رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حكايات على ألسنة الحيوانات «كليلة ودمنة» (10-30)| قصة «الرجل والقوس»

10-3-2025 | 11:16


كليلة ودمنة

فاطمة الزهراء حمدي

يُعَدُّ كتاب «كليلة ودمنة» من أشهر الكتب العالمية التي تحمل بين طياتها عالماً واسعًا من الحكايات والحكم. يضم الكتاب مجموعة متنوعة من القصص التي ترجمها عبد الله بن المقفع من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية في العصر العباسي، وتحديدًا في القرن الثاني الهجري، مضيفًا إليها أسلوبه الأدبي المميز. ويُجمِع العديد من الباحثين على أن أصل الكتاب يعود إلى التراث الهندي، حيث تُرجم في البداية إلى الفارسية، ثم نقله ابن المقفع إلى العربية بأسلوبٍ راقٍ ومبدع.

يُروى أن سبب تأليف «كليلة ودمنة» يعود إلى رغبة ملك هندي يُدعى دبشليم في تعلم الحكمة بأسلوب مشوّق ومسلٍ، فطلب من حكيمه بيدبا أن يضع له هذا الكتاب، فجاءت الحكايات في قالبٍ أدبي رائع استخدم فيه بيدبا أسلوب الحكايات على لسان الحيوانات، لتقديم دروسٍ أخلاقية وحِكَمٍ إنسانية خالدة.

أصبحت النسخة العربية من «كليلة ودمنة» محطةً هامةً في تاريخ الأدب، حيث أسهمت بشكل كبير في انتشار الكتاب وترجمته إلى العديد من لغات العالم. ويصنّفه النقاد العرب القدامى ضمن الطبقة الأولى من كتب الأدب العربي، ويعدونه واحدًا من أبرز أربعة كتب مميزة. يتألف الكتاب من خمسة فصول تحتوي على خمسة عشر بابًا رئيسيًا، تتناول قصصًا تراثية تعكس تجارب البشر من خلال حواراتٍ شيقة على ألسنة الحيوانات.

تُقدّم بوابة «دار الهلال» لقرائها طوال شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ حكاياتٍ يومية من كتاب «كليلة ودمنة»، في إطار سلسلةٍ مميزة تستعيد من خلالها عبق التراث الأدبي. وتُقدَّم اليوم قصة بعنوان « الرجل والقوس »، لتستمر الرحلة الممتعة مع عالم الحكايات والحكمة.

وجاء بالقصة: زعموا أنه خرج ذات يوم رجل قانص، و معه قوسه و نشابُه، لم يجاوز غير بعيد حتى رمى ظبيا، فحمله و رجع طالبا منزله، فاعترضه خنزير بريَ، فرماه بنشابة، نفذت فيه، فأدركه الخنزير و ضربه بأنيابه ضربة أطارت من يده القوس ووقعا ميتين.

فأتى عليهم ذئب فقال: هذا الرجل و الظبي والخنزير يكفيني أكلهم مدة، و لكن أبدأ بهذا الوتر فآكله فيكون قوت يومي وادَخر الباقي إلى غد فما وراءه، فعالج الوتر حتى قطعه، فلما انقطع طارت سَية، القوس فضربت حلقه فمات، و يضرب هذا المثل في الجمع و الادخار و سوء عاقبته.