"الجارديان": سكان غزة يحتاجون إلى حلول عملية لأزمتهم الانسانية لا إلى لفتات رمزية
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن سكان قطاع غزة يحتاجون في الوقت الحالي إلى حلول عملية لأزمتهم الإنسانية لا إلى لفتات رمزية، موضحة أن سكان القطاع يعيشون في أقصى الظروف المعيشية نتيجة للحرب بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأشارت الصحيفة في مقال افتتاحي أن سكان غزة يحتضرون بالفعل جراء نقص الغذاء والماء هناك، موضحة أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن المجاعة تسببت في مقتل العديد من الأطفال في شمال غزة. وتسلط الصحيفة الضوء في هذا السياق على تحذيرات الأمم المتحدة أن ما يقرب من ربع سكان القطاع على شفا مجاعة حقيقية.
ويلفت المقال في هذا الصدد إلى قيام الولايات المتحدة بإسقاط مساعدات إنسانية لسكان القطاع جوا الأسبوع الماضي، موضحا أن كميات المساعدات الإنسانية التي تسقطها الطائرات الأمريكية تكاد تفي بالحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين هناك.
وينوه المقال إلى أنه من غرائب الأمور أن الطرف الذي يعيق تقديم الولايات المتحدة للمساعدات الإنسانية في غزة عن طريق البر هو إسرائيل التي تعد الحليف الأقرب لواشنطن والتي تعتمد هي نفسها على الدعم الأمريكي، موضحا أن الإسقاط الجوي للمساعدات لا يعتبر بديلا لتقديم المساعدات عن طريق البر والذي يسمح بمرور أعداد كبيرة من الشاحنات المحملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية.
ويضيف المقال في هذا السياق أنه من الواضح أن الولايات المتحدة تكاد تكون معزولة تماما عن الواقع الأليم الذي يعيشه سكان غزة حيث بلغ عدد ضحايا القصف الإسرائيلي ما يربو على 30 ألف فلسطيني، موضحا أن واشنطن بدأت أخيرا في المطالبة بوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع وفتح المعابر والسماح بتقديم المزيد من المساعدات التي يحتاجها سكان القطاع.
ويوضح المقال أنه كلما طال زمن القصف الإسرائيلي كلما تفاقم الوضع الأمني وكلما زادت حالة الإحباط التي تسود سكان القطاع في الوقت الحالي، لافتا إلى أن مقتل ما يزيد على 100 شخص خلال سعيهم للحصول على مساعدات من إحدى الشاحنات الأسبوع الماضي يستلزم تحقيقا عاجلا .
ويتابع المقال أن هناك حاجة شديدة لفتح المزيد من المعابر والممرات لدخول المساعدات ولاسيما لسكان شمال القطاع، موضحا أن السلطات الإسرائيلية تضع العديد من العراقيل أمام شاحنات المساعدات الإنسانية وتمنع دخول العديد منها.
وتوضح الصحيفة أنه كلما طال أمد الحرب في غزة كلما زادت الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني هناك، مشيرة في نفس الوقت إلى ضرورة استئناف التمويل الدولي الذي تقدمه الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد تعليق ذلك التمويل بسبب ادعاءات إسرائيل بمشاركة بعض موظفي الوكالة في الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي.
وتؤكد الصحيفة في الختام على أهمية ذلك التمويل الدولي للأونروا حيث أن استمرار تقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة بدون الأونروا في الوقت الحالي يعتبر أمر شبه مستحيل.