في ذكرى ميلاده.. كيف ودع محمد عفيفي جمهوره بطريقة فكاهية؟
تحل اليوم ذكري ميلاد الكاتب والصحفي المصري محمد عفيفي، وهو كاتب مصري ساخر، ولد في قرية الزوامل بمحافظة الشرقية بمصر، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1943، ودبلوم الصحافة عام 1945، وتزوج في نفس يوم عيد ميلاده عام 1950 من السيدة اعتدال الصافى وأنجب ثلاثة أبناء.
كان عفيفي كاتب خفيف الظل حتى أنه كتب خبر نعيه بنفسه وأوصى بألا ينشر في صفحة الوفيات بالطريقة المحزنة العادية فأراد أن ينشر كخبر خفيف حتي يترك بصمته وحسه الفكاهي حتى بعد ماماته، وكان خبر نعيه كالأتي:
عزيزى القارئ: يؤسفني أن أخطرك بشئ قد يحزنك بعض الشئ وذلك بأننى قد توفيت، وأنا طبعا لا أكتب هذه الكلمة بعد الوفاة (دي صعبة شوية) وإنما أكتبها قبل ذلك، وأوصيت بأن تنشر بعد وفاتي، وذلك لاعتقادي بأن الموت شئ خاص لا يستدعى إزعاج الآخرين بإرسال التلغرافات والتزاحم حول مسجد عمر مكرم حيث تقام عادة ليالى العزاء، وإذا أحزنتك هذه الكلمات، فلا مانع من أن تحزن بعض الشئ، ولكن أرجو ألا تحزن كثيرا.
هكذا ودع عفيفي قراؤه بطريقته الفكاهية تاركًا بسمة على الوجوه حتي بعد وفاته.
ومن أبرز أعماله: تائه في لندن، كان في بنت أسمها مرمر، وكتاب التفاحة والجمجمة، ومجموعته القصصية أنوار، شلة الحرافيش، كما ألف سلسلة مقالات ابتسم من فضلك، فانتازيا فرعونية، سكة سفر، ابتسم للدنيا، ضحكات عابسة، ضحكات صارخة، للكبار فقط، ترانيم في ظل تمارا.
ومن بعض اقتباسات كتبه:
«إذا مات رجل من شدة الجوع فهذا لا يرجع إلى شئ سوى أن رجلاً آخر قد مات في نفس اللحظة من فرط الشبع... !» من كتاب للكبار فقط.
«يسألونك عن الفلاح، قل هو ذلك الذي يشقى لترتاح أنت ويجوع أحيانًا لتشبع ويتعرى لتلبس ويصحو من النجمة لكي تنام أنت إلى الظهيرة ثم تصحو وتشرع - متثائبًا في البحث عن تعريف للفلاح» من كتاب للكبار فقط.
توفي محمد عفيفي يوم 5 ديسمبر 1981 م، بعد صراع مع المرض.