رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


للصائم.. هل عدم الطهارة من الجنابة أو دم الحيض يبطل الصوم؟

15-3-2024 | 14:50


أحكام شرعية للصائمين

محمود غانم

تستعرض بوابة -دار الهلال- في السياق التالي حكم شرعياً يتساءل عنه الكثير من الصائمين: هل الصوم حتى المغرب على جنابة يبطل الصوم؟ وماذا عن الحائض إن لم تطهر؟ أو هل الطهارة تشترط لصحة الصوم؟.. إلى الجواب.

بداية، فإن الطهارة ليست من شروط صحة الصوم، فصوم الجنب صحيح، ونفس الحكم يترب على الحائض.

وورد في السنة، عن عائشة: أن رجلاً قال: يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم، فقال: لست مثلنا يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال: والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي. رواه أحمد ومسلم وأبو داود.

وعن عائشة وأم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصبح جنباً من جماع ـ غير احتلام ـ ثم يصوم في رمضان. متفق عليه.

وعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماع ـ لا حلم ـ ثم لا يفطر ولا يقضي. رواه مسلم.

ولكن يجب المبادرة إلى الإغتسال؛ لأن هناك صلوات لا بد أن تُصَلِّى في وقتها ولا يجوز تأخيرها.

وفي فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية أكدت على صحة الصوم، حيث قالت:"صيام مَن أخَّر الغُسل من الجنابة إلى ما بعد المغرب صحيحٌ؛ سواء كانت هذه الجنابة بسبب الجماع قبل الفجر أو الاحتلام أثناء النهار أو قبله، مع العلم أن هذا التأخير خلاف الأَوْلى؛ لأنه يُستحب له التعجيل بالغُسل عمومًا".

وبخصوص الحائض أجابت:"ما دام الحيض قد انقطع أثناء الليل أو قبل ذلك، ونَوَت الصيام من الليل؛ فإنَّ صومها صحيحٌ شرعًا وإن لم تغتسل إلا بعد الفجر؛ لأن الاغتسال مِن الحيض وإن كان واجبًا إلا أنه ليس شرطًا لصحة الصوم".

 أركان الصوم

ويتعلق بـ"صوم رمضان" جملة من الأركان، أولها الزمان أي أيام شهر رمضان بدخوله، وذلك الأيام دون الليالي، ويكون الإعتبار في تحديد شهر "رمضان" الرؤية لِقَوْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ» وَعَنَى بِالرُّؤْيَةِ أَوَّلَ ظُهُورِ الْقَمَرِ بَعْدَ الزَّوَالِ.

والمعتمد في زمن الإمساك، أن يكون من الفجر حتى غياب الشمس، لقوله تعالى {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].

يَجِبُ عَلَى الصَّائِمِ الْإِمْسَاكُ زَمَانَ الصَّوْمِ عَنِ الْمَطْعُومِ وَالْمَشْرُوبِ وَالْجِمَاعِ لِقَوْلِهِ - تَعَالَى -: {فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].

والركن الثالث، هو النية؛ فيشترط لصحة الصوم النية كل ليلة عند «جمهور» أهل العلم؛ وذلك لقول الله تعالى ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [ البينة: 5].

وعند جمهور العلماء يشترط لصحة الصوم تبيت النية عند كل ليلة، أما المالكية ذهبوا إلى أن نية واحدة تكفي عن رمضان كله، وتصح في أي جزء من أجزاء الليل، ولا يشترط التلفظ بها فإنها "عمل قلبي" لا دخل للسان فيه، فإن حقيقتها إلى الفعل.