مع الصحابة.. «سعد بن أبي وقاص» (30:9)
حظي كل رسول انزل ليبلغ رسالة ربه في الارض بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل عليهم كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة ولستصعبو تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني: من أمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضا هم من لازمو الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة.
ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، أحد صحابة رسول الله، ممن سعو دائما لنصر دين الحق، ونستكمل في اليوم التاسع من رمضان 1445هـ، في جولة مع الصحابة الكرام بـ«سعد بن أبي وقاص».
هو الصحابي الجليل أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ويعد من أخوال رسول الله محمد، وهو أول من رمي بسهم في سبيل الله.
يعد سعد بن أبي وقاص من أوائل من استجابو للدعوة الإسلامية، شهد مع الرسول جميع غزواته، وقد حمل إحدى رايات المهاجرين الثلاثة، كما كان من أمهر الرماة في الإسلام.
كان سعد بن أبي وقاص هو من فتح مدائن كسرى بالعراق، فكان من قادة الفتح الإسلامي لبلاد فارس، وأيضا هو أول ولاة الكوفة، أنشأها بأمر من عمر بن الخطاب في السنة السابعة عشر من الهجرة، كما اختاره عمر ضمن الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: "هم الذين توفي رسول الله وهو عنهم راض"، توفي في السنة الخامسة والخمسين من الهجرة، بالعقيق، ودفن في المدينة المنورة وهو أخر من يتوفى من المهاجرين.