حظى كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه في الارض، بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل عليهم كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة وما استصعبوا تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني: من آمن بدعوة الرسول محمد و رآه ومات على دينه، وأيضا هم من لازموا الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه في مرات عدة.
ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم، يوميًا، أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائما لنصر دين الحق، و نستكمل في اليوم الخامس عشر من رمضان 1445هـ، في جولة مع الصحابة الكرام بـ«بلال ابن رباح».
كان الصحابي الجليل بلال بن رباح حبشي الأصل، من أوائل المسلمين المستضعفين والعبيد، لقي من العذاب والأذى الكثير في قريش بعد إسلامه، وكان من أكثر المسلمين صبرا واشتهر بمقولته الشهيرة "أحد أحد"، كما أنه موذن الرسول.
بسبب شدة العذاب التي شهدها بلال بعد إسلامه، وعرف بحاله أبو بكر الصديق فذهب إلى ملاكه و اشتراه منهم وأطلق سراحه ليصبح حرا.
شهد بلال مع الرسول محمد غزوة بدر، وقتل يومها مولاه السابق الذي كان يُعذبه، وشارك معه في جميع غزواته، و اتخذه الرسول مؤذنًا لما شرع الأذان، فكان بلال أول من أذن في الإسلام، وهو أحد ثلاثة مؤذنين للنبي محمد مع أبي محذورة الجمحي وعمرو بن أم مكتوم، فكان إذا غاب بلال أذّن أبو محذورة، وإذا غاب أبو محذورة أذّن عمرو بن أم مكتوم، ويوم فتح مكة أمر الرسول بلالاً بأن يعتلي الكعبة ويؤذّن فوقها، ففعل.
عندما توفي الرسول محمد، رفض بلال أن يؤذن لأحد بعده، إلا مرة واحدة أصروا عليه وظلوا يطلبون منه أن يؤذن، فأذن حتى بلغ قوله "أشهد أن محمدًا رسول الله"، فأجهش بالبكاء، وما استطاع أن يكمل الأذان.