رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مسارح عالمية (6ــ 30)| «غارنييه» بدار أوبرا باريس .. حالة استثنائية

16-3-2024 | 18:46


مسرح غارنييه

همت مصطفى

يظل المسرح بكل مراحل التاريخ البشري أبو الفنون فهو بلا شك أقدمها، وسيظل أيقونة المقاومة المستمرة ووسيلة مهمة حرة لطرح الرؤى والأفكار لكل مشارك في رحلته وستبقى مكانته عالية شامخة في قلوب وعقول الملايين من البشر، وتبقى خشبات المسرح وكل فضاء مسرحي  محرابًا للمسرحيين في مصر وعالمنا العربي والعالم كله.

ومع بوابة «دار الهلال» نلتقي كل يوم بشهر رمضان المبارك بعام 1445  هـجرية مع إحدى خشبات أبو الفنون والفضاءات المسرحية الأكثرة شهرة بالعالم  لنتعرف على بعض من ملامح تاريخها المهم.

 

 ونذهب اليوم في رحلة مع مسرح   «غارنييه»  ( Garnier)

يقع هذا المسرح الشهير في قلب العاصمة الفرنسية باريس، بدار أوبرا باريس   ويعد معلما رئيسا في المدينة وأشهر المسارح الكلاسيكية فيها،  افتتح سنة 1913 ويشتهر بتصميمه الفني البارز وبريادته في تقديم العروض الفنية الكلاسيكية والمعاصرة على حد سواء.

وضع المهندس المعماري الفرنسي «أوغستي بيريه » والفنان «جاك كاتير» تصميم المكان بطريقة تجسد الأسلوب الفني الأنيق والراقي للفترة الباروكية، ويتباهى المسرح بواجهته الجميلة المزينة بالمنحوتات والزجاج الملون، ويتميز بصالة فسيحة ومريحة تتسع لجمهور كبير.

ويمثل  مسرح غارنييه  الموجود بقصرغارنييه  ذو حالة استثنائية من الثراء والفخامة، ويتسع لحوالي 2200 شخص من المشاهدين تحت ظل ثريا مركزية ضخمة تزن أكثر من ستة أطنان، وتتسع منصة المسرح لاستيعاب 450 فنان.

وتم تصميمه على نمط «Beaux-Art» وهو ما يعبر عنه مصطلح الفنون الجميلة والذي كان سائداً في تلك الحقبة الامبراطورية، مع الاستعانة بمفهوم التماثل المحوري في المخططات، و العناية بالزخرفة في التصميم الخارجي.

 في المسرح فهناك بين أعمدة الواجهة الأمامية نصبت تماثيل برونزية للعديد من الملحنين العظام كموزارت وروسيني ودانييل أوبر وبيتهوفن والعديد الآخرين، كان تصميم سقف المسرح من عمل إيمي ميليه، وكان تصميم الأعمال المطلية بالذهب بتوقيع تشارلز غومري، أما التمثالين الممثلين للأحصنة المجنحة في طرفي المسرح فكانا من توقيع يوجين لويس ليكسن

كما يعد مسرح غارنييه مكانا مهما لعروض الأوبرا والباليه والموسيقى الكلاسيكية والمسرح، وشهد أداء عديد من أشهر الفنانين والموسيقيين على مر العقود، بما في ذلك عروض من قبل أوركسترا لاموراكيه وأوبرا باريس الشهيرة وباليه رودولف نورييف.

وشهد مسرح غارنييه شهد أيضا لحظات تاريخية مهمة، مثل العرض المثير لرقصة «ربيع أنثى» للمصممة كوكو شانيل في عام 1929، التي أثارت جدلاً كبيراً في ذلك الوقت في مكان يعد رمزا تاريخيا وثقافيا حيويا لفرنسا والعالم يحتفي بالفنون والموسيقى الراقية.