رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مع الصحابة| عبد الله بن مسعود .. فقيه الأمة (20 _30)

30-3-2024 | 18:40


عبد الله بن مسعود

أروى أحمد

حظى كل رسول أنزل ليبلغ رسالة ربه فالأرض، بالعديد من المصاعب والمشقات التي كانت تثقل كاهلهم، ولولا وجود الصحابة الكرام بجانبهم، لما هونت عليهم الرسالة  وسبل تبليغها، فمن نعم الله عليهم بأن رزقهم  بمن يساندهم ويشدد عضدهم، ومنهم رسول الله محمد الذي كان له عدد كبيرًا من الصحابة الكرام، وكلمة صحابة تعني، من آمن بدعوة الرسول محمد ورآه ومات على دينه، وأيضًا هم من لازموا الرسول في أغلب فترات حياته بعد الدعوة، وساعد بعضهم على إيصال رسالة الإسلام ودافعوا عنه دائمًا.

ونستعرض معكم عبر بوابة «دار الهلال» خلال شهر رمضان الكريم لعام 1445 هجرية، يوميًا، سيرة أحد صحابة رسول الله، ممن سعوا دائمًا لنصر دين الحق، ولمؤازرته وتشديد عضده.

ونقدم في اليوم العشرون من رمضان 1445 هـ،  ملامح من رحلة الصحابي  «عبد الله بن مسعود».

ولد « عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ» في مكة،  ولقب  بفقيه الأمة، وواحد من رواة الحديث عن الرسول محمد، وهو من السابقين للإسلام، وقد بشره الرسول محمد بالجنة، كما أنه أول من جهر بقراءة القرآن الكريم في مكة.

اشتهر عبد الله بن مسعود بشجاعته وكان ملازم للرسول، كما شهد معه هجرتيه إلى الحبشة والمدينة، وجميع غزواته،  وعرف بصاحب نعلي رسول الله،  فكان  يلبس الرسول محمد نعليه، ثم يمشي أمامه بالعصا، حتى إذا أتى مجلسه، نزع نعليه، فأدخلهما عبد الله تحت ذراعيه، وأعطاه العصا، وكان يدخل حجراته أمامه بالعصا، فأصبح مسؤول عن سواكه ونعليه وطهوره، كما  كان هو من يستر النبي محمد إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، ويُؤنسه إذا مشي.

ومن مواقفة مع الرسول محمد:

كان عبد الله بن مسعود حسن الصوت بقراءة القرآن الكريم، فكان الرسول محمد يحب أن يسمعه منه، فقد روى أن الرسول محمد قال له يومًا: «إقرأ عليّ سورة النساء»، فتعجّب وقال: «أقرأ عليك وعليك أُنزل؟»، فقال الرسول: «إني أحب أن أسمعه من غيري»، فقرأ عليه حتى بلغ قوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ٤١﴾ "النساء:41"، ففاضت عينا الرسول، وقال: «من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل، فليقرأ قراءة ابن أم عبد».