استشارية نفسية: رمضان فرصة عظيمة لتنظيم الوقت والاستمتاع بالجانب الروحاني لدى أبنائنا
تجد بعض الأمهات صعوبة في السيطرة على أطفالها، خلال شهر رمضان، بسبب رغبتهم في مشاهدة المسلسلات والبرامج المسلية، وعدم القدرة على تنظيم الوقت والمذاكرة، ولذلك نوضح في السطور التالية كيفية استغلال ذلك الشهر لتأهيل أولادنا وإتاحة الوقت لهم للمذاكرة والاستمتاع نفسياً بروحانيات وبهجة الشهر الكريم.
ومن جهتها، تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن شهر رمضان له طقوس محددة لابد أن يمارسها الطفل، كي تبقى محفورة في ذاكرته عند الكبر، وتربطه بأيام جميلة وطاقة روحانية هامة، ولذلك على كل أم أن تتبع بعض النصائح من اجل تنظيم وتوظيف الوقت في رمضان ما بين المذاكرة والتمتع بأنشطته المختلفة، ومنها ما يلي:
- على الأم أن تعلي من الجانب الروحاني والديني في شهر رمضان، وخاصة أن صغار السن يعدوا كالاسفنجة يمكنهم امتصاص جميع الطقوس من حولهم، حيث أن ذلك يرفع المناعة النفسية عند الابن، والتي تمتد من عام لآخر، فقوة الصيام هائلة وتفيد جميع أعضاء الجسم.
- ضرورة تصحيح المفاهيم عن الصيام لدى أطفالنا، لأنه هناك دراسات أثبتت أن الصيام يزيد من الذكاء والتركيز، حيث وجد العلماء أنه هناك مادة تفرز كالهرمون تسمى " النيوروتروفينات"، تغذي أعصاب المخ وتزيد كفائتة وتحمي خلايا المخ من التلف، وكلما قلت تلك المادة زاد اكتئاب الشخص، حيث انه كلما كانت المعدة فارغة من الطعام كلما توجه الدم إلي المخ وزاد فاعليته.
- ضرورة إدراك أن التركيز يفقد في الساعات القليلة قبل الإفطار فقط، ولها طرق عديدة لتوظيفها، لذلك يجب تنظيم القوت مع أولادنا ما بين الإفطار ومشاهدة التلفزيون ووقت السحور ووقت الدروس ووقت للأنشطة الرياضية.
- أن تبدأ الأم بعمل جدول، محدد من خلاله أوقات المذاكرة وتضع المواد الأكثر صعوبة بعد السحور أو في ساعات الظهر الأولى، نظرا لان المخ يكون يقظ في تلك الفترة، أما المواد الأسهل فمن الممكن أن تكون بعد الإفطار، مع تقسيم المناهج شديدة الصعوبة لقسمين كل قسم يتم مذاكرته لمدة ثلث ساعة فقط، لأن مخ الإنسان يفصل بعد تلك المدة.
- أن تحدد الأم مع طفلها وقت لمشاهدة ما يرغب فيه، على أن لا يزيد عن عمل درامي واحد أو كرتوني وبرنامج فقط، وأن لا يكون ذلك في وقت الراحة ما بين مذاكرة مادة وأخرى، حتى لا يفقد التركيز، حيث أن وقت الاستراحة في المذاكرة يجب أن لا يتعدى ال 10 دقائق ويكون بمثابة فرصة للتمشية بالمنزل وتحريك عضلات الجسم أو تناول بعض الفواكه أو مشروب.
- يجب تنظيم وقت النوم في رمضان، وذلك لأن الساعة البيولوجية تتغير في رمضان، لذلك من الممكن النوم ساعتين قبل الإفطار أو بعد صلاة التراويح لمدة ساعتين والبدء للمذاكرة الساعة ال10 مساءاً حتى موعد السحور، ثم ينام لمدة ساعتين ويذهب للمدرسة أو الجامعة.
- أن أشجعه في الحفاظ على الصلاة وقراءة القرآن وزيارة وتجميع الأقارب وصلة الأرحام، كجزء متأصل من الروحانيات الجميلة في ذلك الشهر الفضيل، والذهاب مع الوالد أو الوالدة لأداء التراويح في المسجد، كنوع من التغيير وارتباط تلك الذكرى بالعقل.
- الحرص على شرب الماء بشكل منتظم، والابتعاد عن المشروبات الغازية، وتناول التمر لأنه يزيد من التركيز وتجنب السكريات لأنها تزيد نسبة السكر في الدم، وتجعلنا أكثر خمولا وكسلا، ومن الممكن أن نتناول القليل منها بعد صلاة التراويح، مع ضرورة الحصول على حصة كاملة من البروتين والكربوهيدرات والنشويات والفواكه الطبيعية كبديل للعصائر المحلاة، وقليل من الفواكه المجففة أو حفنة من المكسرات.
- أن نجعل أبنائنا أكثر اعتمادا على النفس، في تجهيز حاجاتهم ومذاكرتهم، ونضع معهم يوم أسبوعي للمراجعة الشاملة.
- نبعد الطفل عن وسائل التواصل الاجتماعي، طالما أنه هناك مشاهدات تلفزيونية وفقاً لما يحبه الابن ويطلبه.
- لابد من استغلال رمضان نشاط ومشاهدة وطاقة روحانية ومذاكرة، من أجل خلق عادات ايجابية والبعد عن السلبية والمذاكرة السوية السليمة.