قالت النائبة عايدة نصيف، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، عضو البرلمان الدولي، إن دور المرأة مهم جدًا كونها تسهم بشكل كبير في حل مشكلات المجتمعات العربية في مشهدها الآن، بل يسهم في إنتاج جيل يساعد على نشر ثقافة مهمة ألا وهى ثقافة السلام.
وأكدت نصيف في تصريحات صحفية لها بمناسبة أعياد المرأة خلال شهر مارس، أن ثقافة السلام يمكن للمرأة المساهمة فيها بشكل كبير، مضيفة: إذا كانت المرأة نصف المجتمع؛ فلماذا لا تسهم في حل نصف المشكلات والتحديات الآنية، وخاصة إشكالية ثقافة السلام.
وشددت أمين سر خارجية مجلس الشيوخ، على أن للمرأة دور أساسي ورئيس في عملية نشر ثقافة السلام، غير أن هذا يتطلب القبول بإعطائها ذلك الدور، خاصة وان تحرير المرأة والقبول بمشاركتها في الحياة العملية قد مر بمراحل عديدة خاصة في المنطقة العربية ولاسيما مصر؛ حتى إنه في بعض الدول ما زال تطور دور المرأة وتحريرها في مراحله الأولى، ذلك أن مشاركة المرأة على الصعيد الاقتصادي والسياسي تعترضه عوائق عدة وتتفاوت هذه العوائق من حيث التكوين الثقافي والتطور الاجتماعي في المجتمعات المختلفة.
وتابعت قائلة: حاليًا إذا كنا نريد التعويل على دور المرأة في تعزيز ثقافة السلام علينا الانتباه إلى تحديد المطلوب من المرأة أو بمعنى آخر ما هو الدور الذي نريد للمرأة أن تلعبه في هذه القضية ؟ فتحديد المطلوب من المرأة يساعد في كشف حقيقة ما يمكن أن يقف حائلًا أمام قيامها بدورها، ومن ثم رصد العوامل المساندة والمساعدة لها لتتمكن من القيام به بكفاءة.
وأشارت نصيف إلى ضرورة الاهتمام بمعوقات دور المرأة بشكل عام؛ موضحة أن المناخ الفكري والثقافي السائد في المجتمع ودرجة التعليم كلها عوامل من شأنها أن تخبرنا بمدى قبول أو رفض المجتمع لهذا الدور، وكذلك أيضًا ضرورة التركيز على حملات التوعية على مستويين: أولهما، خاص يكون منوط بالتركيز على المرأة ذاتها؛ لتوعيتها بما هو مطلوب منها.. وثانيهما: عام يكون موجهًا إلى المجتمع ككل بجميع فئاته ليستوعب أهمية وفائدة ما تقوم عليه ثقافة السلام.
ونوهت عضو مجلس الشيوخ إلى أهمية الجهة المسئولة عن القيام بذلك، وما إذا كانت حكومية أوغير حكومية، ولا أعول كثيرًا على الجهات الخاصة، ولا أميل أيضًا إلى إعطاء أهمية كبيرة إلى الكيانات الخاصة ، بل أفضل أن تكون جهة حكومية تتخذ في نشاطها طابع قومي، وليس طابع الصالونات والندوات المغلقة، ومن ثم يكون هناك عبئًا أكبر عليها، كما أن الإمكانيات في هذه الحالة ستكون أوسع وأشمل بشكل يخدم حملة التوعية وأهدافها.
وأردفت: إن أهم أدوار المرأة على الإطلاق وأكثرها أهمية بل خطورة، هو تربيتها للنشء، إذ تقع المسئولية هنا على الأم أولًا ثم الأب، والتنشئة الاجتماعية للفرد هي مفتاح فكره وسلوكه وهي منبع أفكاره ومعتقداته كما تمثل الأسرة إطارًا لمنظومة القيم التي تشكل وعي الفرد وإدراكه بواقعه وطالما كان هذا الإطار متوازنًا في الفكر والممارسة كان بالإمكان خلق شخصية سليمة ومنضبطة.