زيلينسكي يتعهد بالنصر وبوتين يراهن على الوقت.. هكذا استهل العام الثالث للحرب الروسية الأوكرانية
الكثير من المحطات مرت بها الحرب الروسية الأوكرانية منذ اندلاعها في مثل هذا اليوم من عام 2022، فالحرب التي كان من المفترض أن يحسمها الدب الروسي في أيام، بدء اليوم عامها الثالث.
وفي مستهل العام الثالث للحرب، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حزمة عقوبات جديدة على روسيا وصفت بأنها الأكبر منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وتضمنت إجراءات بحق أكثر من 500 شخص وكيان في دول عديدة.
وتستهدف العقوبات الجديدة، قطاع روسيا المالي والبنية التحتية لصناعاتها الدفاعية وشبكات الإمداد وجهات الالتفاف على العقوبات عبر قارات عدة، وذلك رغم أن الإجراءات التي اعتمدتها واشنطن خلال العامين الماضيين لم تفلح في إيقاف الحرب.
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي أيضاً على الحزمة الـ13 من العقوبات على روسيا، كما اتخذت بريطانيا تدابير بحق أكثر من 50 شخصا وشركة، وأعلنت تسليم شحنات جديدة من الصواريخ إلى أوكرانيا.
في المقابل، قامت روسيا بتوسيع قائمة المسؤولين والسياسيين في الاتحاد الأوروبي الممنوعين من دخول روسيا.
وتشمل تلك القائمة ممثلين لأجهزة إنفاذ القانون والمنظمات التجارية، الذين قدّموا المساعدة العسكرية لأوكرانيا وممثلي المؤسسات الأوروبية المشاركة في محاكمة المسؤولين الروس، وأولئك الذين جمعوا مواد لدعم فكرة مصادرة أصول الدولة الروسية.
بالإضافة إلى ممثلين للمجلس الأوروبي وأعضاء المجالس التشريعية لدول الاتحاد الأوروبي وأعضاء الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذين يدلون على نحو منهجي بتصريحات معادية لروسيا.
النصر والوقت
ومنذ أيام نشرت وكالة "أسوشيتد برس" تقرير يفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يراهن على مسألة الوقت وينتظر حتى يجف الدعم الغربي لأوكرانيا بالتزامن مع احتفاظ موسكو بوجود عسكري ثابت على جبهة القتال في أوكرانيا.
ومع ذلك، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، بأن تهزم أوكرانيا روسيا، حيث قال "نحارب لأجل ذلك منذ 730 يوماً من حياتنا.. سننتصر في أفضل يوم في حياتنا".
وأضاف "أي شخص طبيعي يريد نهاية للحرب، لكن لا أحد منا سيسمح بنهاية أوكرانيا"، مشدداً على أن الحرب ينبغي أن تنتهي بشروطنا مع سلام عادل.
كان ذلك بحضور، قادة دول غربية، وذلك لإظهار التضامن مع أوكرانيا في الذكرى الثانية لحربها مع روسيا.
إذ كان زيلينسكي يتحدث إلى جانب رؤساء وزراء كندا وإيطاليا وبلجيكا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، حيث عانق القادة ومنح أوسمة لجنود خلال المراسم التي أقيمت في فناء مطار جوستوميل بكييف الذي هاجمته قوات روسية بمروحيات في الأيام الأولى للحرب.
إنهاء الحرب
بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لبدء الهجمات الروسية على أوكرانيا، عقد مجلس الأمن جلسة أمس الجمعة، تحدث فيها وزراء خارجية فرنسا، وبريطانيا، وأوكرانيا والمندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ونظيرها الروسي.
وقالت فرنسا، إن روسيا وحدها هي التي تريد الحرب في أوكرانيا، ويمكنها إنهاء الحرب الآن إذا أرادت ذلك، لكنها تفضل عدم القيام بذلك من خلال عدم سحب جنودها من أوكرانيا.
في حين هاجمت بريطانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتهمته بغزو دولة ذات سيادة في الأمم المتحدة، من دون أي سبب مشروع أو تهديد من أوكرانيا، لافتة إلى أن روسيا تقدم مسوغات سخيفة لحربها هذه.
أما وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، فقال "إن اسم روسيا بات مرادفاً للعدوان، وجرائم الحرب والهمجية، ومن خلال العمل الجماعي فقط يمكن وقف المعتدي وإعادة بناء السلام والأمن الدوليين".
فيما قالت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد إن بوتين "يحاول إعادة كتابة التاريخ بالأكاذيب، وبهذه الطريقة، يريد كسر مقاومة الشعب الأوكراني والمجتمع الدولي" مؤكدة على أنه ينبغي عدم السماح بحدوث ذلك.
من الناحية الأخرى، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن "الغرب يواصل ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا"، وادعى أن الحكومة الأوكرانية "تفتقر إلى الاستقلال وفاسدة".
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يدور في فلك الولايات المتحدة، ويواصل دعايته المناهضة لروسيا، ويدفع ثمنا ماليا باهظا للغاية.
الوضع في الميدان
أواخر الأسبوع الماضي، أعلنت روسيا تحقيق مكاسب ميدانية جديدة في شرق أوكرانيا، فيما اتهمتها سلطات كييف باستخدام صواريخ كورية شمالية في هجمات على أهداف مدنية.
وقالت روسيا إن قواتها سيطرت على بوبيدا، وهي قرية صغيرة تقع على مسافة 5 كيلومترات غرب مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا، وقبل ذلك كانت قد أعلنت السيطرة على "أفدييفكا".
هل ستنتهي الحرب؟
في ديسمبر الماضي، عقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤتمريهما الصحفيين السنويين، واستعرضا حصيلة سنة صعبة وحددا أولوياتهما لعام 2024.
وقد أبدى الرئيسان تعارض شديد يظهر أن من المستحيل إنهاء الحرب، دون انتصار أحد الفريقين، إذ أعلن بوتين أن السلام لن يكون ممكنا إلا عندما تتحقق أهداف موسكو، وهي "القضاء على النازية في أوكرانيا ونزع أسلحتها وتحييدها"، مؤكدا أن موسكو وكييف "اتفقتا" على هذه المعايير خلال المفاوضات الأولى في إسطنبول في بداية النزاع، وهي محادثات تم التخلي عنها بعد ذلك.
وقال بوتين "هناك احتمالات أخرى إما التوصل إلى اتفاق أو حل المشكلة بالقوة. وهذا ما سنسعى جاهدين للقيام به".
في حين، أكد زيلينسكي على هدفه المتمثل في استعادة السيطرة على جميع الأراضي التي احتلتها روسيا، ومنها شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وحذر من أن "الإستراتيجية لا يمكن تغييرها".
كما استبعد أي مفاوضات مع موسكو، حيث قال "اليوم الأمر ليس في محله. لا أرى طلبا بهذا المعنى من روسيا. لا أرى ذلك في أفعالها. في الخطاب، لا أرى سوى الوقاحة".