يعتبر فن الإنشاد الديني من أبرز الفنون وأقدمها، فهو يشتمل على ذكر الله، والتهليل، والتسبيح، والابتهالات، ومدح النبي الكريم و أل البيت بكلمات تحمل إيقاع موسيقي، يطرب النفس ويريح القلب، حيث اشتهر فن الإنشاد الديني منذ عهد الرسول، وذلك تتبعا للتاريخ الإسلامي.
تطور فن الإنشاد الديني يوما بعد يوم بعد عهد الرسول حتى أصبح فن مستقل له قواعده وضوابطه وإيقاعاته التي تميزه عن غيره من الفنون، يحتل فن الإنشاد الديني الاحتفالات الدينية سواء القومية أو الخاصه، حيث لاقى هذا الفن الكثير من الاهتمام من الناس، حتى أصبح له فرق وكبار المنشدين الذين تركو بصمتهم بفن الإنشاد الديني والتواشيح.
يزداد الاستماع للانشاد الديني والتواشيح خلال شهر رمضان المبارك وتعرض لكم بوابة دار الهلال يوميا خلال شهر رمضان الكريم سلسلة من أعلام المنشدين المصريين واللذين حققوا شهرة واسعة داخل وخارج مصر.
تستمر سلسلة أعلام المنشدين والتواشيح باليوم الثاني عشر من رمضان بالمبتهل الشيخ إبراهيم الإسكندرانى والذي لقب "بشيخ المبتهلين" في عصره، ولد الشيخ إبراهيم فتح الله محمد الإسكندراني يوم 8 يوليو عام 1931م بمنطقة محرم بك بمحافظة الإسكندرية.
صار على خطى والده والذي كان من أشهر مبتهلين الإسكندرية فتعلم منه تلاوة وترتيل القرآن الكريم وفن الإنشاد الديني، ثم انتقل إلى القاهرة وعاش في رحاب حي السيدة زينب والذي يتمتع بهاله من القدسية عند المصريين، حيث ارتبط اسم الشيخ الجليل إبراهيم الإسكندراني بمسجد السيدة زينب فهو كان دائم الابتهالات والتلاوة به.
أعجب بصوته الكثير من كبار المشايخ ومنهم من ضمه لبطانته لينشد بها، كما أعجب به كبارالملحنين، حيث تميز إبراهيم بإنشاده من طبقة تسمى" جواب الجواب"، التحق بالإذاعة المصرية بعد أن أجتاز اختباراتها بتفوق وأبهر لجنة التحكيم بصوته وأداءه ليعتمد بعد ذلك قارئا ومبتهلا رسميا بالإذاعة المصرية.
سجل الشيخ إبراهيم الإسكندراني للإذاعة المصرية العديد من الأغنيات الدينية والإنشايد الدينيه منها "في رحاب العفو"، "نفسي أزور النبي"، "أنا في الطريق إليك" بالإضافة إلى العديد من الابتهالات والتواشيح الدينية منها "النور قد ضاء لنا وأستنار"، "تركت الناس كلهم ورائي".
رحل الشيخ الجليل إبراهيم الإسكندراني عن عالما يوم 31 أغسطس عام 2000م، عن عمر ناهز 69 عاما، بعد أن ترك بصمته بالمكتبة الإذاعية وزينت سيرته العطرة قلوب محبيه.