البرنامج الديني.. «في رحاب الصالحين»(30-6)| أبو الحسن البصري
تستقبل بوابة دار الهلال شهر رمضان المبارك لعام 1446 هجرية بروح من الفرح والاحتفاء، مُعبرةً عن تقديرها لهذه الأيام الفضيلة التي تحمل معها أجواءً من الإيمان والسكينة، وفي إطار ومن منطلق تلك المناسبة الكريمة، تُقدّم لجمهورها البرنامج الدرامي الديني «في رحاب الصالحين»، الذي أصبح موعدًا سنويًا ينتظره الكثيرون بشغف لما يحمله من قيم إيمانية ومعانٍ روحانية سامية، ليظل هذا العمل شاهدًا على أصالة الدراما الدينية وتأثيرها العميق في النفوس.
يُركز البرنامج على سرد قصص مجموعة من عباد الله الصالحين الذين بلغوا أعلى مراتب الإيمان، حيث زادهم الله يقينًا وثباتًا بفضل حبهم العميق لله وثقتهم المطلقة في قدرته وحكمته، يعرض البرنامج سير هؤلاء الصالحين كنماذج يُقتدى بها، ليُلهم المستمعين والمشاهدين على حد سواء، ويُعزز لديهم القيم الإيمانية السامية، مستفيدين من علمهم وتجاربهم وخبراتهم الحياتية.
يتميز «في رحاب الصالحين» بأسلوبه الدرامي الفريد الذي يجمع بين التأثير العاطفي والقيم الدينية العميقة، مما جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب المتابعين على مدار عقود، فقد انطلق هذا البرنامج لأول مرة عبر أثير الإذاعة المصرية منذ أكثر من 30 عامًا، واستمر في تقديم رسالته النبيلة لجمهور واسع من مختلف الأعمار.
ويقدم البرنامج حسن السيد إبراهيم، الذي أبدع في صياغة النصوص بأسلوب أدبي رفيع، والمخرج عصام لطفي الذي أضفى لمسات إخراجية مميزة أظهرت الجوانب الإنسانية والروحانية في القصص المعروضة، كما تألق في بطولته مجموعة من ألمع نجوم الإذاعة، من بينهم عايدة عبد الجواد وحسن عبد الحميد، الذين أبدعوا في تجسيد الشخصيات بإحساس مرهف وأداء درامي مؤثر.
كان يدعا أبو الحسن البصري بـ أبا سعيد، وهو مؤسس المذهب البصري في الزهد، يقوم هذا المذهب بالإعراض عن الدنيا، والإقبال علي الأخره، ومحاسبة النفس أولا بأول، والتفكير في المصير والنهاية خوفا من عذاب النار وطمعا في الجنة، كان مولده في نهاية خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، نشأ بوادي القرى، ثم أقام بالبصرة، مع السيرة الطيبة والخلق الحسن.
عرف أبو الحسن بأنه فقيه ناسك وإمام عصره ، وهو العالم التقي الورع، الزاهد العابد، لا يتحرك لسانه إلا بذكر الله ولا يخفق قلبه إلا بحب الله، وقالوا عنه في كتب التراث، " لو أدركه الصحابة لأحتاجة إلي رأيه"، حيث كان يكثر البكاء من خشية الله، وكان من حسن حظه أن أمه كانت في خدمة لأم سلمة زوجة الرسول صلي الله عليه وسلم، وكانت إذا ذهبت ولدته للسوق وبكي الطفل أبو الحسن أثناء غيابها كانت أم سلمه تقوم بإرضاعة حتي تعود أمه، فرزقه الله الفصاحة وطلاقة اللسان والقدرة علي التأثير في الأخرين.
توفي أبو الحسن البصري عام 110هـ.