رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فلاسفة الإسلام| «أبو العلا المعري»دعوة لنبذ التقاليد والتفكير العقلاني (21-30)

31-3-2024 | 20:03


تمثال أبو العلا المعري

إسلام علي

تعد الفلسفة الإسلامية من أرقى أنواع العلوم الإنسانية، حيث تعتبر بوابة لفهم حقائق غير ظاهرة في مختلف الميادين العلمية، ويعتبر الفلاسفة المسلمون «الفلسفة» هي العلم الذي تميز به الأنبياء للوصول إلى مرحلة اليقين في المعرفة الإلهية  وقام علماء الفلسفة المسلمين بتوظيف قوانين الفلسفة في استكشاف حقائق الأمور في جميع ميادين المعرفة.

ونقدم  خلال  30 يومًا من شهر رمضان 1445 هجرية، سنعرض إسهامات هؤلاء الفلاسفة في ميدان الفلسفة وتوضيح كيفية ربطها بالعلوم الأخرى، في رحلة مع أبرز علماء الفلسفة في  تاريخ الحضارة الإسلامية.

ورحلتنا الواحدة والعشرين سوف تكون مع أحد أعلام الحضارة العربية والإسلامية الملقب ب "أبو العلا المعري".

ولد عام 373 هجريا في مدينة معرة النعمان في محافظة أدلب في سوريا.

ونظرًا لنشأته في عائلة مثقفة، فنظر إلي شتي أنواع العلوم من المنظور النقدي، فدعا إلي نبذ الأفكار والطرق التقليدية التي تقيد حرية الباحث عن الحقيقة، ودعا إلي التفكر والعقلانية في مناقشة شتّى الأمور الدينية والعلمية.

ولا تزال قضاياه الفلسفية محل اهتمام وبحث من قبل العلماء المعاصرين. وكان منها تعبيره بواقعيه عن حقيقة الحياة الدنيا التي يجب أن يعلمها كل إنسان فهي مزيج بين المعاناة والألم وأن الإنسان لم يخلق لأجل السعادة المادية فالسعادة في نظرة وهمية لا يمكننا الوصول اليها.

وقياسا علي السابق، فالسعادة الحقيقة لا يمكن الوصول إليها عن طريق العالم المادي وملذاته المتواجدة في كل مكان أمام الإنسان، ومن هنا ننتقل إلي القضية الثانية وهي الزهد فعبر "أبو العلا" أن الإنسان إذا أراد السعادة المثالية فيجب عليه أن يبتعد عن كل ما يراه مألوفًا حوله.

ننقل إلي القضية الثالثة، وهي "الجيرية" فآمن "المعري" بقانونه الذي تحدى به العلماء في عصره، فنتيجة لتخبره في الفلسفة والرياضيات فراى بأن الكون كله محكوم بإرادة الله وأن كل شيءٍ مثله مثل القوانين الرياضية الثابتة لتدفق الطاقة في الكون حولنا إي قوانين صارمة لا تتغير ومثلها حياة الإنسان فهو مجبر لنتيجة أن كل شيء في الكون يحدث بقدر محتوم متفقا مع الآية القرآنية " أن كل شيء خلقناه بقدر".

الشك، وهو ثالث أهم قضاياه الفكرية التي ناقش فيها نبذ العلوم التقليدية ونبذ ما أسسه الأجداد من قوانين ومسلمات ويطالب بالتفكر النقدي في كافة العلوم و إعادة البحث من جديد في المسائل الدينية والفلسفية.

 

وفي فلسفة اللغة، نقد المعري اللغة العربية في كثرة معانيها وانتشار الكلمات الغريبة في زمانه وشدد علي ضرورة وضوح المعانين أكد علي قدسية اللغة العربية.

وبالنسبة إلي الموت، فانتقد خوف ورهبة العامة منه وتحدث عن أن أنه ضروري في المراحل والمراتب الروحية التي يجب أن يتخطاها الأنسان لأجل وصوله إلي الجنات العليا،

و اسند طرقا علمية لنبذ الخوف من الموت منها استخدام العقل في فهم دورة الحياة في الكون وفهم لماذا خلق الإنسان ودوره الأساسي وليس دوره الذي اختاره له محيطه " العالم المادي " ومن هنا يفهم عمق الحياة وأن الموت هو بداية لحياة جديدة أفضل من ذي قبل.

وفلسفته في التاريخ الإنساني أن الحضارات تسير عبر قوانين إلهية وليست بشرية وهذا يفسر الازدهار والانهيار لكل حضارة في ميقات محدد. فضلا عن تعبيره عن أن سعي الإنسان لتغيير مجري التاريخ وحياته فهو عبثي لان كل شيء محكوم بالقدر.

توفي المعري عام  449 هجريا في نفس المدينة التي نشأ فيها.