رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


انعقاد ندوة علاقات الثقافة والنشر بين قطر والصين في العصر الجديد

10-3-2024 | 22:15


جانب من الندوة

عقدت في 7 مارس الجاري، وبمناسبة انعقاد الدورتين السنويتين، في الدوحة عاصمة قطر، "ندوة التبادل الحضاري والتنمية العالمية.. علاقات الثقافة والنشر بين قطر والصين في العصر الجديد"، وذلك برعاية المجموعة الصينية للإعلام الدولي ودار النشر باللغات الأجنبية، ومجلة الصين اليوم، وبتنسيق مجموعة بيت الحكمة للثقافة.

 شارك بالندوة كل من لو تساي رونغ نائب مدير المجموعة الصينية للإعلام الدولي، وتشياو شو رئيس قسم الإعلام السياسي في السفارة الصينية بقطر، وبشار شبارو المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر والأمين العام لاتحاد الناشرين العرب، ولي وو تشو نائب مدير مركز إعلام أوروبا الغربية وأفريقيا (دار مجلة الصين اليوم)، والدكتورة فاتن الدوسري أستاذة العلاقات الدولية بجامعة البحرين والخبيرة في الشأن الصيني، ووانغ قوانغ دا الأستاذ بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية ومدير المركز الصيني العربي لأبحاث الإصلاح والتنمية، والدكتور أحمد السعيد الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية بمصر، وضمت الندوة ضيوفا آخرين في مجالات الثقافة الصينية والعربية والنشر والإعلام ومراكز الأبحاث وغيرها من المجالات، وغيرهم من الضيوف حضورًا وعبر الإنترنت، وأدار الندوة جيا تشيو يا نائب رئيس دار النشر باللغات الأجنبية.

وفي كلمته، أشار لو تساي رونغ إلى التطور السلس للعلاقات الدبلوماسية بين الصين وقطر منذ تأسيسها عام 1988. حيث حافظت الدولتان في السنوات الأخيرة على التبادلات الثنائية الوثيقة رفيعة المستوى، وعززتا الثقة السياسية المتبادلة، وحققتا نتائج مثمرة في التعاون العملي في مختلف المجالات، كما حافظت الدولتان على التواصل الوثيق والتعاون الجيد في الشؤون الدولية والإقليمية. وعن عملية التحديث، بدأت الصين وقطر في اتباع مسارات مختلفة فيما يتعلق بالحكم والإدارة وفقًا للأحوال الوطنية، وهو ما أظهر آفاقًا متنوعة للتحديث وأثرى المحتوى العملي للعلاقات، ومسار تحقيق التحديث الإنساني. وتعمل الدورتان المنعقدتان في الصين حاليًا على حشد المزيد من القوة لمتابعة مسار التحديث على الطريقة الصينية وتعزيز التنمية عالية الجودة. وفيما يتعلق خطط التنمية المستقبلية، تسعى المجموعة الصينية للإعلام الدولي -باعتبارها منظمة مهنية دولية شاملة للاتصالات- لتعزيز التبادلات وتعميق التعاون في التنمية المشتركة مع قطر، والعمل بجد لتعزيز بناء الحزام والطريق وبناء مستقبل أفضل، والسعي لبناء مصير مشترك للبشرية. كما ناقش ثلاث نقاط أخرى تمثلت في: تعزيز التعاون في مجال النشر بين الصين وقطر لتشجيع الفهم المتبادل، وتعزيز التعاون الإعلامي بين الصين وقطر للسرد المشترك لكيفية سير البلدان النامية في طريق التنمية الحديث بخصائصها المتميزة، وتعزيز التبادلات الثقافية والحضارية وتقوية الروابط بين الشعوب.

قدّم بشار شبارو التهنئة بنجاح انعقاد الدورتين لعام 2024 بالصين، وقال إنه تحت قيادة وتوجيهات قادة قطر والصين، تعززت قوة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، والتعاون والثقة المتبادلة في مختلف المجالات.

وأعرب بشار شبارو المدير التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر والأمين العام لاتحاد الناشرين العرب عن اتفاقه مع مقترحات العمل التي قدمها نائب المدير لو تساي رونغ، وعبر عن أمله في تعميق التعاون مع زملائه في دوائر الثقافة والنشر الصينية على أسس جيدة، والمساهمة في تعزيز التبادلات الثقافية بين الحضارتين القطرية الصينية والعربية الصينية.

وقال لي وو تشو إن تاريخ تبادلات الصينية والعربية والصداقة المتينة بين الجانبين، يبرز إمكانية التسامح والتعلم على نحو شامل بين المناطق والثقافات والأنظمة الاجتماعية المختلفة، وهو ما يمكن الجانبين من التطور والازدهار معًا. وفيما يتعلق بالتواصل العربي الصيني، رأينا أن العلاقات بين الصين وقطر وبين الصين والدول العربية قد تطورت على نحو شامل وسريع وعميق في السنوات الأخيرة. لكن التفاهم المتبادل بين الشعبين لا يزال بعيدًا عن احتياجات تطوير العلاقات الثنائية، ولا تزال مساحة التعاون واسعة. ومن أجل تقوية التعاون الصيني العربي، يجب على وسائل الإعلام في البلدين أن تتحمل مسؤولية تعزيز التواصل الصيني العربي بوعي كامل، وتقديم تقارير صادقة وموضوعية وشاملة للجماهير، والسعي لتصحيح سوء الفهم بينهما. ومواجهة الصوت الخارجي، ودعم الأصوات الصينية والقطرية والعربية في مجال الرأي العام الدولي، وتعزيز التبادلات وبناء المزيد من منصات التعاون والتبادل، وتعزيز النقاشات حول الموضوعات المشتركة من خلال المقابلات والنشر التعاوني والحوار النشط، والتحدث إلى العالم الخارجي، والمساهمة بقوة وسائل الإعلام لتعزيز التنمية السريعة والصحية للعلاقات الصينية القطرية والعلاقات الصينية العربية.

كما أشارت فاتن الدوسري إلى أن الدول العربية والصين لهما نفس الرؤية التنموية والمثل العليا الراسخة. ومن أجل بناء نظام عادل ومنصف، والتحدث معًا بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية الكبرى، أتمت مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عقدها الثاني. وقد تلقت هذه المبادرة العظيمة ترحيبًا من الدول العربية المختلفة، ومن بينها قطر. وقد ساهمت مشاريع البنية التحتية، التي نفذتها الشركات الممولة من الصين، في البناء الحضري والإقليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولاقت قبول الرأي العام في جميع مناحي الحياة.

وأوضح وانغ قوانغ دا أن هناك تاريخًا حافلًا للتبادل الحضاري بين الشعب الصيني والشعوب العربية، وأن الحضارتين الصينية والعربية قدمتا مساهمات إيجابية في بناء نظام ثقافي عالمي جديد متناغم من خلال التبادلات والاندماج فيما بين الجانبين. على سبيل المثال ظهرت فاعلية "الكونفوشيوسية لتفسير الكتب المقدسة" في الصين خلال عهد أسرتيّ مينغ وتشينغ واستمر لأكثر من 200 عام، وهو بمثابة محاولة ناجحة لتقارب العقيدة الإسلامية مع الثقافة التقليدية الصينية، مما أسهم في تعميق فهم الثقافة الصينية من جهة، والتبادل الثقافي مع البلدان العربية من جهة أخرى، وأصبح ذلك نموذجًا ناجحًا في تاريخ الحوار الحضاري بين الشرق والغرب، كما أدى دورًا مهمًا في تعزيز التعايش متعدد الثقافات وتنمية الحضارات حول العالم.

كما أشار إلى أنه على جميع الدول في العالم، أن تحافظ على توارث تقاليدها الثقافية التاريخية المتميزة وتعميق التبادل الحضاري في جميع أنحاء العالم على أسس المساواة والاحترام، ومواصلة ترسيخ الأساس الإنساني للتبادلات بين الدول، والمساهمة في تعزيز بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية وإثراء الشكل الجديد للحضارة الإنسانية.

وأوضح أحمد السعيد أن العلاقات الودية بين الدول العربية والصين تتمتع بتاريخ طويل، ولم تشهد صراعات على مدار أكثر من 1000 عام، وفي السنوات الأخيرة وضعت الصين نموذجًا للعلاقات الدولية وفق مفهوم بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية. وذلك على عكس المجتمعات الغربية، المليئة بالتناقضات والمعايير المزدوجة، ذلك أن الرؤى والمفاهيم الصينية تحظى بدعم وتأييد شامل من الدول العربية بما في ذلك قطر، ويرجع ذلك إلى أن الصين قدمت مثالًا يحتذى به في تطبيق أفكارها ومقترحاتها في مختلف مجالات التعاون، وهي في سبيل ذلك تتحدث بلغة الأفعال وسرد الحقائق.

وأهدى الجانب الصيني للضيوف، نسخًا من المجلدات الأربعة من كتاب "شي جين بينغ حول الحكم والإدارة".