حدث مسلسل أشغال شاقة تغييرا كبيرا في شكل الكوميديا التلفزيونية، متخلصا من كل الاساليب المستهلكة فلا استخفاف ولا استظراف، ولا عبارات طائشة، تزعجنا عمال على بطال.   وانما اعتمد العمل على استراتيجيات كوميدية جديدة ، فمؤلفا العمل خالد وشيرين دياب يضعان الشخصيات دائما في حالة غليان، وينتقلون بهم من موقف متأزم الى موقف مضاد ثم تحدث انقلابات صارخة في الاحداث  تزيد " نشاط الكوميديا"، حيث تتفجر  أحداث جريئة ، ومواقف غير متوقعة ٠ لم يعتمد مؤلفا العمل على الاضحاك بالحوار او بالشكل الخارجي للشخصيات ، او بالايفهات ، وانما أجادوا توظيف قدرات الممثلين في شكل فني جديد ، قائم على المفارقة والبناء الجيد للموقف الكوميدي. اما المخرج خالد دياب فقد حافظ على الايقاع السريع للعمل واتخذ من التمثيل ركيزة أساسية للوصول إلى أعلى مستوى من الأداء عن طريق وضع فريق العمل في اطار فني متكامل،  يستفز فيه  طاقتهم كممثلين ، لذلك نجد أن كل نجوم  العمل يتألقون فنيا إلى جوار البطل ، وتسود حالة من التناغم فيما بينهم سواء أسماء جلال أو مصطفى غريب او ضيوف الشرف السبعة الذين تم اختيارهم بعناية ، وأكسبوا المسلسل نوعا من الثقل والحضور والتنوع في اسلوب أدائهم الكوميدي . كسبت أسماء جلال الرهان عليها كممثلة قادرة على ضبط إيقاع الأداء حتى أصبحت متمكنة من أسرار حرفة التمثيل بأسلوب واقعي حي وسلاسة وبساطة وبدون مبالغة ولا افتعال تتولد الكوميديا من خلال ما يصدر عنها من تصرفات وعلاقات بكل الشخصيات. اما بالنسبة لمصطفى غريب فقد وقع بهذا المسلسل عقد دخوله الرسمي إلى قلوب الجمهور، وسجل إضافة حقيقية في مشواره الفني، وثبت أقدامه على أرض الكوميديا ، بأسلوبه الخاص وطابعه المميز . واجاد هشام ماجد في تقمص شخصية دكتور حمدى وهى شخصية صعبة تعتمد على اظهار المشاعر المتباينة للشخصية وتجسيد تحولاتها الصارخة، وتألق بطاقته الكوميدية المدهشة ، واسلوبه الساخر وتلقائيته في الأداء ، ودقة اختياره لعمل فنى فذ ، اعتبره طفرة غير مسبوقة في فن الاضحاك، ويبدو انه استغرق وقتا طويلا في الكتابة والتحضير لذلك سيظل المسلسل باشغاله الشاقة ٢٥ عاما  قادمة،  حتى يلحق به كتاب الكوميديا التقليدية ، ولكنها أشغال شقة مؤبدة  في مجال الإبداع.