رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ما الذي يجب على من جامع زوجته في نهار رمضان؟

13-3-2024 | 15:03


كفارة الجماع

محمود غانم

يتعلق بالصوم في رمضان، أحكام شرعية، والتي يجب على كل مسلم أو مسلمة الإلتزام بها حتى تصح الفريضة، وفي حال فساد الفريضة يترتب أمرين: القضاء، أو القضاء والكفارة.


وأجمع الفقهاء على أن ما يوجب الجماع والكفارة هو الجماع لاغير، أما إذا جامع الرجل زوجته في ليل رمضان فهذا جائز بنص القرآن، حيث قال:﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187].

الجماع في نهار رمضان 
وجاء في كتب الفقه، أن من جامع في الفرج فأنزل أو لم ينزل، أو دون الفرج فأنزل عامدًا أو ساهيًا فعليه القضاء والكفارة إذا كان في شهر رمضان، ولم يعلم خلاف بين ذلك عند أهل العلم، وفي الآتي بيان ذلك تفاصيلًا.


 وينفرد من ذلك أربع مسائل، أولها: أن من أفسد صومًا واجبًا بجماع فعليه القضاء، سواء كان في رمضان أو غيره وهذا قول أكثر الفقهاء.
وذهب الشافعي إلى أن من لزمته الكفارة لا قضاء عليه لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأمر الأعرابي بالقضاء وحكي عن الأوزاعي أنه قال‏‏: إن كفر بالصيام فلا قضاء عليه لأنه صام شهرين متتابعين ولنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للمجامع‏‏: (‏وصم يوما مكانه‏)‏ رواه أبو داود.


المسألة الثانية: أن الكفارة تلزم من جامع في الفرج في رمضان عامدًا أنزل أو لم ينزل في قول عامة أهل العلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال { بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل . فقال : يا رسول الله ، هلكت . قال : ما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي ، وأنا صائم - وفي رواية : أصبت أهلي في رمضان - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال : لا . قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا . قال : فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟ قال : لا . قال : فمكث النبي صلى الله عليه وسلم فبينما نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر - والعرق : المكتل - قال : أين السائل ؟ قال : أنا . قال : خذ هذا ، فتصدق به . فقال الرجل : على أفقر مني : يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها - يريد الحرتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه . ثم قال : أطعمه أهلك} متفق عليه.


المسألة الثالثة: أن الجماع دون الفرج، إذا اقترن به الإنزال، فعند مالك وفي رواية عن أحمد، واجب عليه الكفارة، أما الشافعي وأبي حنيفة لا كفارة فيه لأنه فطر بغير جماع تام، فأشبه القبلة ولأن الأصل عدم وجوب الكفارة.


المسألة الرابعة: إن جامع ناسيًا، فذهب جماعة منهم الشافعي على إسقاط القضاء والكفارة في حال الإكراه والنسيان، كالأكل، بينما قال مالك والليث بالقضاء دون الكفارة لأن الكفارة لرفع الإثم وهو محطوط عن الناسي.


ماذا عن صوم المرأة في حال الجماع؟ 


ويفسد صوم المرأة بالجماع بغير خلاف في المذاهب لأنه نوع من المفطرات فاستوى فيه الرجل والمرأة.
وقد اختلف الفقهاء في هل يلزمها الكفارة أما لا، فذهب جماعة إلى أنها هتكت صوم رمضان بالجماع، فوجبت عليها الكفارة كالرجل، وممن قال بذلك أبوحنيفة ومالك.
أما الرأي الثاني أن المرأة ليس عليها كفارة‏، وممن قال بذلك الشافعي وأحمد، سئل أحمد عن من أتى أهله في رمضان أعليها كفارة‏؟‏ قال‏‏: "ما سمعنا أن على امرأة كفارة".
كفارة الجماع 
وكفارة الجماع هي كفارة على الترتيب، أول ما فيها عتق رقبة، وهو محال في زماننا هذا؛ حيث انتهى الرقى، فينتقل بعد ذلك إلى صوم شهرين متتابعين، فإن عجز عن ذلك فليطعم ستين مسكينا، وهذه الكفارة على هذا الترتيب لا ينتقل من خطوة منها إلى الخطوة التي تليها إلا عند العجز عن السابقة، وبهذا الترتيب قال جمهور أهل العلم.