رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نجوم المسرح المصري| محمد شوقي «تلميذ الريحاني وابن فرقته » (7ــ 30)

17-3-2024 | 23:45


محمد شوقي

همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني علامات مضيئة، أصبحت نجومًا تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجوم خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي، وأسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا  إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات بمسرحنا المصري

 وتستكمل بوابة «دار الهلال» في رمضان 2024، ما بدأته من قبل برمضان 2023، حيث تواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد الفنانين بالزمن الجميل، ولنسافر معه في سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».

ونلتقي اليوم،  مع  الكوميديان  فنان الزمن الجميل ..محمد شوقي

ولد محمد شوقي في حي بولاق أبو العلا بمحافظة القاهرة في السادس من يناير عام 1915، و اسمه الحقيقي محمد إبراهيم إبراهيم . 

 البداية والنشأة

 وبدأت  محمد شوقي الطريق لفن التمثيل مبكرا وذلك عندما عشق المسرح منذ التحاقه بالمدرسة السعيدية الثانوية، حتى أنه كان يهرب من المدرسة إلى شارع عماد الدين، وبعد تخرجه من المدرسة السعيدية وحصوله على شهادة التوجيهية ووفاة والده اضطر للعمل بوظيفة في مصلحة المساحة ليساعد في إعالة أسرته، كما عمل موظفا بمحافظة أسيوط.

   فرصة  مع سلطانة الطرب

ولم يستطع محمد شوقي التوفيق بين الوظيفة صباحا والعمل مساء، فقرر ترك الوظيفة والتفرغ للفن ، وجاءته فرصة الاحتراف عندما التحق شجعه زميله بالمدرسة السعيدية الثانوية الطالب عباس يونس (الأديب والممثل والمطرب فيما بعد)،  بالذهاب معا إلى فرقة بمسرح سلطانة الطرب منيرة المهدية،  والتي استمتعت  إلى صوت محمد شوقي ومنحته فرصة الغناء والتمثيل بفرقتها، فشارك معها في مسرحية «عروس الشرق» عام 1937، من تأليف الشيخ يونس القاضي وتلحين الفنان رياض السنباطي.

ولم  يكن   محمد شوقي لمقتنعا بعمله كمطرب، فمشاركته بالغناء لم تشبع عشقه للتمثيل، لذا قرر التخصص في التمثيل الكوميدي، و سعى للانضمام إلى فرقة رائد الكوميديا الشعبية علي الكسار، و انضم إليها بعدما نجح في الاختبار الفني ، وأسند له« الكسار» بعض الأدوار البسيطة التي نجح من خلالها للفت الأنظار إليه،

وجاءت  فرصته الحقيقية فقد جاءته عندما اختلف علي الكسار مع أحد أعضاء فرقته الفنان  على حسين، فقرر الأخير عدم استكمال العرض والانسحاب من الفرقة، فلم يجد  الكسار سبيلا لإنقاذ الموقف سوى تكليف محمد شوقي بأداء الدور، فقام به بنجاح مذهل، فنال تصفيقا حادا على المسرح، ومن هنا كانت انطلاقته الفنية الأولى حيث تم رفع أجره من أربعة إلى ستة جنيهات، وقد ظل عضوا بالفرقة حتى تاريخ حلها في عام 1946.
فرقة محمود شكوكو.. و الريحاني

وبعد حل فرقة علي الكسار التحق محمد شوقي بفرقة محمود شكوكو لفترة قصيرة، وذلك قبل أن يستقر به الحال أخيرا بفرقة نجيب الريحاني، وهي الفرقة التي استطاع من خلالها تحديد ملامح شخصيته الفنية بفضل نصوص بديع خيري، الذي نجح في ضمه للفرقة وتوظيف قدراته في بعض الأدوار الثانوية المهمة، و بمرور الوقت أصبح محمد شوقي أحد الأعمدة الفنية للفرقة مع الفنانين: ماري منيب، عباس فارس، ميمي شكيب، سراج منير، محمد الديب، عادل خيري، عدلي كاسب، أديب الطرابلسي، سعاد حسين، سيد سليمان، نجوى سالم.

 ابن فرقة نجيب الريحاني

يعد محمد شوقي أحد التلاميذ النجباء بمدرسة رائد الكوميديا المصرية نجيب الريحاني،لكنه لم يسعده الحظ بالوقوف على خشبة المسرح أمامه ولم يشاركه التمثيل ولو مرة واحده، ومع ذلك فقد تأثر به كثيرا وتتلمذ في مدرسته الرائعة، خاصة وأن «الريحاني» كان يسمح له أثناء إجراء بروفات فرقته بالجلوس آخر صفوف المسرح، و لإعجابه بأداء محمد شوقي وتوقعه بأنه سيصبح ذات يوم ممثلا جيدا وصاحب أسلوب مميز.

 نموذجا للالتزام والانضباط

وحرص محمد شوقي  طوال مسيرته الفنية على العمل في صمت وهدوء بعيدا عن أي نزاعات أو مهاترات شخصية، فكانت كواليس أعماله نموذجًا للالتزام والانضباط، ولم يختلف يوما على ترتيب الأسماء في الأفيشات أو كيفية تحية الجمهور في نهاية العروض المسرحية، وذلك لإيمانه بأن العمل الفني وحده هو الذي يحدد مكانة الفنان.

 وقدم محمد شوقي شخصيات الشيخ والمأذون ومدرس النحو والخادم والسمسار وبائع الروبابيكيا، كما اشتهر بتجسيد شخصية: ابن البلد الجدع والرجل الفهلوي الحدق، وذلك بخلاف تميزه أيضا في تجسيد أدوار الأب المكافح والموظف المطحون أو الرجل الطيب المغلوب على أمره بصفة عامة.

  وتتمثل مشاركات 

 الأعمال الإذاعية  في رحلة محمد شوقي
كان محمد شوقي يتمتع بصوت مسرحي معبر ومتميز في مهارات التليوين بعدد كبير من السهرات والبرامج المسلسلات الإذاعي، وفتألق في أداء عدد كبير من الأدوار الثانوية ومنها: هذه زوجتي، أما جوازة، أنت إللي قتلت بابايا، بسطاويسي مسافر ليه؟ .  

 المشاركات التلفزيونية
شارك  محمد شوقي في بطولة عدد كبير من السهرات والمسلسلات التلفزيونية ومنها: الأبواب المغلقة، الرجل ذو الخمسة وجوه، ناعسة، أشجان، القاهرة والناس، عودة الروح، غريب في المدينة، العملاق، الحلوة، مبروك جالك ولد، سبع صنايع، أديب، ألف ليلة وليلة، سيدة الفندق

إضافة إلى بعض  السهرات التلفزيونية ومنها: "برنامج أيام زمان،و هناك بعض الأعمال الدرامية التي حققت نجاحا كبيرا فارتبط بها الجمهور أكثر ومن بينها: القاهرة والناس، ألف ليلة وليلة".

في السينما

نجح محمد شوقي في وضع بصمة متميزة خاصة به بجميع الأفلام التي شارك فيها وقدم للسينما أكثر 250 فيلما، من أشهرهم: سكر هانم، إسماعيل يس في الطيران، ألمظ وعبده الحامولي، زقاق المدق، الشموع السوداء، معبودة الجماهير، المجانين في نعيم، بنت اسمها محمود، مطلوب زوجة فورا، البنات عايزه إيه؟، حب في الزنزانة

 وشارك أيضا في : « نور الدين والبحارة الثلاثة  ليلة الدخلة، شمشون ولبلب، دهب، أقوى من الحب، في شرع مين، أنا وحبيبي، حكم قراقوش، العمر واحد، خليك مع الله، الآنسة حنفي، حسن ومرقص وكوهين ، تحيا الرجالة، فتوات الحسينية، لحن الوفاء، موعد مع إبليس، السعد وعد، بنات الليل، إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة، كابتن مصر، الجسد، رصيف نمرة خمسة، قلوب حائرة، جرب حظك، حب وانسانية، معجزة السماء، هارب من الحب، نداء الحب، ربيع الحب ، إسماعيل يس للبيع، الفتوة، أنت حبيبي، الكمساريات الفاتنات ، إسماعيل يس طرزان، شارع الحب،أبو عيون جريئة ، عاشت للحب، ، كل دقة في قلبي، نساء محرمات، خلخال حبيبي ، حب وعذاب، زوج بالإيجار، ما فيش تفاهم، يوم الحساب، ملك البترول، قاضي الغرام، المجانين في نعيم، عريس لأختي (1963)، لعبة الحب والجواز، العائلة الكريمة، مطلوب زوجة فورا، هارب من الزواج ، المشاغب، المدير الفني، هارب من الأيام، الزوج العازب، ، مراتي مدير عام، سيد درويش ، أجازة غرام، قصر الشوق،كيف تسرق مليونير

" ابن الحتة، أرض النفاق، أشجع رجل في العالم، ثلاث قصص، المليونير المزيف، القضية 68، سوق الحريم، نشال رغم أنفه، الحب سنة 70، سكرتير ماما، نص ساعة جواز، من أجل حفنة أولاد، للمتزوجين فقط، أكاذيب حواء ، حب المراهقات، مغامرة شباب، الرجل المناسب، دلال المصرية، كانت أيام، شقة مفروشة ، موعد مع الحبيب، شباب في عاصفة، غرام في الطريق الزراعي، أختي، مهمة صحفية، أضواء المدينة،، وكر الأشرار، أزمة سكن، الشياطين في أجازة، شلة المحتالين، ثلاث فتيات مراهقات، مدرسة المراهقين، السكرية، عاشق الروح، عندما يغني الحب، نساء الليل، المرأة التي غلبت الشيطان، ، بمبة كشر، دنيا، بدور، الشوارع الخلفية،  عريس الهنا، إمبراطورية المعلم، التلاقي، المهم الحب  حبي الأول والأخير، بنت أسمها محمود، أرض النفاق، الكرنك، جفت الدموع، الكل عاوز يحب، ومضى قطار العمر، يارب توبة، نبتدي منين الحكاية، لا وقت للدموع، دائرة الانتقام، عندما يسقط الجسد، قمر الزمان، ملك التاكسي، وعادت الحياة، وبالوالدين إحسانا ، الزوج المحترم، عيب يا لولو .. يا لولو عي ، سلطانة الطرب، القضية المشهورة، القطط السمان، مكالمة بعد منتصف الليل، حب فوق البركان، مايوه لبنت الأسطى محمود، إسكندرية ليه؟، لا يا أمي،  أبواب المدينة، مخيمر دايما جاهز، البنات عايزه إيه، ، أنا لا أكذب ولكني أتجمل، العسكري شبراوي، سواق الأتوبيس، القفل، عصابة حمادة وتوتو، العوامة رقم 70، غدا سأنتقم، أنا مش حرامية، إن ربك لبالمرصاد، ، شوارع من نار، السطوح، الليلة الموعودة، تزوير في أوراق رسمية، الثعلب والعنب، العايقة والدريسة ، امرأة في السجن "

وذلك بخلاف بعض الأفلام القصيرة ومن بينها الأصابع الثلاثة

المشاركات  المسرحية

 شارك محمد شوقي  في بطولة ما يزيد عن تسعين مسرحية، ويمكن تصنيف مشاركاته المسرحية طبقا لاختلاف الفرق: 
 

بفرقة  مسرح الريحاني 

 30 يوم في السجن (1949)، الستات لبعضهم (1950)، تعيش وتاخد غيرها (1952)، ما حدش واخد منها حاجة (1954)، أوعى تعكر دمك، أروح فين من الستات، أكبر منك بيوم، إللي يعيش يا ما يشوف، مصر في 1956، لزقة إنجليزي (1956)، إللي يلف يتعب، حسب الخطة الموضوعة، خليني أتبحبح يوم (1957)، حماتي بوليس دولي (1958)، ياما كان في نفسي، حسن ومرقص وكوهين (1960)، الدنيا لما تضحك، كان غيرك أشطر، كل ده كان ليه، استنى بختك (1961)، الشايب لما يدلع، إلا خمسة، لو كنت حليوة، مين يعاند ست (1962)، وبعدين في كده (1963)، حكاية كل يوم، الحظ لما يطرقع، سلفني حماتك (1965)، أربعة اتنين أربعة، الزوج أول من يلعب، شارع الغلابة (1966)، الدلوعة (1969)، من أجل حفنة ستات (1971)، أولاد علي بمبة (1975)، واحد لقى شقة (1979).

بالفرق الخاصة المختلفة

 الغندورة (فرقة منيرة المهدية - 1925)، البكاشين (فرقة عمر الخيام - 1970)، صاحب العصمة (المسرح الساخر - 1972)، سيرك يا دنيا (فرقة المسرح الجديد - 1982)، المتشردة (فرقة الفنانين المصريين - 1982)، الفهلوي (فرقة أحمد الإبياري - 1983)، هات وخد (فرقة أحمد الإبياري - 1984)، و

وشارك في عدد من المسرحيات المصورة ، التي أنتجت خاصة للتصوير التلفزيوني ومنها: ا"لمهر غالي".

وبمسرحياته تعاون محمد شوقي مع عدد كبير من كبار المبدعين في مجال الإخراج وفي مقدمتهم: بشارة واكيم، سراج منير، عادل خيري، نبيل خيري، عدلي كاسب، سعيد أبو السعد، عبد العزيز أحمد، حافظ أمين، نور الدمرداش، جلال الشرقاوي، السيد راضي، سمير العصفوري، أحمد حلمي، عبد الغني زكي، إبراهيم بغدادي، عادل صادق

حياته الشخصية 

 تزوج الفنان محمد شوقى مرتين، حيث أنجب الأبن الأكبر أشرف من زوجته الأولى، في حين أنجب أبنائه الثلاث أيناس وايمان وأكرم من زوجته الثانية. وتجدر الإشارة في مجال الحديث عن حياته الشخصية إلى تأكيد عدم صحة الإشاعة التي تدعي بوجود صلة قرابة بينه وبين فضيلة الشيخ متولي الشعراوي، وكان متعدد المواهب فهو بخلاف هوايته للتمثيل والغناء كان بارعا في كتابة الخط العربي، كما كانت لديه أيضا هواية الطبخ.

رحيل وأثر باق 

ظل  الفنان القدير محمد شوقي  حريصًا على العمل وممارسة الفن حتى آخر لحظات عمره،  حتى أنه قد سقط  وهو واقف على المسرح أثناء عرض مسرحية «هات وخد» بطولة حسن يوسف وهياتم، فتم نقله إلى المستشفى، وهناك أخبر الطبيب أسرته أن مجرد أيام نظرا لإصابته بجلطة في المخ، وكان قبل ذلك قد  أصابته وعكة صحية إثر إصابته بإلتهاب في الكبد، و تُوفي بعد أسبوع قضاه في المستشفى في 21 مايو عام 1984.
وكان  وسيظل الفنان المبدع  محمد شوقي بحق نموذجًا مشرفًا للفنان الملتزم بالسلوكيات الدينية والتقاليد والآداب والأخلاق الحميدة، وفنانا حقيقيا حريصا على إسعاد الجمهور بتقديمه الكوميديا الاجتماعية.