الكثير من الجدل ما زال يثار حول شريحة شركة "نيورالينك" الدماغية، والتي تستخدم  الإشارات الكهربائية والكيميائية لإرسال المعلومات عبر الدماغ وإلى الجسم.

شريحة نيورالينك

ترجع بداية الجدل المثار حول شريحة شركة "نيورالينك" المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، إلى مايو الماضي، حين حصلت الشركة على الإذن؛ لبدء التجارب السريرية لزراعة شرائح الدماغ للبشر، حيث يعتقد ماسك أن شركته ستستطيع مساعدة المكفوفين على استعادة الإبصار بواسطة شريحة الدماغ التي تطورها.

وتتضمنت الموافقة التي حصلت عليها شركة إيلون ماسك السماح بتجنيد مرضى متطوعين لزراعة شرائح في أدمغتهم ضمن دراسة تستمر 6 سنوات، بحسب ما ذكرته الشركة آنذاك.

جاء ذلك، بعد أن حققت الشركة نجاحًا في التجارب على القرود والخنازير، ورغم أن "نيورالينك" كانت تسعى إلى بدء تجاربها على 11 شخصًا، لكنها تلقت طلبات من آلاف الأشخاص، للمشاركة في التجارب. 

وارتكزت التجارب على المرضى المصابين بأنواع مختلفة من الشلل، حيث تهدف إلى مساعدتهم في التحكم بأفكارهم، من خلال استخدام روبوت متطور لزراعتها في منطقة تسمح لها بالتحكم في مراكز الحركة داخل المخ.

وقد ذكرت الشركة آنذاك، أنها تبحث عن أشخاص مُصابين بالشلل الرباعي بسبب إصابة النخاع الشوكي العمودي أو مرض التصلب الجانبي الضموري "ALS"؛ لإجراء التجارب عليهم.

وفي التجربة يتم زراعة الرقائق للمشاركين جراحيًا في منطقة من الدماغ تتحكم في الحركة؛ بهدف تمكينهم من التحكم والاتصال بأجهزة الكمبيوتر باستخدام أفكارهم فقط.

أول عملية

وفي يناير الماضي، أعلن ماسك نجاح أول تجربة لزراعة الشريحة الدماغية ضمن التجارب السريرية، وبعدها أكد أن هذا المريض أصبح قادرًا على التحكم في فأرة الحاسوب عن طريق الفكر.

والأربعاء الماضي، نشرت "نيورالينك" مقطع فيديو يظهر فيه رجل مصاب بالشلل الرباعي يلعب الشطرنج على الحاسوب متحكّمًا باللعبة بعقله بواسطة الشريحة الدماغية.

وفي مقطع الفيديو، يقول "نولاند أربو" البالغ من العمر 29 عامًا، والمصاب بالشلل الرباعي جراء تعرضه لحادث سيارة، أن بإمكانه أن يلعب الشطرنج ولعبة الفيديو "سيفيلايزيشن"، أو يتلقى دروسا في اللغتين اليابانية والفرنسية بفضل الشريحة الدماغية التي تتيح له التحكم بمفرده في فأرة الحاسوب.

وقبل أربو، زرعت الشريحة في دماغ قرد مكاك، تمكن بعد ذلك من لعب لعبة فيديو من دون وحدة تحكم أو لوحة مفاتيح. 

ويهدف ماسك إلى إتاحة غرسته للجميع، من أجل تمكين التواصل بشكل أفضل مع أجهزة الكمبيوتر واحتواء "الخطر على حضارتنا" الذي يمثله الذكاء الاصطناعي، حسب قوله.

وجمعت شركة "نيورالينك" أخيرًا نحو 323 مليون دولار من المستثمرين، وتقول إنها تريد جعل المرضى المصابين بالشلل يمشون من جديد، أو إعادة البصر للمكفوفين، أو حتى علاج الأشخاص الذين يعانون أمراضا نفسية، مثل الاكتئاب.