كتب : محمد الشريف

ساعات قليلة وتنطلق فعاليات مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة الذى اختار النساء محورا أساسيا لدورته الأولى إيمانا منه بدورها ومسيرتهن فى السينما المصرية، وتستغل إدارة المهرجان حدث تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثانى للترويج للمهرجان الذى يقام تحت رعاية وزارة الثقافة والمجلس القومى للمرأة.. فى السطور التالية تستعرض "حواء" فعاليات المهرجان وأهم الأفلام المشاركة .

كشفت إدارة المهرجان عن الأفلام المشاركة في مسابقتي الفيلم الطويل والقصير، في الدورة الأولى التي تستمر فعالياتها فى الفترة من20 وحتى 26 فبراير الجارى، حيث تضم مسابقة الفيلم الطويل 13 فيلما تمثل 13 دولة هي"صائدات النسور" وهو فيلم وثائقي من الولايات المتحدة الأمريكية، إخراج أوتو بيل، والفيلم الروائى"جناح صغير"، من فلندا إخراج سيلما فيلهونين ، و"الجبل السحري" تحريك من رومانيا، إخراج أنكا داميان، والفيلم الروائى الصينى"قاتلة مأجورة" إخراج هو- هسياو- هساين، والفرنسى"زواج" إخراج ستيفين ستريكر، و"الباب المفتوح" من إسبانيا، إخراج ماريانا سيراسيسكي، والجزائرى"زبيدة" إخراج يحيى مزاحم، و"ابتهج" إنتاج مشترك بين كندا وفنلندا، إخراج كاثي جارلاند، والفيلم المصرى"أخضر يابس" إخراج محمد حماد، ومن بنجلادش يأتى فيلم"تحت الإنشاء" إخراج روبيات حسين، و"انعكاسات" من السويد، إخراج سارة بروس، و"أكابادورا" من إيطاليا،  إخراج إنريكو بو، ومن الولايات المتحدة"كلير في رحلة" إخراج آني جي هاوويل وليزا روبنسن.

بينما تضم مسابقة الفيلم القصير 18 فيلما تمثل 12 دولة منها:"بيلادونا" من كرواتيا، إخراج دوبرافكا تيوريك، والفيلم المغربى"آية تذهب إلى الشاطئ"  إخراج مريم توزاني، و"أعدك"  إخراج محمد يارجوي من الجزائر، فيما تشارك إيطاليا بفيلم روائى بعنوان"الصمت" إخراج على أصغري وفرنوش صمدي، و"منطقة شانزبوسيبلز" إخراج الإيطالى كري ستينا بيتشي، ومن كرواتيا"سكارليت جريميزنز" إخراج ليانا ملاديىوفيتش، و"مطعم باني" إخراج لاورا لوتشيتي، ومن الدنمارك"رؤية واضحة لأبي" إخراج نيكولين سكوت جاوبسين، والفيلم الألمانى الوثائقى"كابوفاتزي وراء الحدود" إخراج جيرترود شولتز ويستنبرج، و"من أجل وقت جيد"  إخراج أميليا سكوت، و"تيلدا"  إخراج الألمانية كاتيا بينرا، و"رسالة إلى الله"  إنتاج مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وأذربيجان، إخراج ماريا ابراهيموفيتش، ومن اليونان"الحديقة المحلية" إخراج سيني بابا، والفيلم التسجيلى المصرى"شيماء" إخراج عبد الفتاح فرج، و"ليلة في التاكسي" من الإمارات العربية المتحدة، إخراج عايشة الزابي، ومن الفلبين"ايماجو"  إخراج رايموند ريباي جوتيريز، ومن مصر"علياء" إخراج محمد سعدون، و"صندوق الدنيا" إخراج مروة كامل.

اختيار الأفلام

وقال السيناريست محمد عبد الخالق، رئيس المهرجان: إن عروض مسابقتي الأفلام الطويلة والقصيرة ستعرض في قاعتي عرض فندق هلنان بأسوان، معربا عن سعادته بالمستوى المتميز للأفلام التي تم اختيارها بعناية من جانب لجنة المشاهدة.

وأكد الكاتب الصحفي حسن أبوالعلا، مدير المهرجان، أن هناك تنوعاً واضحاً في الأفلام المشاركة في المسابقتين، مشيرا إلى أنه متفائل بإقبال جمهور أسوان على مشاهدة الأفلام خاصة أنها تعبر عن قضايا المرأة في مجتمعات مختلفة.

أخضر يابس

وقع اختيار إدارة المهرجان على فيلم "أخضر يابس" للمخرج الشاب محمد حماد لتمثيل مصر في مسابقة الأفلام الطويلة، وتدور أحداث الفيلم الذي تقوم ببطولته الوجه الجديد هبه علي حول فتاة محافظة ملتزمة تدعى إيمان تضع نصب عينيها التقاليد والأعراف الاجتماعية الراسخة، لكن حدث صدام يجعلها تضرب عرض الحائط بكل قناعاتها السابقة.

ويعد الفيلم التجربة الأولى لمؤلفه ومخرجه محمد حماد في السينما الروائية الطويلة، وقد تم عرضه لأول مرة في الدورة الـ 69 لمهرجان لوكارنو السينمائي، كما عرض في مهرجان نامور الدولي للسينما الفرانكفونية، ومهرجان سنغافورة السينمائي، وستكهولم، والبحر المتوسط السينمائي ببروكسل، وكان آخر محطاته في مهرجان دبي السينمائي حيث حصل على جائزة أفضل إخراج بمسابقة المهر الطويل .

وقال الكاتب الصحفي حسن أبوالعلا، مدير المهرجان: إن اختيار فيلم "أخضر يابس" جاء بإجماع آراء فريق عمل المهرجان، لكونه يقدم صورة مشرفة للسينما المصرية في الدورة الأولى للمهرجان، معربا عن شكره للمخرج محمد حماد والمنتجة خلود سعد والمنتج محمد حفظي لتعاونهم مع إدارة المهرجان وحرصهم على خروجه في أفضل صورة ممكنة تليق بتاريخ السينما المصرية وعراقة مدينة أسوان.

وأضاف: كنا نبحث عن فيلم مصري يتناسب مع طبيعة المهرجان المتخصص في أفلام المرأة، وفي نفس الوقت يليق بتاريخ السينما المصرية، ووجدنا أن "أخضر يابس" يتوافر فيه كافة المواصفات التي نبحث عنها، ومشاركته في هذا الكم الهائل من المهرجانات الدولية وحصوله على جائزة أفضل مخرج من مهرجان دبي يؤكد أننا على صواب.

وأشار إلى أن إدارة المهرجان حرصت على الإعلان عن مشاركة الفيلم  قبل الإعلان عن بقية الأفلام المشاركة في مسابقة الفيلم الطويل، كنوع من الاحتفاء بالفيلم المصري الذي سيعقب عرضه في المهرجان ندوة مع مخرجه وصناعه، موضحا أن هناك نية من جانب إدارة المهرجان لعرضه في مسرح فوزي فوزي المكشوف الذي يسع نحو ألف مشاهد، بخلاف عرضه للجنة التحكيم وجمهور أسوان ضمن عروض المسابقة الرسمية.

فيلم الختام

اختارت إدارة المهرجان الفيلم الفرنسي الإيطالي المشترك "داليدا" لعرضه في حفل الختام، ويتناول الفيلم القصة الحقيقية للمطربة العالمية الراحلة مصرية الأصل داليدا، التي ولدت في القاهرة ونالت شهرتها العالمية خلال فترة الستينيات، الفيلم من تأليف وإخراج الفرنسية ليزا أزويلوس، وبطولة سفيفا ألفيتي التي تقدم شخصية داليدا، وتبلغ ميزانية إنتاج الفيلم نحو 15 مليون دولار.

وتعد المطربة الراحلة داليدا التي قدمت للسينما المصرية فيلمين هما "سيجارة وكأس" مع نيازي مصطفى سنة 1955، و"اليوم السادس" مع يوسف شاهين سنة 1986 من نجمات الغناء في النصف الثاني من القرن العشرين حيث غنت بعدة لغات وحققت أسطواناتها توزيعا بلغ أكثر من 130 نسخة حول العالم.

وأرجع رئيس المهرجان اختيار الفيلم  للعرض في حفل الختام لارتباط الشعب المصري بداليدا، وعشقه لأغانيها خاصة التي قدمتها باللغة العربية مثل "أحسن ناس" و"حلوة يا بلدي"، موضحا أنها كانت تعتبر نفسها مصرية الأصل، مشيرا إلى أنه تم توجيه الدعوة لبطلة الفيلم ومخرجته وشقيق الفنانة الراحلة داليدا لحضور حفل الختام، مؤكدا أن اختيار الفيلم استكمالا للاحتفاء بالمرأة المصرية بعد اختيار فيلم "ليلى بنت الصحراء" للعرض في حفل الافتتاح بطولة وإخراج وإنتاج بهيجة حافظ وإنتاج سنة 1937، ويعبر عن إبداع المرأة المصرية في عالم السينما في بداية القرن العشرين.

بوستر المهرجان

من جهة أخرى كشفت إدارة المهرجان عن بوستر دورته الأولى الذى صممه الفنان الكبير د. ناجي شاكر وأهداه لإدارة المهرجان .

ويتضمن البوسترشحنة مكثفة من العلامات والتفاصيل المميزة للمهرجان، حيث تطل فتاة بوجه مميز من فوق منطقة مفتوحة من النيل بتكويناته الصخرية والطبيعية بمدينة أسوان، تقطعها أشرعة المراكب النيلية، في ما يحمل وجه الفتاة الملامح المميزة لوجوه المصريات منذ الفراعنة وحتى الآن، في تحليل لوني لوجه الفتاة وتحد واضح وهي مبتسمة وكأنها تستقبل من يراها، بينما تم تحليل صورة النيل بألوان قوس قزح المتجاورة، وحمل وجه الفتاة المكبر أعلي المنظر الطبيعي للنيل تكثيفا لأهم ما يميز الصورة السينمائية عن غيرها من الصور، وهي الصورة المقربة و"اللاندسكيب".

وتحمس الفنان ناجى شاكر لموضوع المهرجان وأنهى تصميم البوستر فى وقت قياسى .

وقال ناجي شاكر: إن مهرجان أسوان لأفلام المرأة يحمل فكرا وتوجها يحتاج من الجميع أن يقدموا له يد العون، موضحا أن ثمار بذرة مهرجان أسوان ستثمر على الحالة الثقافية المصرية.

وأعرب عن تمنياته لإدارة المهرجان بالنجاح والتوفيق خاصة وهم يبدأون دورتهم الأولي في ظل ظروف اقتصادية وسياسية عالمية معقدة، مؤكدا أن مجرد انطلاق هذا المهرجان الذي يجمع بين المرأة وقضاياها والسينما وهمومها وإبداعات المرأة فيها تعبير عن حيوية هذا البلد وامتلاكه القدرة على التجدد والتفاعل والحياة وإنتاج الفكر والفن حتى في أصعب الظروف.

يذكر أن الفنان الكبير ناجى شاكر يعمل كأستاذ متفرغ بكليه الفنون الجميلة بالزمالك ، وهو رائد فن تصميم العرائس فى مصر وصمم عرائس أوبريت "الليلة الكبيرة " كما قام بتصميم الديكور والملابس لفيلم شفيقة ومتولى فضلا عن تصميمه بوسترات العديد من أفلام المخرج تاعامى الراحل يوسف شاهين مثل "اسكندريه ليه" و"اسكندرريه كمان وكمان " و"المصير" .

من جهة أخرى تواصل إدارة مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة التحضير لانطلاق ادورة الأأولى حيث تم حجز تذاكر سفر الضيوف الأجانب من أعضاء لجنتى تحكيم مسابقتى الأفلام الطويلة والقصيرة ، وأصحاب الأفلام المشاركة وضيوف صالون أبو سمبل للمنتجين ومنتدى نوت لقضايا المرأة فيما يجرى الاستعداد لوضع اللمسات النهائية على حفل الافتتاح الذى سيقام مساء 20 فبراير المقبل .

الجدير بالذكر أن المهرجان سيكرم فى دورته الأولى الفنانة الكبيرة نجلاء فتحى .

***

أسوان بالألوان

على هامش مهرجان أسوان لأفلام المرأة أقيم مهرجان تلوين تحت عنوان"أسوان بالألوان" الذى نظمه المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع جمعية كنوز بمحافظة أسوان فى الفترة من 11 إلى 16 فبراير، وقد صرحت د. مايا مرسي، رئيسة المجلس أن الهدف من المهرجان إحياء التراث النوبى، وعقد ورش عمل مع أهالى أسوان لتوعيتهم بأهمية تعليم الفتيات.

انقسم المهرجان إلى عدة مراحل استهدفت كل مرحلة رسم وتلوين 50 بيتًا بالتعاون مع عدد من الفنانين التشكيليين وأهالي القرى ومختلف المشاركين في المهرجان.

يأتي تنفيذ المهرجان في إطار مشروع متكامل يمتد لعدة سنوات لإحياء التراث والحفاظ على الهوية وإعادة الاعتبار لزخارف العمارة النوبية القديمة باستخدام ألوان ومواد طبيعية من البيئة، وقد شارك في المهرجان بعض الشخصيات العامة المصرية والدولية والفرق الموسيقية من القاهرة والإسكندرية والنوبة والمحافظات.