تحدثت وثائق عبرية عن سياسة اليوم التالي للحرب في غزة، حيث أظهرت توجه إسرائيلي إلى الاحتفاظ بحرية العمل في كامل القطاع، دون حد زمني بهدف منع تجدد العمليات وإحباط التهديدات القادمة منه.
حرب غزة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدم للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) وثيقة مبادئ تتعلق بسياسة اليوم التالي لحرب غزة.
وتتضمن وثيقة نتنياهو احتفاظ إسرائيل بحرية العمل في كامل قطاع غزة دون حد زمني، بالإضافة إلى إقامة منطقة أمنية في القطاع متاخمة للبلدات الإسرائيلية، بحسب ما ذكرة الهيئة، التي أضافت بأن الوثيقة تنص كذلك على إبقاء إسرائيل على الإغلاق الجنوبي على الحدود بين غزة ومصر.
كما تنص على أن إسرائيل ستعمل على إنها وجود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حيث تدعي إسرائيل ضلوع عناصرها في عملية طوفان الأقصى، التي شنتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، على تحل محلها وكالات إغاثة دولية أخرى.
وأشارت الهيئة، إلى أن وزراء المجلس الوزاري الأمني المصغر لم يصوتوا بالموافقة على وثيقة نتنياهو.
فيما أكدت تقارير أن الوثيقة تؤكد على رفض "الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، ولن يتم التوصل إلى مثل هذا الترتيب إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة".
وستواصل إسرائيل معارضتها للاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد بموجب الوثيقة التي تقول إن مجيء مثل هذا الاعتراف بعد أحداث السابع من أكتوبر، من شأنه أن "يمنع أي تسوية سلمية في المستقبل".
في غضون ذلك، قال موقع أكسيوس الإخباري، إن نتنياهو يريد أيضًا تنفيذ خطة لما يسميه "اجتثاث التطرف" في جميع المؤسسات الدينية والتعليمية والرعاية الاجتماعية في قطاع غزة.
ووفقا للموقع، سيتم تنفيذ هذه الخطة "بقدر الإمكان بمشاركة ومساعدة الدول العربية التي لديها خبرة في تعزيز مكافحة التطرف على أراضيها"، وفق تعبيره.
ولا تحدد الوثيقة بوضوح من يتصور نتنياهو أن يحكم غزة بعد الحرب، لكنها تقول إن "عناصر محلية ذات خبرة إدارية" ستكون مسؤولة عن الإدارة المدنية والنظام العام في غزة.
ونقل أكسيوس، عن مساعد لنتنياهو قوله إن الهدف من الوثيقة المطروحة تقديم مبادئ من شأنها أن تحظى بأكبر قدر ممكن من الإجماع.
وتابع المشاورات بمجلس الوزراء الإسرائيلي ستؤدي على الأرجح إلى تغييرات قبل الموافقة على الوثيقة.
وجميع ما سبق يعكس الرؤية الإسرائيلية التي ستعقب انتهاء الحرب في القطاع، وتأتي بعكس الأوضاع الميدانية، إذ فلشت إسرائيل في حسم عمليتها البرية التي تشنها على فصائل المقاومة الفلسطينية، منذ أكتوبر الماضي.
ومنذ ذلك الحين إلى اليوم، تتواصل المعارك الضارية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لم تنقطع إلا على مدى أيام الهدنة السبعة، التي عقدت أواخر نوفمبر الماضي بواسطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، راح ضحيتها 29.410 شهيد، بالإضافة إلى إصابة 69.465 آخرين، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.