حكايات رواها حلمي بكر.. ما قاله عن نجاة (إنفراد)
كنت قد سجلت مع الموسيقار الراحل حلمي بكر، حكايات الفنانين فكانوا عشرة فنانين هم "شادية، ليلي مراد، فايزة أحمد، محمد عبد الوهاب، وردة، صباح، نجاة الصغيرة، محمد رشدي، محرم فؤاد وميادة الحناوي".
تنشر بوابة "دار الهلال" هذه الحلقات الآن بعد رحيل الموسيقار الكبير حلمي بكر، فما الذي قاله عن الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة؟
قال الموسيقار الراحل حلمي بكر، في بداية حديثه عن الفنانة الكبيرة نجاة،: "نجاة منذ طفولتها ولدت نجمة ولذلك سميت نجاة الصغيرة، واستطاعت بعد ذلك أن تستحوذ على دائرة نجوم أعلى ولكنها لم تستطع أن تقفز من خلف اسمها وهو نجاة الصغيرة،"
واستكمل بكر، حديثه قائلاً: "نجوميتها ولدت معها، تنوعها ولجؤها إلى محمد عبد الوهاب، دائماً ثم كمال الطويل، ثم بليغ حمدى، ثم لي ولبعض الملحنين أيضاً أمثال عبد العظيم محمد، كل هذا التنوع هو الذي يفيد المطرب ويزيد من رصيده ويجعله دائماً في القمة"
مقولة مكذوبة لعبد الحليم حافظ عن نجاة
وعن إعتزالها قال حلمي بكر،: "حتي يوم إعتزالها إعتزلت وهي ما زالت في القمة، كان من الطبيعي أن تحدث خلافات مع بعض الملحنين، خلافات مع الفرقة الموسيقية خلافات فى حفل تنفذة أو ترفضه كل هذا وارد جداً، البعض يردد مقوله عن عبد الحليم حافظ، أنه قال (لا أفهم ماذا تقول نجاة عندما تغني) هذه المقولة ما هي إلا لشخص مريض"
ولكن عن صحة هذه المقولة قال: "ليس لها أي أساس من الصحة وعبد الحليم، كان من أذكي الفنانين ربما على الإطلاق، معني أن يقول هذا أنه يعيب في كل من لحن لها هذا أولاً، ثانياً وهو الأهم، عبد الحليم كان يحب نجاة جداً – كصوت بالطبع – وفي إحدي الحفلات الخاصة به أحضر نجاة، تغني معه وفي هذا الحفل الذي أساء بالفعل يومها هي الهندسة الإذاعية وكان هناك بعض الأخطاء الهندسية من "صفارة" على الصوت وغضبت نجاة، من ذلك ولم يكن عبد الحليم، له أي دخل بهذا الموضوع نهائياً،"
واستكمل بكر، حديثه قائلاً: "عبد الحليم، كان يحترم من قبله وبنفس الإحترام لمن جاء بعده بحماية فنه وليس بإهدار فنه"
كيف جأت بداية نجاة
وعن بداية نجاة، قال حلمي بكر، "بداية نجاة، جأت عندما استمع لها الكاتب فكري أباظة، وكانت تؤدي أغنية للراحلة أم كلثوم، وكانت على ما أعتقد "حبيبي يسعد أوقاته" ومن هنا طالب المسئولين بإحتضان ذلك الصوت الملائكي الصغير وكان سنها في ذلك الوقت لم يتعدي الخامسة عشر،"
وعن من ساندها بعد ذلك قال: "الوحيد الذي ساند نجاة، في بدايتها أيضاً هو والدها، فهو الذي شجعها ورعاها وتدربت على أغاني أم كلثوم، منذ صغرها، بعد ذلك تم عمل أغاني خاصة بها فقدم لها مأمون الشناوي، أغنية "أوصفولي الحب" ولحنها محمود الشريف، نجاة لديها كم كبير من الذكاء واستطاعت أن تثقف نفسها باقتحامها عالم المثقفين والأدباء والصحفيين الكبار على رأسهم محمد التابعي وفكري أباظة، الذي أبدي إعجابه بها من أول لحظة وساندها ورغم فارق السن بينها وبين هؤلاء العمالقة إلا أنهم أعتبروها صديقة لهم وقد أغتنمت هذه الفرصة وأصبحت تسألهم عن كل كبيرة وصغيرة،"
وعن تعاملها مع الملحنين قال حلمي بكر،: "تعاملت نجاة، مع معظم عمالقة التلحين في ذلك الوقت والمؤلفين أيضاً، كمال الطويل، يعتبر أكثر ملحن إستطاع أن يصل لأدق التفاصيل في صوت نجاة، ولا أنسي شقيقها الأكبر عز الدين حسني، الذي ساندها في البداية ودربها على الغناء وربما كان ذلك بتكليف من والدهما، على الرغم من الفارق الكبير بين نجاة وشقيقتها الراحلة سعاد حسني، لِمَ تمتاز به نجاة، من رزانة ووقار بخلاف ما كانت عليه سعاد، لكنها احتلت مكانة كبيرة كمطربة لها صقلها ومكانتها"