملشان كده زعلانة ولكنه اليوم يخرج من الفجر ولا يعود لي الا بعد منتصف الليل ، وانا علشان كدة زعلانة
فابتسم يوسف وقال موجها حديثه لوالدته :
معلهش ياماما ايه رأيك ما تبقى تيجى معايا تسلى نفسك
وسألت يوسف :
• كم عمرك ؟
فقال :
ـ انا من مواليد 3 سبتمبر ١٩٣٦ ، دخلت المدرسة الالمانية بباب اللوق
انا ومريم في سنة واحدة ، ثم خرجت مريم من المدرسة لتصبح ممثلة زوجة ولم تعد للمدرسة مرة أخرى ، وخرجت انا كذلك لالتحق بمدرسة الفرير ، وحصلت منها على الشهادة التوجيهية ، واحب ان انوه هنا بشيء فلقد كنت التاسع على القطر في امتحان التوجيهية ، وذلك لأؤكد لك أن سبب رسوبي في العام الماضي لم يكن بسبب « المخ المقفول » ، بل بسبب فیلم « حب من نار » ، فلم يكن من المعقول ، ان احضر من بور سعيد لاؤدى الامتحان في الصباح واعود لبور سعيد مرة اخرى
فعدت اقول له :
• کم تقاضيت عن دورك الاول ؟
فابتسم وقال :
وده معقول ، هوه الضفر يطلع من اللحم ، وحياتك ببلاش لغاية النهاردة ، اللهم الا بقشيش ثمن الملابس وغيره ، ياسيدي ما تدققش على حكاية الفلوس ، لسه بدرى بس الواحد يمشى
فقلت :
مكسوف من شادية !
• وكيف وجدت العمل في السينما ؟
فقال :
ـ انا اسميه « التعب اللذيذ » ، فالعمل في السينما شاق ومرهق ، الا انه لذيذ ، لذيد عندما ينسى المرء نفسه وشخصيته ، ويعيش في شخصية جديدة ، ويتخلى تماما عن شخصيته في الحياة ، لذيذ عندما يشخط المخرج وينطر في الممثل ليؤدي الدور مضبوطا ، لذيذ بعد أن ينتهي المرءالتمثيل ، ويذهب ليشاهد ما قدمه على الشاشة ، وليسمع حكم الجمهور عليه ، لذيذ عندما يجني الممثل ثمرة تعبه بالنجاح
فعدت اقول :
•على ما اعتقد انك قبلت شادية في الفيلم ، فماذا كان شعورك وانتتؤدي هذه اللقطة ؟
فابتسم وقال:
اقول لك الحق ، لقد فكرت كثيرا ان اطلب من المخرج ان يعفيني من هذه القبلة ، فلم اكن اتصور ان يجيء اليوم الذي اقف فيه امام شادية، واقبلها ، كان هذا بمثابة العبء الثقيل على ظهري ، كنت اخشى ان افشل في غمرة الكسوف والاحراج ، ولكني وجدت تشجيعا من كل الموجودين وقت التمثيل ، ووجدت تشجيعا اكبر من الفنانة شادية واحب ان اقول ، اننی ظللت ثلاثة ايام اقوم بتمثيل قبلة مع تمثال « حریمی » في منزلي ، حتى استطيع اتقان القبلة ، فبصراحة لم أعش في قبلة على الشفايف من قبل ، ولما حان الموعد المطلوب لتقبيل شادية ، جمعت كل شجاعتي وتصورت انني اعرف شادية منذ عهد بعيد . وانها فعلا كانت تعيش في غرام معى منذ الطفولة وانه قد سبق لي وقبلتها ، ونجحت اللقطة وفزت بالتهنئة ، ومرت الازمة ولكن بعد اخذت كثيرا من اعصابي وعرقي ، عرق الخجل
فعدت اسأل :
• هل قبلتها « لذيذة » ؟
فضحك وقال :
- كان هذا تمثيلا
ممنوع التقليد !
•هل تحاول ان تقلد ممثلا معينا ؟
ابدا لم اكن قد مثلت من قبل ، وعندما نزلت الى الميدان ، كان ذهنی من تقليد ممثل معين ، وقمت بدوري على الوجه الذي طلبه مني المخرج ، وعلى هذا لم اقلد احدا ولا انوى ذلك ثم هناك امرا اود ان لا يحدث معي ،فانا ضد التخصص في تمثيل دور معين واتمنى ان تسند الى ادوار مختلفة ، أدوار الشر ، والفكاهة والدراما ، واعتقد انه بامكانی اليوم ان أؤديها
و كان سؤالي الاخير:
• وما هي امنيتك في الحياة ؟
ان احصل على بكالوريوس التجارة اولا ، وبعد ذلك اسير في الطريق الذي رسمته لنفسي - ميدان الحياة الحرة - واتمنى الصحة والستر وأن يحفظ الله لي والدتي وشقيقتي