تميزت بالفصاحة والبلاغة، ولها أنزل الله سبحانه وتعالي الآيات الأولى من سورة المجادلة، وكانت أشد النساء حرصاً على بيتها وتمسكها به، إنها الصحابية الشاكية إلى الله، خولة بنت ثعلبة، وبمناسبة شهر رمضان الكريم نستعرض أبرز المحطات في حياتها ...

وإليك أهم المعلومات:

• هي خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف، عالية النسب.
• تميزت منذ الصغر بالفصاحة والبلاغة والجمال، الأمر الذي جعل الكثير من خيرة الفتيان يتقدمون لخطبتها، بمجرد أن  بلغت مبلغ النساء.
• تزوجت من ابن عمها الصحابي أوس بن الصامت، وهو ممن شهد غزوتي بدر وأحد، كما كان رفيقا لرسول الله عليه الصلاة والسلام فى أغلب غزواته.
• أسلمت خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها وزوجها أوس بن السميط شقيق الصحابي عبادة بن الصامت رضي الله عنهما، وشهد مع الرسول كل الغزوات ومنها بدر وأحد.
• أنجبت خولة من أوس ولدها الربيع بن أوس، وكانت زوجة محبة  لزوجها رغم فارق السن الكبير بينهما، وحريصة على تعمير بيتها والحفاظ عليه، فقد كانت تتحمل شدة طباع وغلاظه قلب زوجها.
• ضربت مثلاً عظيماً لجميع النساء، في طاعة الزوج وبره في غير معصية، فقد كانت تحسن إليه وتحنو عليه وتجود عليه بالكثير من مالها ولا تدخر وسعا فى إسعاده وإدخال السرور عليه.
• شهدت خولة الكثير من المشادات والخلافات مع زوجها، وكان من أكثرهم عندما فقد أوس أعصابه أثناء خلاف مع زوجته، وقال لها "أنت على كظهر أمي"، ويعد هذا القسم بمثابة تحريمه عليه وتصبح مثل الأم والأخت، وأصبحت محرمه عليه، ذهبت خولة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لتشكو له قسم اوس عليها، وكانت في حيرة من أمرها.
• كانت خولة أول زوجة في الإسلام “يظهر” لها زوجها، والمظاهرة هي أن يحرم الرجل امرأته عليه.
• كانت تعرف بفصاحة اللسان، وظهر ذلك عندما تناقشت مع رسول الله، خلال موقفها مع زوجها أوس، وقامت بمجادلة نبي الله، وإظهار مدى خوفها على تشتيت أسرتها، عندما ظنت أنها ستفترق عن زوجها، وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت.
• وقامت الصحابية المؤمنة الصابرة، بالذهاب نحو الكعبة المشرفة، ورفعت يديها إلى السماء، وفى قلبها حزن وأسى، وفى عينيها دموع وحسرة، قائلة:«اللهم إني أشكو إليك شدة وجدي، وما شقَّ علىَّ من فراقه، اللهم أنزل على لسان نبيك ما يكون فيه فرج»، لمدى خوفها على فراق وهدم بيتها.
• وبفضلها أنزل الله سبحانه وتعالى، حكم شرعي يخص النساء والرجال، في حال تسرع زوجهم في القسم والانفعال، ونزلت سورة المجادلة، حيث قال تعالى " (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، وتخصص الحكم بأن يصوم الزوج شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكيناً، في حال عدم قدرته على الصيام، وبهذا أنهى الله سبحانه وتعالى، ما سمي " بالظهار" وهو كان طلاقا منتشراً في الجاهلية، ونزلت الآية القرآنية لتوضح حكمه وأن عليه كفارة كبيرة.